لمناسبة قرارات الحكومة بمواجهة البرد ..

موجة من البرد الشديد تعم سورية في ظروف هي بالأصل تثقل على المواطن في تدبير شؤون حياته ..
اهمية القرار ليست في الابداع و مقدرة الحل بسهولة ..بل في جرأة التفكير به .
هكذا ببساطة لجأت الحكومة إلى التسريع في إتاحة الفرص المقررة لتوزيع مادة المازوت .. و اغلاق المدارس و تعطيل الدوائر لمدة اسبوع ريثما تبدأ موجة البرد بالتراجع ..
لا بد أن الحكومة تأمل أن تخفف على مؤسساتها كما هي تتيح فرصة مهما كانت بسيطة و ضيقة للتخفيف عن المواطن .
تعطيل المدارس و المؤسسات يعني تخفيف الضغط على الخدمات .. بشكل رئيسي الكهرباء .. و كذلك النقل .. يقابله .. خسارة التلاميذ و الطلاب ايام دراسة ضرورية .. و خسارة المؤسسات ايام عمل لها مردود .. و لذلك يتوقع المرء أن الحكومة لا بد درست الأمر و اجرت المقارنة بين التعطيل و العمل . و اتخذت قرارها على بينة - ولا ريب - ..
كيفما كان ففي القرار جرأة المواجهة المباشرة بالممكن .. و هذا ضروري غالبا ..
السؤال :
هل لدى الحكومة القدرة على استقراء الحالة و مقارنتها بالحالة المواجهة للوصول إلى القرار السليم .. ؟
يفترض العقل تلقائيا ان ذلك متوفر للحكومة .. لكن البيانات التي يمكن الوصول لها .. و التي يمكن ان تكوّن الدراسة الصحيحة .. لا تبدو للمتابع انها متوفرة .. فإن كانت متوفرة فعلا ..يجب ان لا تبقى سرية .. و يجب أن يتمكن اي راغب من الاطلاع عليها دون ان يكون بالضرورة صاحب قرار . و إن كانت غير متوفرة .. يجب أن تتوفر .. و يسهل تداولها ..
يعني انا مثلا كصحفي .. أو هذا الموقع الالكتروني الذي اكتب له سيرياستيبس او غيره من وسائل الاعلام و وسائط الاتصال .. ضروري ان نجد سبيلا سهلا و مريحا .. نعرف منه كم ستخسر الدولة من تعطيل مؤسساتها لأسبوع .. او كم ستكسب بمعنى كم ستوفر ..
الى حد ما يبدو الامر قليل الاهمية .. الا إن قرأناه من حيث دلالاته الأوسع .. دلالة الاحصاء و توفر اامعلومات ..
فهل هي متوفرة .. ؟! ولاسيما من حيث توزيع المازوت و كافة المشتقات البترولية..
واضح ان الحكومة و مؤسساتها تعرف الكم الكلي الذي توزع .. لكن هل تعرف مصيره فعلا ..
ان كانت هذه المعلومات متاحة .. فيجب ان توضع تحت تصرف الجميع ..
هل هذا مخيف .. ؟؟
اتمنى ألا يكون .. !!
تداول المعلومات و دقتها ... سيريح الاقتصاد و يريح الجميع ..