ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:29/03/2024 | SYR: 18:00 | 29/03/2024
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 زيت الزيتون السوري المسروق من عفرين ... يُسوق في أوروبا وأمريكا على أنه زيت تركي .. !!
25/11/2020      


 


زيت زيتون عناقيد - Posts | Facebook

 

سيريا ستيبس – علي محمود جديد

إن كان ( الوهم ) هو اضطراب عام في التفكير ويتسم باعتقاد ثابت خاطئ لا يتزعزع حتى لو اعتقد الاخرون من حوله خلاف ذلك أو برزت له أدلة دامغة تنفي ذلك .

 وهو اعتقاد راسخ في نفس المريض، ويتصف هذا الاعتقاد بأنه زائف أو خيالي أو مبني على الخداع.

إن كان الوهم على هذا النحو في تعريفه العلمي، فإن ما يقوم به النظام التركي اليوم بحق سورية ومقدراتها ليس مجرد وهم .. بل هو وهم كبير متطور ينمو بخبثٍ سرطاني خطير، حتى وصل إلى مرحلة الاعتداء السافر والموصوف، عندما تجرّأ بزج قواته نحو الحدود السورية ليتجاوزها بكل وقاحة تحت عنوان غصن الزيتون، الذي انقلب اليوم إلى سرقة الزيتون.

وغير أن هذه السرقة للزيتون السوري تخالف أبسط قواعد وبنود القانون الدولي، فإنها تتجاوز أيضاً حتى قواعد السرقة ذاتها، لأنها تعبر عن فعلٍ إجرامي أضخم، السلب مع العنف، أو السطو المسلح، أو النهب مع الإيذاء.

فمن غير المعقول أن يُقدم هذا النظام التركي الأرعن بعد أن طرد أهالي عفرين من أرضهم وديارهم، على سلب ونهب أرزاقهم والسطو على ممتلكاتهم من زيتونهم السوري، وتصنيع هذا الزيتون واستخلاص زيته ومن ثم بيعه وتسويقه في الأسواق الأوروبية والأمريكية على أنه زيت تركي ..؟!

في الحقيقة هذه جريمة مؤلفة من جرائم عديدة مركبة أقدم عليها نظام أردوغان التركي فعلاً، وأمام بشاعتها وخساستها راحت تضجّ بها الدنيا بأربعة أركانها، ومواقف الاستغراب تأتي من كل حدبٍ وصوب على هذا التصرف المجنون.

الإعلام يفضح سرقة أردوغان للزيت السوري

الكثير من وكالات الأنباء والصحف والوسائل الإعلامية فضحت هذا التصرف الأرعن للنظام التركي القائم على مبدأ الوهم الذي يعيشه أردوغان ونوايا الخداع واللصوصية التي تجيشُ في إعماقه، فقد تناقلت تلك الوسائل الانتهاكات التركية التي تتواصل شمال سوريا ، عسكريا وديموغرافيا، كاشفةً أطماع أنقرة في جارتها الجنوبية والتي امتدت إلى ما هو أبعد من التوقعات.

فبحسب المعارضة التركية، سافر ممثلو هيئة زراعية تركية إلى الولايات المتحدة لتسويق 90 ألف طن من زيت الزيتون على أنه منتج تركي، ليتضح أنه مسروق من أشجار زيتون نبتت في أراض سورية.

والهيئة "المدعية" هي تعاونيات الائتمان الزراعي التركي، فيما لم يكن زيت الزيتون سوى من إنتاج منطقة عفرين السورية، التي اجتاحتها تركيا قبل عامين.

 

وأوضحت وسائل إعلام أخرى أن عناصر من ميليشيات موالية لتركيا استولوا على آلاف أشجار الزيتون في المنطقة، فيما عمدت أخرى إلى إجبار المزارعين على إرسال محصولها نحو معصرة بعينها، واستولت على الزيت عنوة.

كما قال النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا أونال تشفيكوز، إن الميليشيات الموالية لأنقرة تسرق أشجار الزيتون من أصحابها في منطقة عفرين، بحسب موقع "أحوال" المتخصص في الشأن التركي.

وأضاف أن الزيت الذي يتم تصديره إلى الغرب عبر تركيا ، يأتي نتيجة لعمليات الاجتياح التركية المتتالية لسوريا .

واعترافا منه بحدوث السرقة، قال حكمت شينتشين رئيس الغرفة التجارية في ( هاتاي ) أنطاكيا السورية أكبر مدن لواء اسكندرون الذي تحتله تركيا، إن الزيتون يدخل تركيا شريطة أن يتم بيعه للأسواق الخارجية فقط.

ورغم أن الأمر ينتهك قوانين المنافسة التركية، فإن شينتشين قال إن تعاونيات الائتمان الزراعي التركي منحت سلطة استثنائية لاستيراد زيت الزيتون .

وأوضح رئيس نقابة مصدري زيت الزيتون في منطقة بحر إيجة داود إر، إن قرار جلب الزيت السوري إلى تركيا كان "في الأصل قراراً سياسيا وليس اقتصادياً، لكن المنتج أصبح جزءا مهما من قطاع زيت الزيتون " في تركيا .

وكانت القوات التركية والميليشيات الموالية لها قد سيطرت على منطقة عفرين شمالي سوريا عام 2018، بعد أن طردت القوات الكردية المناهضة لها، وهناك استولت على أشجار الزيتون ، ليتم نقل المحصول إلى تركيا حيث يتم عصره وبيعه عل أنه منتج تركي أصيل.

وكان النائب في البرلمان السويدي برنارد غول قال العام الماضي، إن تركيا تنهب حقول الزيتون في عفرين وتبيع زيتها على أنه تركي في الاتحاد الأوروبي.

وتراجعت عوائد صادرات تركيا من زيت الزيتون المحلي من 120 مليون دولار في يناير وفبراير 2018، إلى 28 مليون دولار في نفس الفترة من عام 2019، بسبب ندرة محصول الزيتون، فيما ساهم الزيت القادم من سوريا في تعويض المصدرين الأتراك لبعض عائداتهم، حسبما أفادت سكاي نيوز.

وفي عام 2018، فتحت تركيا معبرا حدوديا في محافظة ( هاتاي – أنطاكيا ) الحدودي المحاذية لمنطقة عفرين، من أجل نقل زيت الزيتون مباشرة إلى البلاد.

وقالت الأمم المتحدة العام الماضي، إن تركيا متهمة بارتكاب جرائم حرب وارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان، وغض الطرف عن جرائم الميليشيات السورية الموالية لها.

وتشمل الانتهاكات التي وثقتها المنظمة الدولية "نهب" محصول الزيتون من طرف الجماعات المسلحة.

زيت عفرين في معدة أنقرة

وكشفت وسائل إعلام متابعة لهذه الجريمة أن المطامع التركية في سوريا لم تقف عند الرغبة في السيطرة على المناطق الحدودية بل تعدى طمع انقرة إلى ما هو أبعد من الارض ليصل الى استغلال زيتون سوريا للربح.

فقد سيطرت تركيا على محصول ملايين من شجر زيتون، والزيت الذي يستخرج منها، خاصة في سهول منطقة عفرين التي تنتج أحد أفضل أنواع زيت الزيتون في سوريا ويمثل ذلك 70% من دخل أبناء المنطقة ذات الغالبية الكردية.

وتحولت أشجار الزيتون التي يتجاوز عددها في عفرين 18 مليون شجرة إلى مصدر دخل للجماعات الإرهابية المسلحة ولتركيا منذ احتلالها للمنطقة، حيث استولت هذه الجماعات على جزء كبير من محصول الزيتون بقوة السلاح وباعته إلى التجار الأتراك، بينما منعت القوات التركية والجماعات المسحلة إخراج الزيت من المنطقة؛ ما أدى إلى تدهور الأسعار .

وقال نائب في البرلمان السويسري برنارد غوهل، لصحيفة ديلي تليجراف البريطانية: إن تركيا سرقت زيت الزيتون من سوريا، لتبيعه في الأسواق الأوروبية على أنه من إنتاج تركيا، وفي عفرين- الواقعة تحت الاحتلال التركي- تتعرض كروم الزيتون للتدمير من قبل الجيش التركي والميليشيات الموالية له، والزيت الذي سرقوه يتم بيعه إلى إسبانيا وعملية البيع مستمرة.

وتستخدم تركيا، شركات وسيطة لتصدير الزيت الذي يتم الاستيلاء عليه من الفلاحين الأكراد في عفرين إلى إسبانيا، ويتم تصنيعه تحت مسمى «زيت زيتون تركي».

ووفقًا لصحيفة بابليكو الإسبانية، فإن عملية التصنيع تتم في تركيا عن طريق خلط الزيت المنهوب من عفرين بالزيت التركي قبل أن يصدر بأسماء وهمية.

وتبلغ قيمة الزيت المنهوب من عفرين لصالح تركيا، نحو 70.25 مليون يورو، وهي أموال تحصل عليها الجماعات المسلحة المتمركزة في عفرين، بحسب الصحيفة الإسبانية.

وتعترف تركيا بكونها تنهب زيت عفرين؛ حيث قال أحد الوزراء الأتراك خلال جلسات للبرلمان التركي حول موازنة عام 2019: «إننا في الحكومة نريد أن نضع أيدينا على موارد عفرين بطريقة أو أخرى؛ كي لا تقع هذه الموارد في يد حزب العمال الكردستاني».

أزمة برلمانية في تركيا بسبب زيتون عفرين المسروق

 

ونقلت وسائل إعلام متابعة أن البرلمان التركي شهد خلافات ومشادات بين نواب حزب “العدالة والتنمية” الحاكم و “أحزاب المعارضة”، بسبب الزيتون المهرب من مدينة عفرين شمال سوريا، والذي تسرقه الفصائل المدعومة من الرئيس التركي رجب اردوغان وتستولي عليه من مزارع عفرين.

وخلال اجتماعات مناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة، الخاصة بعام 2020، انتقد نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أونال تشافيك أوز، سياسات تركيا تجاه سوريا، مشيراً إلى أن زيت الزيتون المنتج من زيتون مدينة عفرين في شمال سوريا، يتم تصديره للعالم عبر تركيا “بعد سرقته من قبل الميليشيات المسلحة المدعومة تركياً”، وشدد على أن هذا الوضع ضد تحقيق وحدة الأراضي السورية.

نائب حزب العدالة والتنمية أوغور آي دمير، رد على هذه الانتقادات قائلًا: “هل يأتي الزيتون وزيت الزيتون من عفرين أو من سوريا إلى تركيا؟ نعم يأتي. من يعيشون هناك يقومون بإنتاج الزيتون، وزيت الزيتون. إن لم نقم نحن بالحصول عليه من سيحصل عليه؟ من سيشتريه ومن سيبيعه؟”.

ليرد عليه نائب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي عن مدينة إزمير، ساربيل كمال باي، قائلًا: “هذا اعتراف منكم بذلك”.

أما آي دمير فقد برر ذلك، قائلًا: “نعم يأتي إلى تركيا. نحن نعترف بذلك. هل كنا لنتركه ليقع في يد حزب العمال الكردستاني؟”.

كما اعترف وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، بسرقة قوات الاحتلال التركي في عفرين السورية لزيت الزيتون السوري، وتصديره وبيعه لدول العالم.

وقال جاويش أوغلو، في كلمته أمام البرلمان، إن الحكومة التركية تبيع وتصدر زيت الزيتون الذي سرقته الميليشيات المسلحة من عفرين.

وواجه جاويش أوغلو انتقادات أعضاء المعارضة، الذين احتجوا على الأمر، قائلًا إن عوائد بيع زيت الزيتون تستخدمها الحكومة التركية في تقديم الخدمات في عفرين.

فوكس نيوز : تركيا متهمة بسرقة زيتون عفرين

وكانت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية قد ذكرت في تقرير لها خلال العام الماضي أن تركيا متهمة بسرقة الزيتون السوري من المناطق التي تسيطر عليها في البلاد وعلى رأسها مدينة عفرين الواقعة تحت الاحتلال، حيث تصدر زيته لتحقيق أرباح طائلة وتمويل الارهابيين.

وقالت الشبكة الأمريكية في تقرير موسع أن الحكومة التركية متهمة بسرقة الزيتون السوري وتصديره في صورة زيت تركي إلى دول الاتحاد الأوروبي لتحقيق ارباح كبيرة، من هذه السرقة.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن بيرنهارد غوهل، من الحزب الديمقراطي المحافظ في سويسرا، قوله إنه اتصل بالحكومة بشأن مزاعم بأن تركيا تحاول بيع الزيتون المسروق على أنه زيتون تركي، واستخدام عوائده لتمويل الميليشيات المدعومة من أنقرة في سوريا والتي تقوم بسرقة تلك الحقول.

أخيراً

هكذا يتعرى النظام التركي الأردوغاني أمام العالم كله أنه النظام السارق والكاذب في تبرير سرقاته، ففي العام الماضي سرق الزيت السوري وباعه على أنه زيت تركي في الأسواق الأوروبية، وفي هذا العام وخلال هذه الأيام بالذات يكرر سرقة الزيت السوري المنتج في عفرين ليتمدد بجريمته وصولاً هذه المرة إلى الأسواق الأمريكية وبيعه هناك على أنه زيت تركي أيضاً.

تمادي فظيع للنظام التركي سيدفع ثمنه غالياً وإن بعد حين .. فإن كان للباطل جولة فإن للحق بالنهاية دولة. 

 

 


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق