هل هي فعلة أمريكية .. جديدة
خبير مالي : سوق الذهب في حالة هستيرية وأسعاره قريباً خارج عن السيطرة
أسعار الذهب ترتفع بوتيرة تاريخية وغير منطقية
خاص لسيرياستيبس
كتب عبد الحمديد القتلان المحلل في الاقتصاد السياسي
في بداية عام 2025 كان سعر
الأونصة 2620 دولار , وكان من المتوقع حسب أغلب الشركات وحتى توقعات
البورصة العالمية أن يزيد سعر الذهب بحوالي 200 دولار
فقط بنهاية 2025 , أي سيكون السعر بحدود 2800 دولار
لكن سعر الذهب زاد حتى الآن بما يصل الى 50% من بداية السنة فقط , ووصل سعر
الأونصة الى 4000 دولار , وهذه الزيارة لم يشهدها
العالم منذ 50 سنة , حيث لم يصل الذهب في التاريخ الى هذا السعر .
مالذي يحدث ولماذا هذا الجنون في أسعار الذهب
في الحقيقية هناك عدة عوامل تجعل المعدن الأصفر هو الملاذ الآمن , ولاحظنا تزايد الاقبال على
شراء الذهب منذ حوالي الشهرين
حصلت
مواجهة حامية جدا بين الرئيس الامركي "ترامب"
و بين "جيرن باول " رئيس الاحتياطي الامريكي , وذلك لأن "ترامب" يريد
تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية , الأمر الذي يرفضه "باول " والكثير من
أعضاء
الفدرالي الأمريكي . يريد ترامب اتباع سياسة نقدية توسعية , بحيث يزيد من
الاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكية ويرفع الانفاق والسيولة في
السواق
, من أجل مواجه تأثير الحرب التجارية التي يشنها الرئيس ترامب على الكثير
من الدول وفي مقدمتها الصين طبعا , ولكن " الفدرالي " يرفض أي تدخل لترامب
ويصر على استقلاليته ,وبناء عليه تم تثبيت سعر الفائدة في أمريكا بين
4.25 و4.50 في المئة , وهذا
يعكس وضع السوق الداخلي في الولايات المتحدة الامريكية .
- هذا الخلاف ومحاولات الرئيس "ترامب " التاثيرعلى "الفدرالي
" واستعمال صلاحياتة من أجل إقالة بعض الأعضاء وتعيين أعضاء جدد في مجلس
الفدرالي الامريكي من قبلة , أدى الى فوضى في السوق الامريكي وزعزعة الثقة
في البنك الفدرالي , وهذا ما أرعب المستثمرين
-
الاستثمار في أمريكا وخاصة في سندات الخزينة كبير جداً لآن
الفدرالي يعطي نسبة فوائد جدية مقارنة بالاسواق العالمية , وفي حال فقد
الفدرالي استقلاليته وأصبح ترامب متحكم به , سوف يؤدي ذلك الى تنفيذ خطة
ترامب في خفض نسبة الفائدة , وعليه ستكون هناك خسائر كبيرة يتكبدها
المستثمرين في حال تم ذلك وحتى الآن لم ينجح ترامب في ذلك , الا أنّ
هجوم ترامب على
الفدرالي أربك الأسواق
- في هذا الجو من القلق و لجوء المستمرين وخاصة كبار المستثمرين الى
تحويل استثماراتهم الى الملاذ الآمن دائما , الذهب , خلال آخر 5 أسابيع فقط
, وصلت تدفقات الاستثمارات في صناديق الاستثمار في الذهب في الولايات المتحدة
الامركية الى 15 مليار دولار , وبالتالي وحسب البنوك الامركية , فان
تدفقات الأموال لشراء الذهب في البورصة الأمريكية فقط منذ أول السنة وصل الى
70 مليار دولار
- كان هذا على حساب الاستثمار في أسهم الشركات الأمريكية , مما
زاد الضغط على الأسواق وسرعة انخفاض أسعار الكثير من أسهم الشركات الامركية
بالتالي عمليات التحوط في البورصة توجهت الى الذهب أيضاً , وهو ما أدى الى
الاقبال على الذهب بشكل أكبر كأداة تحوط
- يحدث هذا في الوقت الذي لاتزال البنوك المركزية حول العالم تقوم
بشراء الذهب والاعتماد علية كاحتياطي لعملاتها , بسبب الأزمات الاقتصادية
المتتالية على العالم من حروب وصراعات وبسبب الأزمات التي حدثت نتيجة أزمة
كورونا , وأيضا بسبب الحرب الروسية - الاكرانية , بالإضافة الى الوضع غير المستقر في الشرق
الاوسط
-
منذ عام 2022 وخلال 3 سوات فقط , اشترت البنوك المركزية حول العالم
ذهب باكثر 3000 طن , ويشكل الذهب حاليا 25 في المئة من اجمالي احتياطي
البنوك المركزية
في العالم . و لايزال الذهب الاحتياطي الاول للبنوك المركزية بنسبة 46 في
المئة
والباقي عملات متعددة , إلا أنّ نسبة الذهب كاحتياطي تزيد على حساب
الدولار واليورو
- في الحقيقة هذا هو العامل الأساسي في ارتفاع أسعار الذهب وبوتيرة
مستمرة في آخر 3 سنوات , وضاعفت التوترات في السوق الامركية
الامر مؤخرا كما ذكرت أعلاه , وتحولت البنوك المركزية حول العالم الى شراء الذهب, والمستمرين
يشترون الذهب , وبالتالي فإنّ الاقبال على شراء الذهب هو الذي أوصلنا الى هذة
الاسعار.
-
وصول الأزمة الى المستثمرين في الاسواق الاوربية , بسبب الازمة
الحالية في فرنسا , التي تعاني من عدم استقرار سياسي أدى الى تغيير 5
حكومات في عامين فقط , يضاف الى ذلك نسبة الدين الكبير في فرنسا الذي وصل
الى 3
تريلون دولار ما يعني 120 في المئة من قيمة الاقتصاد الفرنسي وهذا أدخل
فرنسا في أزمة
مالية , وحيث لا يوجد أفق حاليا على الاقل بالتوصل الى حلول في فرنسا مما
زاد من التضخم وعلية اسرع المستثمرون في ثاني أكبر اقتصاد أوروبي لبيع
أصولهم
الاستثمارية في الأسهم الأوربية والتحول الى الاستثمار في الذهب
-
أما في اليابان فقد فازت "ساناي ناكابشي " برئاسة الحزب الحاكم في
اليابان مما مهد لها ان تكون أول رئيسة للوزراء في اليابان و هيي تتبنى
سياسات
خفض نسب الفائدة في اليابان , الأمر الذي سيؤدي إلى سياسات توسعية
استثمارية ,
مما جعل المستثمرين في اليابان ومالكي الأسهم للجوء للذهب والإقبال
على شراء الذهب للحفاظ على اموالهم
كل هذه الاسباب اجتمعت في وقت واحد , الأمر الذي من النادر أن يحدث
, والنتيجة أسعار جنونية للذهب , فحالة الغموض والتخبط في السياسات المالية في أكثر من بلد وخاصة
سياسات الرئيس "ترامب " غير المتوقعة أحدثت هذة الحالة في الأسواق والحل طبعا
هواللجوء الذهب, وفي حال استمرار هذه الحالة , أستطيع القول : نعم من الممكن أن يصل سعرالمعدن الأصفر الى 5000
دولار للأونصة .
لكن هل هذا كلة خطة أمريكية من أجل رفع سعر الدولار وإعادة تثمين
احتياطي الذهب الأمريكي من أجل خفض ديونها البالغة 37 الف مليار (
37 تيرليون ) أم هي خطة أمريكية سوف تُنهي الديون الأمركية وتقوي الاقتصاد
الامريكي وفي الوقت نفسة تدمر اقتصادات باقي العالم
هناك
معلومات ودراسات تفيد بأن أمركيا في صدد إصدار عملة رقمية
تكون بديل عن الدولار الورقي ومقبولة في التعاملات العالمية ومدعومة من
الفدرالي الامريكي , وأنّ أمريكا سوف تقوم بإصدار سندات خزينة قيمتها تدفع
عن طريق هذة العملة الرقمية المربوطة بالدولار , بالتالي سوف يكون هناك
اقبالا على السندات الامريكية و الدفع بعملة رقمية غير ورقية مسعرة
بالدولار, الأمر الذي سوف يزيد قوة الدولار وعندها تكون أمريكيا قد سرقت
ذهب العالم من
اجل اقتصادها وعندها ممكن ان نتوقع انخفاض كبير في أسعار الذهب عالميا ,
وايضا
انهيار لأسعار العملات الرقيمة المشفرة غير مربوطة باية بنوك مركزية
المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=126&id=203273