لا شيء استراتيجي ... فقط السعي يوم بيوم لتأمين متطلبات الناس؟

كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :

الواقع الذي تمر فيه سورية اليوم .. لا يشكل بيئة تدفع تلقائيا للتفكير أو العمل استراتيجيا .. الحياة بمعظم جوانبها قائمة اليوم على ايجاد الحلول التكتيكية و السريعة .. لتأمين فرصة استمرار الحياة .. يوما فيوم ..

لذلك يبدو يغني من خارج السرب من يطرح افكار تشكل بوابات للمخططات التي يمكن ان تكون استراتيجية طويلة أو قصيرة الأمد .. و المسألة نسبية . حكومتنا اليوم مشغولة و منشغلة كليا بتأمين المتطلبات اليومية للحياة .. و إلى حد كبير كان الشيء الوحيد الذي استطاعت تقديمه حتى اليوم هو الجري في محاولات ترقيع الواقع القائم لتأمين بعض من متطلبات الحياة اليومية .. وهي ليست على نجاح كبير في ذلك فكيف يمكن ان نطالبها .. بالإستراتيجي .. ؟!

يمكن ان نلاحظ في اطار ذلك الجولة الأخيرة للسيد رئيس مجلس الوزراء مع الوفد الحكومي على بعض المحافظات و المواقع .. فلا بد من ترقيع الثوب و محاولة تغطية العري قبل التفكير في استراتيجيات جديدة . هذا ضروري مبدئيا .. وضع الحياة و متطلباتها لم يعد يتحمل اكثر من هذا الضغط الذي يتعرض له الشعب .. و تحديدا الفئات الفقيرة

و هي تشكل الأغلبية .. لكن لا نبدو و لا تبدو الحكومة معنى اننا أمام انجازات حقيقية يعول عليها .. رجعنا إلى التصفيق للإنجازات شبه الوهمية في ترقيع الثوب .

و سواء كنا نجري في مشوار المسافات القصيرة والخطوات التكتيكية ..

ام نرسم لرؤية استراتيجية

و نستعد لمسار طويل

فثمة ما يجب مراعاته دائما .. و إلا عدنا للخطر ولو نجحنا بشكل ما في بعض التكتيكات .. وسواء كنا نعمل تكتيكيا أو استراتيجيا لابد من حساب دقيق للإمكانات .. و تنظيم علمي لجمعها و حصادها .. أليست مقولة الحكومة الدائمة : هذا هو الممكن ..

في هذا الاطار .. أرى ان اهم مصادر الامكانات المالية الممكنة هي تحويلات السوريين من الخارج .. وهي امكانات مبعثرة تدخل البلد غالبا عشوائيا .. لتهرب من ايدي القرارات الحكومية التي تفرض عليها السعر الذي تحدده الحكومة للعملات الاجنببة .. و هي تعلم .. أو يجب ان تعلم أن لا أحد يعمل بهذه الأسعار .. حتى شخصيات الحكومة انفسهم .. !! و عوضا عن تسهيل التعامل بالعملات الاجنبية عن طريق المصارف و الصرافات الرسمية .. تمنع ذلك كله و تزعم انها منشغلة بمحاربة الدولار .. و هو ما دعم الصرافة السوداء و حارب الصرافة البيضاء .. و الكل يعلم .. و مراقب السوق محكوم عليه .. بحكم الزوج المخدوع .. تكتيكيا و استرتتيجيا .. ضروى وضع سياسة نقدية عملية تدفع الناس إلى المصارف و الصرافات الرسمية أكانت للقطاع الخاص ام العام.

As.abboud@gmail.Co