بين تشغيل الناس وإشغالهم..!

تسعى تنويعات نماذج النمو المختلفة من كلاسيكي وكينزي وداخلي لشرح كيفية تحريك الاقتصاد (علاقة الاستثمار بالدخل أو جور المعرفة ورأس المال البشري...) ولكن بقي التركيز على نمو اقتصادي يُفترَض ألا يتوقف.
أدت المتغيرات الدولية من حيث الزيادات السكانية والبطالة وإغلاق الحدود أمام تدفق السلع والبشر والإغراق والتنافسية التي تفرضها الأتمتة إلى عقم أو انخفاض فاعلية الوصفات المعتادة لتحريك الاقتصاد مما يتطلب مراجعة معمقة.
في الماضي استغل الإقطاع والبورجوازية جهد الفلاح والعامل وكان لمفهوم فضل القيمة دور حيوي في تكوين رساميل غير مسبوقة تم استثمارها من أجل الحصول على المزيد من الثروات والنفوذ. ولهذا وجدت نظريات اشتراكية بنسخ مختلفة ولكنها أجمعت جميعاً على أن العمل هو أصل العملية الإنتاجية. وفي تلك الفترات التي تم فيها تطوير مثل هذه النظريات كان العمل فعلاً هو الأساس لا بل كان تعويض النقص في كل دولة من خلال العبودية والهجرات واستغلال العامل لساعات طويلة. واضطر العامل في الدول المتقدمة للانتظار طويلاً (بداية القرن الماضي) لوضع سقف لعدد ساعات العمل اليومية رغم كل الشعارات الطنانة والثورات التي ظهرت قبل قرون.
في بوست نشرته على صفحتي في 23 آذار 2020 تم التمييز بين تشغيل الناس (لينتجوا) وإشغالهم (عمن يعتقدون أنهم آلهة الانتاج). وتم في البوست التذكير بتوصيات بريجينسكي "tittytainment " في عام 1995 "لتهدئة" المحرومين: حينها، كان 20% من السكان يسيطرون على 80% من الثروات والآن أصبح 1% يسيطرون على 99% من الثروات وهو ما يفسر حركة السترات الصفر وغيرها من الانتفاضات "الخجولة" في العالم الغربي (مزيد من التفاصيل على صفحتي في 30\12\2020).....يتبع