سيرياستيبس كتب الإعلامي أسعد عبود
هاتفني من هاتف مجهول و تمنى علي عدم اضاعة الوقت لمعرفة صاحب الصوت ،
خصوصا وأنها المرة الاولى التي اسمع صوته فيها .. !! لا أعرف لماذا هذا التشدد خصوصا وأنه هو الذي تفضل فبادر و روى .. منتقدا
بشيء من عدوانية قال :
ألا تخجل و أنت المهتم دائما بالاقتصاد و الوضع
الاقتصادي ، ولا بد أنك تهتم و ترى و تتابع ما ينقله الاعلام دائما عن
مشاريع الامل السورية الضخمة .. أن تلجأ إلى بقعة صغيرة ، بحدوثات صغيرة ،
تشغلك فيها أوضاع بيئتك و محيطك .. و تنسى الحجم الضخم للأمل السوري
المرسوم على هيئة مشاريع ضخمة ما زلت أنت - يعني أنا - تهاجمها و ترى أنها
خلبية ..
!!
هذه زبدة الكلام و أزعم أنني كنت أمينا على الحقائق فيه .. ويستطيع الاخ
الكريم صاحب الاتصال أن يصحح إن كنت قد تجاوزت أو أهملت شيئا مهما جاء في
حديثه .. و نحن ننتظر دون تردد في الرد ، أن لا يقطع الحديث .. أما بخصوص بيتي و محيطي .. اقول : نعم .. ومن ذا الذي لايشغله بيته و محيطه و
بلده .. و على ماذا يؤتمن ..؟! علما أن وجودي في هذه المنطقة و محيطها لم
يجئ بخطة مني لعمل اعلامي ولا بخطة عمل هذا الموقع الاعلامي المحترم الذي
أطل منه " خطوات في الاتجاه الصحيح " أو syria steps و إنّما لظرف أخر ألم
بنا فجعلني ألمس مباشرة شدة الظروف على الاهل و الجيران .. و جيران الجيران
.. و .. و .. فتوقفت هنا عند هذا الزمن ولم يكون بزمن ضائع .. بل إني أتبنى كل ما أوردته عن الحال و الاحوال .. أكثر من ذلك أقول بصراحة : أن كل الرقص حول المشاريع الضخمة من أبراج و
منشآت سياحية و طرقات و سكك .. و غيرها .. لم يشجعني ولا مرة للمشاركة بشي
رقصة .. و دائما تمنيت أن يعم الخير عله يصل للجميع ... و حتى اليوم أكاد
لا أرى شيئا وصل لأحد ما .. و كثيرا ما ألمس في الحكاية شيئا من المبالغة
..
!! على كل حال ، أنا صحفي و لست منظرا اقتصاديا .. تشغلني كثيرا هموم
الناس المباشرة و خصوصا القسرية منها .. ويستوقفني اليوم إلى درجة الهم و
الحزن و الارتباك وضع البلد بشكل عام و كلي ، فإن كنت قلت عن منطقة محددة
فلأنني لمست تعب الناس فيها و تحدي اامستقبل ، تحديات كبيرة و كثيرة بعضها
معقد و بعضها أبسط و كله خطير .. يتمثل الخطر اليوم بتحديين عظيمين أكبر من
الاحلام العظيمة التي تفرشها حكاية المشاريع الاستثمارية العتيدة الموعودة
، وما زالت موعودة .. و ما زلت استرق السمع و أركز الرؤيا لألمس الأمل ..
أما التحديين الكبيرين فهما : 1 - بيت وأسرة يهددهما الفقر إلى حد الجوع .. 2 - شاب أو شابة يوضب الحقائب ليغادر ..
فهل نحن لا نريد المنطقة ..؟ .. أم نريدها من غير سكان .. ؟؟!! بالتأكيد نحن كلنا و دون استثناء نريد المنطقة و كل المناطق و رغم كل ما
جرى و يجري و ربما سيجري .. لا أتخيل أن كثيرا من السوريين يتنازل اي منهم
عن أي شبر أو انسان في أي منطقة كانت .. فكلها سورية ..
بموجب ذلك أنا انشغلت و ما زلت مشغولا في حكاية ما يمكن أن أسميه استثمارات
نوعية تسرع في توفير حل لمشاكل تتفاقم بسرعة .. و طالما أن مشاريعنا "
الضخمة " ستتأخر ولا ريب ربما بسبب ضخامتها .. فأنا أطالب بالاستجابة
للحاجات الملحة و على طريقة اعمل و أربح .. و بخصوص الموارد في سورية التي
يجب أن تضع سلم أولويات للاستثمار . فلدي مذكرة اعلامية من الاخ الباحث
الاقتصادي الزراعي عبد الرحمن قرنفلة .. قد اتعرض لها أو قد أنشرها في
الاسبوع القادم .. و اتوقف الآن و أعلم أنه ثمة غير ذلك مما يمكن أن يقال
.. و سيقال منا ومن غيرنا ..
As.abboud@gmail.com
|