سيرياستيبس :
تدخل المباحثات الأردنية – السورية حول مشروع تزويد سورية بالغاز المنزلي مرحلة متقدمة، إذ أعلنت شركة مصفاة البترول الأردنية خطة لتزويد دمشق بما يصل إلى 40 ألف أسطوانة يومياً خلال فصل الصيف، في خطوة من شأنها تخفيف جزء من أزمة الطاقة التي أثقلت كاهل السوريين خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب الرئيس التنفيذي للشركة، حسن الحياري، في تصريح لوكالة عمون الأردنية تقوم الخطة على استقبال أسطوانات الغاز الفارغة القادمة من سورية في محطة صلاح الدين شمالي الأردن، لتعبئتها وإعادتها إلى الداخل السوري، مع إعطاء الأولوية لتلبية احتياجات السكان في الجنوب. وأوضح الحياري أن المشروع لا يزال في طور الدراسات الفنية واللوجستية، على أن يُعرض رسمياً على الجانب السوري لاحقاً.
في الداخل السوري، يؤكد مدير عام الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية (سادكوب)، طارق عصفور، لـ"العربي الجديد" أن الطلب اليومي على غاز البترول المسال في البلاد يقدَّر بنحو 1200 طن، أي ما يعادل نحو 96 ألف أسطوانة قياسية (12.5 كغ)، بينما لا يتجاوز الإنتاج المحلي 400 طن يومياً من مصفاتي بانياس وحمص ومحطات التعبئة، ما يترك فجوة استيراد تصل إلى 800 طن يومياً.
ويضيف عصفور أن الخطة الأردنية يمكنها، إن طُبّقت بشكل منتظم، تغطية ما بين 60 و65% من هذه الفجوة خلال أشهر الصيف، لكنه يلفت في الوقت نفسه إلى أن الإنتاج المحلي وحده لا يكفي لتلبية الطلب المتزايد، وأن البلاد اعتمدت خلال الأشهر الماضية على شحنات بحرية متقطعة، حملت الواحدة منها ما بين 4600 و5 آلاف طن، ساعدت جزئياً في تخفيف الضغط، لكنها لم توفّر حلاً مستداماً.
أما الخبير الاقتصادي المتخصص في شؤون الطاقة، الدكتور خالد الراشد، فيرى أن التزويد الأردني يمثل خطوة إيجابية، لكنه يبقى "حلاً مؤقتاً" ما لم تُؤمّن واردات بحرية ثابتة واتفاقيات طويلة الأمد تضمن استقرار الإمداد. ويشير الراشد إلى أن ربط أسعار الغاز في سورية بالأسعار العالمية أمر منطقي من الناحية الاقتصادية، لكنه يحذّر من انعكاس أي قفزات مفاجئة في الأسعار على الشرائح الأكثر هشاشة ما لم تُقرّ آليات حماية اجتماعية فعالة.
وبحسب الخبير الاقتصادي، يجب النظر في جوانب لوجستية وتنظيمية، مثل تأمين النقل والحدود وعمليات التعبئة، لضمان أن الخطة الأردنية يمكن أن تعمل بشكل مستمر وفعّال، وأن تساهم في استقرار الأسواق على المدى المتوسط، وليس في الصيف فقط. في حال تم تنفيذ هذه الخطوات بشكل متكامل، يمكن للخطة أن تخفف الضغط عن المناطق الأكثر تضرراً، لكنها لن تغني عن الحاجة إلى خطط طويلة الأمد لتطوير الإنتاج المحلي وتنويع مصادر الاستيراد.
على مدى السنوات الماضية، عانى السوريون صعوبة الحصول على أسطوانة الغاز المنزلي، حيث كانت فترات الانتظار تمتد لأيام وأحياناً أسابيع، فيما ارتفعت الأسعار بشكل كبير مقارنة بالقدرة الشرائية للأسر. هذا الواقع دفع الكثير من المواطنين إلى اللجوء إلى بدائل غير رسمية، مثل استخدام الحطب والفحم أو أجهزة كهربائية بديلة للتدفئة والطهي، ما زاد الأعباء المعيشية على العائلات.
المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=126&id=202854