كتب الدكتور نزار زيود : مدير عام المؤسسة العامة السورية للتأمين :

 لم يعد خافياً على أحد أن دول العدوان الذي يُشنُّ على سورية، ومع تلك الدول أولئك العملاء المرتبطين بها تحت مزاعم أنهم معارضون، وبدعمٍ إعلامي من قنوات التحريض، لم يكفّوا منذ بداية الحرب وحتى الآن عن محاولاتهم الحاقدة لتصوير سورية على أنها من الدول الفاشلة، ولذلك حاولوا عبر أذرعهم الإرهابية أن يضربوا مؤسسات الدولة ويعطلوها، ومن أجل هذا حاولوا بكل قواهم تعطيل الدستور والانتخابات بمختلف أشكالها سواء انتخابات الإدارة المحلية، أم انتخابات مجلس الشعب، أم انتخابات رئاسة الجمهورية اليوم،

 ولم يحالفهم أمام هذا كله سوى الفشل والهزيمة لهم هم، لتستمر سورية بعنفوانها، وتثبت لهم وللعالم أجمع أنها دولة المؤسسات الصلبة التي تتحداهم وتتحدّى نواياهم الخبيثة. في شهر آب الماضي تحدث السيد الرئيس بشار الأسد أمام أعضاء مجلس الشعب الجدد، بعد الانتخابات البرلمانية قائلاً: عشر سنوات من الحرب الشرسة المتواصلة، دماء غزيرة ومحطات كثيرة يربط بين كل عناصرها وطن وشعب ودستور، فمحاولات إسقاط الوطن وإلغاء السيادة وتفتيت الشعب وضرب المؤسسات يحققها دستور، ويمنعها آخر، ولأنه منعها وأفشلها في سورية فقد شنت عليه الحرب، ولأنه يرمز للوطن والشعب والسيادة والكرامة والوجود فقد سالت من أجله ودفاعا عنه الدماء، وتصميم الشعب على الالتزام بالاستحقاقات الدستورية توقيتا ومشاركة هو أيضاً دفاع عن الدستور وما يرمز إليه، وهو وفاء لتلك الدماء الزكية والأرواح الطاهرة، وانتخاب مجلسكم الكريم يأتي في السياق نفسه فهو يشكل محطة تاريخية من محطات الحرب كتب شعبنا تفاصيله بأقلامه الناخبة، بإرادته

 . وقال : ما الحصار الذي يفرضونه على سورية إلاّ ضرباً من محاولاتهم اليائسة لشلّ المؤسسات، وتجويع الشعب وتحريضه على دولته، ولكنهم غارقون بالأوهام، ولم يعرفوا أن يستوعبوا بعد، حقيقة هذا الشعب العظيم المتمسك بأرضه وبلاده وقيادته.

والرئيس الأسد يرى بأن الرد العملي على الحصار يكون بزيادة الإنتاج في كل القطاعات وهذا ينطلق أولاً من التعامل مع المشكلات والسلبيات والتحديات التي تواجهنا، وهي معروفة لمعظمنا، فحلها والتخلص منها هو مطلب وطني بمعزل عن تحديات الحرب والحصار، لكنه أصبح اليوم في ظرفنا الراهن أكثر إلحاحاً، وعملية التطوير أكثر ضرورة. ويرى الرئيس أن في مقدمة هذه التحديات يأتي الوضع المعيشي الذي يرتبط مباشرة بالقدرة الشرائية لعملتنا الوطنية، إذ هناك بديهيات وحقائق معروفة ولا بد من الانطلاق منها، فالعوامل التي تؤثر في الليرة معروفة، التأثير المباشر للحرب الذي أدى إلى تباطؤ الاقتصاد بفعل تدمير البنية التحتية، والتراجع الكبير للاستثمار، أيضا الحصار الذي أدى إلى منع استيراد المواد الأساسية الضرورية لعملية الإنتاج، للخدمات، ولحياة المواطن بالإضافة إلى منع التصدير الحيوي لأي اقتصاد في العالم، أيضاً تراجع الوضع الاقتصادي للدول المجاورة، وهناك علاقة مباشرة بيننا وبين اقتصاديات الدول المجاورة فلا بد أن نتأثر، وهذه العوامل أثرت بشكل متصاعد خلال العشر سنوات الماضية في موضوع الاقتصاد والليرة السورية، هذه الحقائق هي بديهيات ليست تبريراً لأي تقصير – يقول الرئيس – وإنما وصف لحالة، وهي ستؤثر فينا شئنا أم أبينا لكن هذا التأثير ليس مطلقاً، يعني أن تقضي علينا أو نقضي عليها، الضرر نسبي ولكن تعتمد مواجهة الضرر على قدراتنا، على إبداعنا، على إرادتنا، أما إذا انتظرنا تغير الظروف فلن تكون هناك أي نتائج. إنه كلام بمنتهى الدقّة،

ولذلك فإن المؤسسة العامة السورية للتأمين لن تنتظر تغيّر الظروف – وهذا وعد – بل ستواجه كل الظروف بإرادتها وقدراتها وإبداع العاملين فيها، وهي تتطلّع بكثير من الأمل إلى قادم الأيام، فهي واثقة ومتيقّنة بأن سورية التي استطاعت الحفاظ على كونها دولة مؤسسات رغم كل الضغوط والحصار والتخريب لا شك بأنها جديرة بالأمل، وما علينا سوى العمل لتحقيق آمالنا وطموحاتنا. ومن أجل هذا كله، وتكريساً لثبات دولة المؤسسات فإنني كمدير عام لهذه المؤسسة ( السورية للتأمين ) توجهنا أنا وجميع العاملين فيها لممارسة حقنا الانتخابي وانتخاب رئيس الجمهورية القادر على تكريس دولة المؤسسات وتحقيق النصر لهذه الدولة المناضلة، والقادر على مجابهة الحصار والعدوان بلا تراجع ولا استسلام حفاظاً على كرامة سورية وشعبها .. وعلى عرينها الذي يليق بالأسد وحده

سيرياستيبس .