الصوت و الصدى في شباب ندى داؤود في - جورة - اللاذقية ...
إن كنا غير قادرين على تحدي الظروف القاهرة التي نمر بها .. فلنضع ما يعيق استمرارها .







الصوت و الصدى في شباب ندى داؤود في جورة اللاذقية ...  

كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :

 نحن مجتمع في حالة تمزق .. صحائف الخير و الشر فيه في حالة تمزق .. البنى الادارية و الفكرية الحقوقية التي كانت تعيش معنا و كنا ننادي بالتغيير فيها و التحديث .. أصبحت خارج التداول .. و يصعب على العاقل أن يتفهمها أو يتفاهم معها .. هذا عدا  الشلل الاقتصادي و خضوع كل مجالات العمل و الحياة إلى سيطرة الفساد الذي يفرض سطوته و قوانينه أو بلا أي قانون .. 
هذا التمزق .. يفترض أن حالة تجديد حقيقية ما ، يجب أن توجد .. و رغم أن الظرف الراهن لا يوفر أفضل الامكانات لمثل هذا الكلام !! إلا أن الوضع يتفاقم بسرعة تقتضي بذل أي محاولة جادة من قبل عقول قادرة على استنباط فكر ما و تفعيله . أعني .. إن كنا غير قادرين على تحدي الظروف القاهرة التي نمر بها .. فلنضع لها ما يعيق استمرارها في تحدينا .. ما يمكن أن يوصلنا إلى وقف الانهيار .

 في بضعة الأيام الماضية و حتى اليوم ، انشغلت وسائط التواصل الاجتماعي في سورية ، بحادثة وفاة الشابة المهندسة السورية ندى داؤود .. نتيجة سقوطها في جورة تفتيش جديدة على شبكة الصرف الصحي في مدينة اللاذقية .. و شكلت الحادثة المأساة بما فيها من طابع جرمي بمسؤولية ، على الأقل تقصيرية .. مدار حديث توزع بين الترحم على الراحلة الشابة .. و التندر بواقع المدينة المذري الذي أصبح حديث كل البشر .. و المطالبة بالتحقيق في الحادثة .. و تحميل المقصرين المسؤولية .. أو المحاسبة .. !!! عند هذه الأخيرة سأتوقف .. التحقيق و المحاسبة .. لكن ليس قبل أن أشارك الناس تعاطفهم مع مأساة الشابة الضحية و اسرتها .. و تقديم واجب العزاء .. رحمها الله ..

هذا ما بتنا كشعب نستطيع أن نفعله : ألله يرحم .. و ببؤس الفقراء نطالب بالتحقيق و " المحاسبة " .. دون أن يستدرك الكثيرون منا فيسألون أنفسهم .. من سيحقق مع من ؟ .. و من سيحاسب من .. ؟ لنفترض أن ارادة مجهولة استطاعت ان توصل الطلب بالتحقيق و المحاسبة إلى صاحب القرار .. فمن سيحقق ؟ و من سيحاسب ..؟ ومع من سيكون التحقيق ؟ و على من ستقع المحاسبة .. ؟ ثم هل هناك صاحب قرار فعلاً .. ؟! و هل قراره نافذ .. !؟ إن كان الأمر كذلك .. فلماذا لم يطل ببيان يصف الجريمة و يظهرها على الملأ .. لنفترض أن أمراً ما بالتحقيق صدر .. بموجب النظام الاداري المتبع عندنا : على الأغلب سيشكل المحافظ اللجنة و ربما يكون فيها مدير الخدمات الفنية .. و ربما مدير المشروع أعضاء في اللجنة .. وهم جميعاً أول المتهمين .. !!؟؟ حتى لو تخيلنا الأمر جاء من رئاسة الحكومة .. هي أيضاً متهمة .. فكيف سيكون التحقيق .. حتى اليوم كنا نتبع هذا الأسلوب .. و هو يوصلنا اليوم إلى وضع القاضي و المجرم على المنصة ذاتها .. حالة الراحلة ندى بشبابها الجميل تقع في حفرة تفتيش على شبكة الصرف الصحي .. هي الحالة التي تتحدى سورية و ما بقي من شبابها إن لم نسرع ..   



 



المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=131&id=193504

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc