لتبتعد الحكومة وأدواتها ..و ليقتصر دورها على مراقبة تطبيق القانون
22/05/2023
كتب الاعلامي أسعد عبود لسيرياستيبس :
لم يكن أحد ليشكك بعروبة سورية .. لها مقعد في جامعة الدول العربية أم
دون مقعد .. العروبة بالنسبة لسورية ، و لكل العرب بالشكل الطبيعي ، هي
انتماء ... و ليست تحزب أو درجات يمنحها مدير مدرسة لطلابه ، ولا هي عقوبة
أو مكافأة . وفي عودة سورية لمقعدها في مجلس جامعة الدول العربية إعمال
لمنطق العروبة الذي دفع لتأسيسها و قيامه ..
ثم إن سورية و بشكل طبيعي تحتاج اليوم جدية العمل في اطار الجامعة و ما
يسمى العمل العربي المشترك .. فإن صدقت النيات ستكون ، منتفعة منه بالتأكيد
، و جيدة النفع للشركاء. سورية الوطنية ، أعني الجمهورية العربية السورية
.. لديها الكثير مما ينفع و يفيد الشركاء .. رغم ما حلّ بها .. و الذي حلّ
بها يفتح الأبواب عريضة للعمل ضمن المنظومة العربية و من خارجها ..عن طريق
علاقات تجارية مباشرة و شركات خاصة لرجال الأعمال العرب و السوريين . و
بتقديري أنه هنا مجال عمل السوريين الرئيسي بعيداً عن ما ورثته الادارة
السورية من أساليب بالية لجذب الاستثمار .. سواء بقوانين تشجيع الاستثمار
أم غيرها .
في سورية الوطنية اليوم ... إن بحث مستثمر عن فرصة عمل له يستطيع أن يجدها ،
أو يجب أن يستطيع دون وصايات أو شراكات .. و بمعزل عن قوانين حماية
مزعومة و كاذبة للقطع الأجنبي ..أو قواعد التصدير و الاستيراد .
فرض وصاية الحكومة على قواعد الاستيراد و التصدير .. و تحكمها بها كما تريد
و بمعزل عن دور التجار و الصناعيين و غرف التجارة و الصناعة .. خطر محدق
يحيق بالشقوق التي قد تمرر الضوء و الهواء في جدران العزل و الحصار
العربيان اللذان بنيا حول سورية .
بل إن مشاركة أصحاب المصالح و العلم الاداري و الخبرة في القرار قبل اتخاذه
سيخفف عن الدولة عبثية قرارات هذه الحكومة .. التي قد يشكل وجودها أهم
العوارض و المحبطات للأمل الذي يمكن أن يلد من العودة السورية العربية .
يحضرنا هنا قرارات جديدة للحكومة تسمح لفترة محددة بتصدير البطاطا و الثوم
.. ؟؟
في العام الماضي مثل هذه الأيام بالضبط سمحت الحكومة بتصدير البصل .. و
أوصلت البلد إلى مهزلة تجارة البصل التي انتهت باستيراد دفعة من زبالة
أسواق العالم وصلت للمواطن بأغلى الأسعار و كان قد بدأ حصاد البصل المحلي
الجديد .. مما أعطى فرصة للناس للمقارنة بين المستورد السيء و المنتج
الوطني المتميز .. لكن ما النفع ...؟؟ .. كان قبض من قبض .. و بلع من بلع
..
هل نعيد المهزلة نفسها اليوم مع البطاطا و الثوم .. ولا سيما أن البطاطا
سلعة أقل مرونة بمسافة من البصل و الثوم .. و غيابها عن الأسواق أو تحليق
أسعارها سيشكل كارثة على حياة المواطن .. لكن العامل الايجابي في تصدير بعض
البطاطا أنها تتوفر في سورية على دفعات .. " عروات " .. ومع ذلك قرار
الحكومة " المفشكل " هذا الذي خبص كلاماً غير واضح عن رقابة مفترضة للأسواق
نقوم بها هيئات رقابية و نقابية عاجزة تماماً " اتحاد الفلاحين " ..
نقول بصدق ليس هو دور الحكومة لأن تتاجر بالبصل و البطاطا .. و خصوصاً هذه
الحكومة .. و بالتالي تحتاج ادارة الاسواق و السلع في التسويق و الاستيراد و
التصدير إلى شركاء حقيقيين .. مثل هذه الشراكة تشكل دعوة طيبة للاستثمار..
إن ابتعدت الحكومة و ابتعدت أدواتها .. و أبقت العلاقة بين التاجر و
التاجر أو الصناعي بشكل مباشر و ليقتصر دورها غلى مراقبة تطبيق القانون ..
المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=131&id=195180