توسيع دائرة التخاطب الاقتصادي .. قبل أن تُكتب وثيقة الفشل ؟؟
14/11/2021



مجلس الوزراء السوري يضع خطة لإعادة إعمار شاملة في الغوطة الشرقية - دار  الهلال

 ..
كتب الإعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :

منذ فترة زمنية طويلة نسبياً " ستة عقود تقريباً " . تعرض الاقتصاد السوري إلى هجوم كاسح سيطرت فيه الدولة ممثلة بالحكومة و المؤسسات على معظم مفاصل العمل و الاقتصاد .. و من أجل اكتمال .. هذه السيطرة أوجدت كل ما يلزم من مؤسسات و دوائر تساعدها بالتوسع في السيطرة و الانتشار و أوجدت قنوات للتواصل مع الناس فرضت فيه اتجاهاً واحداً للتخاطب الاقتصادي من الحكومة و إلى الحكومة ..
 في ظروف خاصة نعيشها اليوم .. بل و قبل هذه الظروف .. اعني قبل الحرب و الحصار .. كادت الدولة ممثلة بالحكومة أن تعلن جهاراً .. أنها لم تعد قادرة على الاستئثار بكل جوانب العمل الاقتصادي .. و أحدثت فرصاً مكتوبة بقوانين و قرارات و أنظمة لتشجيع شركاء يقدمون إلى ساحة العمل الاقتصادي .. لكنها احتفظت بالسيطرة الكلية على دائرة التخاطب الاقتصادي .. منها و إليها .. و لم يكن ذلك ليزعج رجال الاعمال و اصحاب الشركات الخاصة .. فهم شركاء الحكومة و هي وحدها في وجع الناس و حاجات الحياة ..   
و إلى اليوم .. هناك خطاب اقتصادي متبادل ، غير الحوار ،  لا يعوذه اساتذة و أكاديميون و محللون .. اتما ينطلق دون تنظيم و بكثير من الصدق في التعبير البسيط ..  هو خطاب الحاجة  و المحتاج .. خطاب الحالة يبحث عمن يفيد ولو بالأمل .. هذا الخطاب التائه .. يكتب اليوم أسود صفحاته عاكساً الألم الذي يعتصر البشر .. و يبحث عمن يقول أو يطمن ولو بقليل من الوضوح !! فهو إلى حد كبير لا يجد عنواناً يتوجه إليه ..
لكن ..كأن الفقراء يوجهون خطابهم بكل صوره و يتوجهون هم .. بكل آمالهم إلى الحكومة .. و إذ تسكت الحكومة أو تعجز عن الرد .. تكتب متاهة هذا الخطاب وثيقة الفشل .. لا محالة .. ومهما طال صمت الحكومة ... ومهما وجمت وجوه شخوصها و أبطالها ، لا يمكن القفز من قوق هذه الحقيقة :  إما شعب يستطيع أن يلاقي الحياة التي تليق به ، أو تقدم له حدود الحاجة على الأقل .. أو لا معنى لكل هذا اللغظ .. المليء بالغيبوبة .. و عدم القدرة على تفسير كل ما يجري ..
في دائرة التخاطب ..هل ثمة من يشرح لنا قصص التسعير و التوزيع والترتيبات المعقدة .. !!! لأسعار الوقود مثلاً .. توزيع الكهرباء مثلاً ؟؟ كيف تحدد .. ؟؟ كيف يلاقيها الناس .. من داخل البطاقة و من خارجها .. !! .. اليوم يدخل إلى سوق الوقود الذي فيه تاجر واحد هو الحكومة .. كما هو المفترض .. أسعار لها كل يوم جديد .. يزيد واقع الحال غموضاً و يعقد في متاهته .. !!!
فقط الدولة معنية بذلك ..!!  و هي حتى اليوم لم تتوجه لتوسيع دائرة التخاطب ليتوسع الفعل .. و تتوسع الشفافية و الرؤية الواضحة ..  

As.abboud@gmail.com



المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=131&id=189528

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc