السياحة تثبت خطواتها في طريق التعافي
استثمارات في توسع .. قدوم سياحي في تصاعد .. وايرادت بدأت تظهر في الخزينة





احتاج الأمر الى وزيرين  آمنا بأن القطاع يمكن أن يتعافى  .. 
 
دمشق - سيرياستيبس :

يقولون في أوقات الأزمات والحروب وكتأثير مباشر وسريع فإن السياحة أول قطاع  يتأثر ويتضرر لدرجة أنّه يتوقف كلياٌ  , بالمقابل وبالمنطق هو آخر قطاع يتعافى مستهلكاً الوقت والجهد والمال ..
في سورية خالفت السياحة القاعدة  .. وبالرغم من أنّ  القطاع الذي كان يرفد الخزينة بالقطع الأجنبي  أول من تلقى صدمة الحرب وبقسوة  , ليس لجهة توقف التدفق السياحي فقط  بل لجهة الخراب الذي طال الأماكن السياحية والسرقات التي تعرضت لها المواقع الأثرية وتضرر المنشآت وغيرها الكثير .. ولكن كان لافتا أن هذا القطاع  كان من أول القطاعات التي اخذت طريقها نحو التعافي حتى قبل الزراعة والصناعة نظراً للحراك الذي شهده  , تحديداً منذ  2017 عندما ظهرت  بوادر انفتاح لم توفرها  وزارة السياحة وخطت بجدية نحو تبني محاولات حقيقية  للدفع بالقطاع نحو التعافي , في الحقيقية لقد كانت كلمة السر هي قراءة المستقبل المنظور والبعيد بدقة .. 



لم يكن الأمر سهلاً على وزارة السياحة خاصة لجهة الاقناع .. فمن سيقتنع أن السياح سيأتون الى سورية والحرب لم تنته بعد .. ومن سيقتنع بأن الناس ستذهب الى المطاعم والفنادق في ظل  الغلاء الذي بدأ يأخذ مساره التصاعدي .. بل أي مستثمر سيقتنع بوضع أمواله في مشاريع سياحية , وما أكد ذلك هو تدني الانفاق الحكومي على  قطاع السياحة  حيث لم يكن كما يجب ولا على قدر طموح وزارة السياحة نفسها وليس القطاع ككل  .. ثم جاءت كورونا .. وتالياً حصل الارتفاع  في الاسعار خاصة أسعار الغاز وحوامل الطاقة والنقل وكلها بدأت تؤثر بشكل مباشر على قطاع السياحة .. 


..  ومع ذلك
بدأت وزارة السياحة تهتم بمساعدة المنشآت المدمرة والمتضررة  على استعادة حضورها , واستطاعت انتزاع محفزات حكومية لمساعدتها على النهوض سواء فيما يتعلق بمنح قروض أو جدولة قروض متعثرة أو منحها مزايا ومحفزات مختلفة  الخ .., وقامت  بمنح تراخيص لمشاريع جديدة  اعتقد كثيرون أنها ستبقى حبرا على ورق  ولكن اليوم يمكن التأكد أن الكثير منها أخذ طريقه نحو التنفيذ والعديد من المنشآت السياحية وضعت في الخدمة بعضها من فئة الخمس نجوم , منها كان جديد كليا ومنها ما استكمل بناءه ومنها ما تم إصلاحه وترميمه 



لانحاول في هذه السطور أن نقفز فوق الواقع بتصوير المشهد على أنه مثالي ولكن قد يبدو من الإنصاف أن نشير إلى الجهود الكبيرة  التي تجري في قطاع السياحة , خاصة و أنّه  سجل انتصارين : الأول قدرته على اتخاذ قرار التعافي من الحرب ,  والثاني تجاوزه لأزمة كورونا واستئناف نشاطه بوتيرة عالية بدليل الحراك السياحي الذي حصل في السنوات التالية لكورونا , حيث بدأ القدوم السياحي يتزايد عاما بعد عام , ونعتقد أنّ النمو في القدوم السياحي سيكون مُلاحظاً  بمجرد أن تعلن وزارة السياحة عن أرقامها نهاية موسم الصيف , علماً أن القدوم السياحي توزع بين قدوم المغتربين و العرب  من العراق ولبنان كما أنّ هناك  قدوم خليجي هذا العام , هذا ولم نتحدث عن السياحة الدينية و المجموعات السياحية القادمة من الكثير من البلدان بما فيها بلدان أوربية  خاصة بعد اطلاق الفيزا السياحية التي سهلت القدوم الى سورية ,  وبالتالي ماستنشره وزارة السياحة هذا العام عن الأرقام السياحية  سيكون في غاية الأهمية وسيعطي مؤشرات مهمة جدا لعودة القطاع كمساهم مهم وأساسي  في الناتج المحلي الإجمالي للبلد هذا عدا عن استطاعته توظيف وتشغيل عدد كبير ومهم من اليد العاملة وتحريك العديد من القطاعات المرتبطة به ؟ 
   
قد نكون قد سمعنا عن مطاعم أغلقت .. ولكن بالمقابل سمعنا عن مشاريع سياحية افتتحت ووضعت بالخدمة سواء للقطاع الخاص او للقطاع الحكومي أو التشاركي
على سبيل المثال تم إعادة افتتاح فندق البادية في دير الزور بعد أن تمت إعادة تأهيله بمشاركة بين القطاعين الخاص والعام كما وضعت الشركة السورية للنقل والسياحة العديد من المشاريع المهمة بالخدمة بعضها توجه نحو السياحة الشعبية  
وهذا يعني ان  السعي لتعزيز وتطوير المشهد السياحي بدأ  يثمر وبشكل متتالي  .بما  يمكن  معه وصف المشهد السياحي في سورية  اليوم بالجيد وأكثر..



لازلنا بحاجة للمزيد من الفنادق والمطاعم والمنشآت ..وهذه الأمر لايبدو تحقيقه صعباً ومن السهل ملاحظة  مساره التصاعدي في ظل وجود العديد من المنشآت المهمة بما فيها فنادق في طور الإنجاز و إعادة التأهيل  , هذا ولم نتحدث عن فرصة البلاد في قدوم شركات ومجموعات عربية وخليجية للاستثمار فيها او لتنفيذ مشاريعها المحجوزة منذ ما قبل الحرب , الامر الذي قد لايبدو بعيدا وفقا للمعطيات  الحالية وتطوراتها     .. 

من هنا نقول ونؤكد بأن العمل الذي قامت به وزارة السياحة على صعيد تهيأة  أرضية العمل بما في ذلك التدريب والتأهيل وتحسين التشريعات والقوانين كله سيساعد في جعل المستقبل السياحي أكثر استجابة وإشراقاً وعلينا أن نتأكد أن قطاع السياحة بالمحصلة هو نفط سورية القادم ورديف خزينتها الرئيسي وكلما استطعنا النهوض بالقطاع السياحي كلما كنا أكثر قدرة على  تحقفيق النمو الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة والحد من الهجرة
      

 
وضوحاً فإنّ وزارة السياحة كانت محظوظة بعدم حدوث قطع في إدارتها رغم انتقال الإدارة بين وزيرين .. والسبب هو رؤية كلا الوزيرين المتطابقة إلى إمكانية النهوض بالقطاع السياحي .. وضرورة العمل على التفاصيل وفي مختلف الاتجاهات .. بما في ذاك الترويج .. بدليل أن عائدات السياحة بدأت ترفد الخزينة بالقطع الأجنبي وغير الأجنبي  
  
بعيداً عن المغالاة  من المهم ان أن نتأكد أن السياحة في سورية بدأت فعلاً بالتعافي ونؤكد على كلمة التعافي , قد تكون نقطة القوة في القطاع السياحي حاليا هم المغتربون -و لما لا - فالمغتربون  يدخلون البلاد ويصرفون في اوجه مختلفة : ريادة منشآت .. فنادق .. مطاعم أسواق الخ والدول الذكية هي التي تعرف كيف تستقطب مغتربيها ؟   

  بالمقابل علينا أن ننتبه إلى قدوم عربي وأجنبي مهم ويمكن التعويل على اتساع نطاقه .. هناك أيضا السياحة الدينية والتي بدأت تتنوع قياسا للبلدان التي تأتي منها اي لم تعد مقتصرة على العراق وإيران بل أصبحت تأتي  من دول أخرى مثل باكستان و كازاخستان وغيرها , على أن السياحة الدينية المسيحية بدأت بالحراك  أيضاً  وإن كان قليلا ولكن مدلولاته مهمة جداً ,. أيضاً  سياحة الآثار سرعان ما يمكن ملاحظة تعافيها بالنظر الى الامكانيات الكبيرة  التي تتمتع بها سورية على هذا الصعيد    
 
لقد أحسنت وزارة السياحة بالعمل عندما آمنت بإمكانية  النهوض السياحي والبناء له وعليه حتى  في أسوأ الظروف .. والجميع يعلم أنّ العمل لم يكن سهلا .. خاصة وأنّ الانتقادات كان مباشرة حتى من الجهات الحكومية الوصائية بما في ذلك معاندة الكثيرين لمحاولات وزارة السياحة  بحجة عدم جدواها  . 

 أخيرا نحن لانتقصد القول أن السياحة ممتازة ومزدهرة كما يجب , ولكن بإمكاننا أن نقول ان الخطوات التي تقوم بها وزارة السياحة بالتعاون مع شركائها من المؤسسات والغرف المعنية بالقطاع  في غاية الأهمية , وما قامت به وزارة السياحة طوال السنوات الماضية أسس لرؤية اليوم وغدا وفي المستقبل وصولا لاكتمال المشهد الذي حكما سيكون محفزا لدخول استثمارات كبرى الى سورية سواء في قطاع السياحة والعقارات أوفي قطاعات أخرى وهو ما بدأت ملامحه تظهر فعلاً

   منذ 7 سنوات ووزارة السياحة  تحاول أن تمشي بالقطاع إلى الأمام..  متيقنةً أنها  في وقت ما ليس ببعيد ستكون بنية القطاع قادرة على استيعاب اي حراك سياحي وأن تكون جاهزة للانطلاق نحو المشاريع الكبرى ونحو اعتماد سورية كوجهة سياحية رئيسية  في الشرق الأوسط وحيث بات الأمر قريبا من التحقق
  .
 
 
 
 



المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=134&id=199072

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc