ملايين السوريين يدلون بأصواتهم في أكبر حشد جماهيري
27/05/2021




من مختلف بقاع الأرض السورية، وبالملايين، رجال ونساء، شيوخ وأطفال وجرحى وأهالي شهداء، نزل السوريون أمس لإيصال صوتهم ورسالتهم للعالم أجمع، بأنهم أصحاب الأرض والكلمة الحرة وأبطال السيادة، معلنين عبر إنجاز انتخاباتهم الرئاسية انتصار سورية في معركة الحق، في تحد غير مسبوق بتاريخ الجمهورية العربية السورية لكل قوى الشر والإرهاب التي تعمل منذ أكثر من عشر سنوات على تدمير البلاد لكنها أخفقت.

في الأمس كان المشهد منذ ساعات الصباح الأولى حتى ما بعد منتصف الليل مبهراً واستثنائياً بكل ما تعنيه الكلمتان من معنى، فالسوريون كانوا على موعد ليعلنوا النصر، وحاضرين في كل بقاع هذه البلاد العظيمة، ليعلنوا بصوت واحد بأن سورية لا تنهزم ولا تركع مهما بلغت الصعاب، ومهما بلغ الحصار، فسورية كما كانت وستبقى أرض الحرية وأرض القرار الحر المستقل وأرض الكرامة والشرف، وأرض الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم حفاظاً على تاريخ وهوية كل سوري أينما كان في الداخل أم في الخارج.

لن نحتاج أن ننتظر الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات، فالسوريون قالوا بالأمس كلمتهم، وأعلنوا أمام كل من أتى إلى سورية وأمام شاشات التلفزة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي كافة، تأييدهم وتمسكهم بالرئيس بشار الأسد، الذي أدلى بصوته في مدينة دوما المحررة، وبكل ما تحمله من رمزية وعناوين لبلدات ومناطق سورية كثيرة على امتداد الوطن، كانت محتلة لسنوات بحكم السلاح والإرهاب.

إطلالة الرئيس الأسد من دوما «عاصمة الغوطة»، و«عروس الغوطة»، حملت ما يكفي من عناوين داخلية وخارجية كانت كفيلة بفهم سياق المرحلة السورية القادمة، حيث دعا من هناك كل سوري إلى العودة إلى مدينته وبلدته وقريته، ليشارك في إعادة إعمار ما دمرته قوى الظلام، مذكراً العالم بأن سورية ليست منطقة ضد منطقة ومدينة ضد مدينة وطائفة ضد طائفة أو حرباً أهلية أو نزاعاً بين سوريين، كما عملوا وروجوا لذلك لسنوات طويلة لكن من دون جدوى، مخاطباً العالم من قلب المدينة المحررة، بأن الحراك الذي رأيناه خلال الأسابيع الماضية كان الرد الكافي والواضح من الشعب السوري الذي قال ويقول لهم قيمة آرائكم هي صفر.

الرئيس الأسد، الذي قاد السوريين وباقتدار نحو الضفة الآمنة، حرص أمس على تذكيرهم بما يملكون من قوة قادرة على فعل المستحيل «فمع بعضنا البعض سوية سوف نعمل وسوف نبني مدننا وقرانا وبلداتنا، وسوف نعيد لحقولنا رونقها وعطرها»، وحرص الرئيس الأسد أيضاً على «توجيه التحية كل التحية للشعب العربي السوري، في كل مكان داخل الوطن وخارج الوطن، في سورية والمغترب، لأنه هو صاحب الفضل الوحيد في كل إنجاز وفي أي إنجاز مهما كان صغيراً ومهما كان كبيراً، لأنه هو من ضحى وهو من صمد وهو من حصد».

سورية بالأمس بدت بأبهى حلة لها وكما تستحق، وأعلنت للعالم كله بأنه لا يمكن لأي دولة في العالم مهما عظم شأنها أن تلوي ذراع السوريين المصممين، وهم الذين قدموا بسخاء للوطن وصبروا على البلوى وأبشع الجرائم، على البناء والإنجاز، لتعود بلادهم وكما كانت بوابة للشمس والحضارة، ومنارة لكل شعوب العالم تنير دروب الحرية والاستقلال والمقاومة.

 



المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=127&id=187674

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc