هل ما زال ذلك الطفل الذي أراد أن يصبح رائد فضاء يسكن داخل كل واحد منا؟ ربما نعم، لكن عام 2025 يكشف أن الحلم المهني لم يعد مجرد صورة مثالية من الطفولة. فالعالم يعيش مرحلة يعاد فيها تشكيل معنى النجاح الوظيفي تحت تأثير تحولات اقتصادية وثقافية وتكنولوجية عميقة، ومع رغبة متزايدة في حياة أكثر مرونة وربحاً.
دراسة عالمية حديثة لمنصة Resume.io تابعت ما يبحث عنه الناس عند التفكير في "الوظيفة الحلم"، لتكشف صورة جديدة تماماً عن عالم يعيد رسم مستقبله المهني بطريقة غير مسبوقة. طيار... حلم يعلو فوق الجميع تقدمت مهنة الطيران أحلام الناس حول العالم، بأكثر من مليون وثلاثمئة ألف عملية بحث لعبارة "كيف أصبح طياراً". والجاذبية هنا لا تتعلق فقط بالطيران فوق السحب، بل بما تمنحه المهنة من دخل مرتفع واستقرار وظيفي في وقت تواجه شركات الطيران نقصاً حاداً في الطيارين بسبب تراجع أعداد المتدربين وارتفاع متوسط العمر في القطاع. العقارات... اللمعان الذي لا يخفت جاءت مهنة وكيل العقارات في المرتبة الثانية، خصوصاً في أميركا وكندا وأستراليا، حيث ارتفعت شعبية المجال بفعل البرامج الواقعية التي قدمت حياة وكلاء العقارات كنمط حياة فخم مليء بالفرص. ومع أزمة السكن في أميركا، ازداد الاعتماد على الوكلاء على رغم تراجع المبيعات، ما عزز صورة المهنة كمسار مهني يوفر دخلاً مجزياً ومرونة واسعة. التقنية لا تفقد بريقها وعلى رغم موجة التسريحات في شركات التكنولوجيا خلال 2024، ظل حلم العمل كمهندس برمجيات قائماً لدى مئات الآلاف حول العالم. فالدخل الجيد، والعمل عن بعد، واتساع الحاجة إلى المهارات التقنية في اقتصاد يعتمد الرقمنة، جعلت الوظيفة خياراً مطروحاً بقوة، حتى في مراحل عدم الاستقرار. السفر... الهروب من المكتب التقليدي في مراتب أخرى، عادت الوظائف المرتبطة بالسفر إلى الواجهة. إذ أصبح مضيف الطيران ووكيل السفر ضمن أكثر الأحلام تكراراً، في إشارة إلى رغبة الناس في الابتعاد عن روتين الوظائف المكتبية، والبحث عن عمل يتيح حركة واكتشافاً وشعوراً بتغيير مستمر، حتى لو كان متعباً أو طويل الساعات.
العلاج النفسي... مهنة تنمو مع تعب العالم مع ازدياد الاهتمام بالصحة النفسية بعد الجائحة، برزت وظائف المعالجين النفسيين والمستشارين ضمن الأحلام المهنية، خصوصاً في الولايات المتحدة وبريطانيا. هذا الصعود يعكس احتياجاً اجتماعياً حقيقياً، بعد أن استخدم واحد من كل خمسة أميركيين خدمات الصحة النفسية خلال العام الماضي. مهنة القاضي وفي أوروبا، حافظت مهنة القاضي على مكانتها كأحد الأحلام المهنية، على رغم صعوبة مسارها الطويل، بينما سجل مجال علم البيانات حضوراً لافتاً بفضل دخله المرتفع وطلب متزايد يتوقع أن ينمو بأكثر من 30 في المئة خلال السنوات المقبلة. ماذا يريد الأميركيون؟ في أميركا، يكشف المشهد عن تحول جذري في معايير النجاح. فالشباب لم يعودوا يطاردون الشهادات الجامعية بالطريقة التقليدية، مع ارتفاع تكاليف التعليم وتراجع العائد الفعلي للدراسة الطويلة. وبدل ذلك، اتجه الكثيرون نحو وظائف توفر دخلاً أعلى بسرعة أكبر، مثل العقارات وصناعة المحتوى والطيران، بعد أن تجاوزت معظم هذه الوظائف متوسط الدخل الوطني البالغ 62 ألف دولار سنوياً.
اندبندنت عربية
|