سيرياستيبس
في مؤشر جديد على عودة رأس المال العربي إلى السوق السورية، استقبلت هيئة الاستثمار السورية وفداً رفيعاً من شركة أجدان السعودية التي حلّت في دمشق للاطلاع ميدانياً على الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاعين السياحي والسكني. وجاءت الزيارة لتضع مشروع فندق إيبلا وقصر المؤتمرات تحت مجهر المستثمر السعودي، في خطوة تعكس اهتماماً متزايداً بإحياء أحد أهم المشاريع السيادية في العاصمة، وفتح الباب أمام استثمارات نوعية طال انتظارها في البنى السياحية والإسكانية. مدير عام هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي استقبل الوفد السعودي، الذي قام بجولة موسّعة في فندق إيبلا وقصر المؤتمرات للاطلاع المباشر على واقع المنشآت المستهدفة، وبحث الإمكانات المتاحة لتطويرها بما ينسجم مع متطلبات السوق السياحية والإسكانية في سوريا. وأكد الوفد خلال زيارته أن مشروع إيبلا يُعد مشروعاً سيادياً مهماً وركيزة وطنية يمكن البناء عليها لإطلاق نموذج استثماري جديد، معربين عن رغبتهم في وضع بصمتهم في تطويره، إلى جانب دراسة حلول إسكانية عملية تتناسب مع احتياجات الأسواق المحلية. ورحب الهلالي بالوفد قائلاً: «كنتم من السبّاقين لدعم سوريا والسوريين، واليوم نعمل معاً لتعزيز مسار الاستثمار». وأوضح أن تبعية هيئة الاستثمار السورية لرئاسة الجمهورية تتيح لها سرعة اتخاذ القرارات التي تخدم المستثمرين، مشيراً إلى أن الهيئة تمثل الذراع التنفيذي لقانون الاستثمار، بما يمكّنها من تسهيل الإجراءات ودعم المشاريع الكبرى. وكشف الهلالي أن سوريا بحاجة حالياً إلى 100 ألف وحدة سكنية موزعة في مختلف المحافظات، مؤكداً استعداد الهيئة للتعاون الكامل مع الشركة السعودية لإنجاح المشروعات المقترحة، مضيفاً: «نحن معكم يداً بيد لنجاح المشروع»، في إشارة واضحة إلى انفتاح الحكومة على المستثمرين العرب واستعدادها لتوفير البيئة المناسبة لهم. من جانبه، أكد معاون وزير السياحة أن هيئة الاستثمار تشكل المظلة الأساسية لأي استثمار داخل سوريا سواء كان عربياً أم أجنبياً، مشيراً إلى أن قصر المؤتمرات يُعد الأكبر في البلاد بطاقة استيعابية تصل إلى 2400 شخص. كما أوضح أن القطاع السياحي بحاجة ماسة إلى مشاريع جديدة، إذ تحتاج سوريا إلى 25 ألف غرفة فندقية في حين لا يتوافر حالياً سوى نحو 4 آلاف غرفة فقط، إضافة إلى توافر يد عاملة قادرة على تلبية متطلبات التوسع السياحي عند توافر البنى الفندقية المناسبة. واختتم الوفد السعودي زيارته بالتأكيد أن الهدف الرئيس من وجوده في دمشق هو الاطلاع على واقع فندق إيبلا وقصر المؤتمرات ودراسة الإمكانات المتاحة لتطوير المشروع بما يسهم في تعزيز القطاعين السياحي والسكني، وفتح الباب أمام شراكات استثمارية طويلة الأمد بين سوريا والمملكة العربية السعودية.
الوطن
|