في قلبِ كل شتاءٍ .. ربيعٌ يختلج، ووراء نقابِ كلِّ ليل .. فجرٌ يبتسم ...

هكذا قال جبران خليل جبران .. وهكذا هي الحقيقة .. ونحن الآن بانتظار الربيع القادم .. وانبلاج فجر مبتسم مليء بالعطاء والأمل ..

إن اندفاعنا لممارسة حقنا وواجبنا بالاستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس الجمهورية، قويٌّ جداً بقوة ذلك الربيع القادم بأزاهيره التي ستطغى على دنيانا كلها رغم ذاك الشتاء القارس، وبقوة ذلك الفجر المبتسم الذي سيملأ الأماكن بضيائه رغم كل ما عشناه في عتمات الليل المظلم.

سنندفع لنقول نعم لمن وقف سدّاً في وجه أعاصير ذلك الشتاء، ومزّق نقاب الليل الذي كاد أن يودي بنا، وأوشك أن يوقع العداوة بيننا ويجعل من الأخوة أعداء .. ويرمي بين الأحبة البغضاء، بينما قلوبنا كانت ولا تزال تنتعش لتلك الأخوّة والأحبة، ونحن نعيش سويّة في كنف هذا الوطن الغالي بتعايشٍ سلمي رائع، لا يعرف الحقد ولا الضغينة.

نريد أن نتجه إلى صناديق الاقتراع لنقول نعم لمن يرى وقال بأن : ( الموضوع الأهم في المرحلة المقبلة هو إعادة الإعمار إن كان في المناطق التي استتب الأمن فيها بعد تطهيرها من الإرهابيين أو العشوائيات وهذا يتطلب من كل الوزارات العمل وفق خطط مدروسة وآليات عمل قابلة للتنفيذ بما يساعد في دوران عجلة الاقتصاد بهذه المناطق والتأثير إيجابيا على حياة الآلاف من العائلات )

أجل .. فإعادة الإعمار بقدر ما تجري عرقلتها من قِبَل أعداء سورية، بقدر ما هي هامة ومنعشة للبلاد واقتصادها، لأن إعادة الإعمار تعني عودة البلاد إلى ما كانت عليه وأفضل، وتعني المزيد من الاستثمارات، والمزيد من الصناعة والخدمات، ما يعني الكثير من الإنتاج .. وهذا الكثير من الإنتاج يتطلب الكثير من فرص العمل، وبالتالي المزيد من التأثير الإيجابي على حياة آلاف العائلات، وهكذا تدور عجلة الاقتصاد، الذي سيكون دائماً بحاجة إلى الدماء التي تجري في عروقه، ودماء الاقتصاد هي المال، ما يعني انتعاشاً كبيراً للبنوك التي ستكون ملاذاً للمنتجين والمستثمرين للحصول على القروض الإنتاجية التي تساهم بتطوير الإنتاج وتنمية الاقتصاد، وهذا كله يحتاج إلى درءٍ من المخاطر، لتنتعش بذلك شركات التأمين التي ستكون قادرة على تحصين المعامل والآلات والمنشآت وحتى القروض من كل المخاطر، فهي المكان الآمن الذي يبثّ الطمأنينة في قلوب المنتجين كي يعملوا على قاعدة صلبة من الأمان بعيداً عن المخاوف من كل المخاطر المحتملة.

سنذهب لنقول نعم لمن يرسم هذه اللوحة الجميلة، ولمن يدرك جيداً معنى وأهمية العمل، ولمن قال عنه : (العمل في ظروف الحرب دفاع عن الوطن ) ولذلك سنقولها بملء الصوت وعلى إيقاع خفقات القلب : نعم لك يا قائد الوطن .. نعم لك أيها الأسدُ الرئيس.