سيرياستيبس :
ربّما يكون وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، نجا من العِقاب المباشر، بعدما وجّه تقييم الاستخبارات الأميركية أصابع الاتهام إليه في جريمة اغتيال جمال خاشقجي، لكن ذلك لا ينسحب على علاقات الحليفتَين التي تشهد تحوّلات ملحوظة يُراد منها «ترويض» آل سلمان، وإفهامهم أن العهد السابق انتهى إلى غير رجعة
أمام هذه التطوّرات، يسود الترقُّب الرياض، في انتظار صدور إعلان، اليوم، سيُحدِّد «ما سنفعله مع السعودية بوجهٍ عام»، كما أكّد بايدن في أعقاب رفع السريّة عن تقييم الاستخبارات الأميركية الذي خلص إلى أن ابن سلمان أعطى الضوء الأخضر لقتل خاشقجي. وعلى رغم الانتقادات الكثيرة التي واجهتها الإدارة الأميركية في ضوء قرارها عدم معاقبة وليّ العهد السعودي، إلّا أن مسؤولاً أميركياً لفت إلى أن بلاده لن تتّخذ خطوات كبيرة، بل ستكتفي بتفصيل الإجراءات العقابيّة المُعلَنة ضدّ مسؤولين سعوديين. وأعاد البيت الأبيض التشديد، يوم أمس، على هدفه القاضي بإعادة ضبط العلاقات مع الرياض و»ألّا تستمرّ على ما كانت عليه في خلال السنوات الأربع الماضية»، مشيراً إلى محادثات دبلوماسية عُقدت خلف الكواليس مع السعوديين، لإبلاغهم أنّ العلاقات ستكون مختلفة في ظلّ الإدارة الجديدة. وفي هذا الإطار، قالت الناطقة باسم البيت الابيض، جين ساكي: «لم نخفِ على أيّ أحد أننا سنُحاسب السعوديين علناً وعلى المستوى العالمي، وبإجراءات مباشرة»، غير أنها دافعت عن قرار عدم فرض عقوبات على ابن سلمان، على اعتبار أن «هناك طرقاً فعّالة أخرى لمحاسبة السعوديين لعدم تكرار هذه الجريمة مرّة أخرى من جهة، وترك مساحة العمل معهم في القضايا ذات الاهتمام المشترك» من جهة أخرى. وهو الأمر نفسه الذي أكّده بايدن في مقابلة تلفزيونية، حين قال: «تحدّثت (الخميس) إلى الملك (سلمان) وليس الأمير، وأوضحت له أن القواعد تتغيّر»، مضيفاً: «سنحاسبهم على انتهاكات حقوق الإنسان، وسنتأكّد من أنهم إذا كانوا يريدون التعامل معنا، فعليهم التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان. نحن نحاول القيام بذلك في جميع أنحاء العالم».
دافع البيت الأبيض عن قرار الامتناع عن معاقبة ابن سلمان على اعتبار أن هناك طرقاً أخرى للمحاسبة
المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=110&id=186730