ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:30/04/2025 | SYR: 16:01 | 30/04/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 الزراعة السماوية مابين النجاح والفشل .. خبير: حل لمشكلة الغذاء لكنها عرضة للخسائر
30/04/2025      



 

سيرياستيبس 

كتب الاعلامي معد عيسى :

الزراعة السماوية، أو العمودية، تعني إنتاج الغذاء في طبقات مكدسة رأسياً، والأسطح المائلة، أو مستودع مستعمل، أو حاوية شحن، ويمكن التحكم الاصطناعي في جميع العوامل (الرطوبة ودرجة الحرارة والغازات) والتسميد، كما تتيح الاستفادة القصوى من الموارد وتدوير النفايات، وقد بدأت فعلاً هذه الزراعات تنتشر بشكل سريع في كثير من دول العالم، ولاسيما الولايات المتحدة التي اعتمدت تطبيقها في ناطحات السحاب في محاولة لتأمين إمدادات الغذاء محلياُ وبطرق عضوية، واستجابة للمشكلات البيئية في الوقت الحاضر.
الانتشار والاستثمار الأكبر للزراعات السماوية كان في الصين بهدف زيادة الإنتاجية، ووصل إنتاج الزراعات العمودية في البندورة مثلاً إلى 30 ضعفاً، أي الأمر مرتبط بنوع المحصول، ولكن في المتوسط فإن إنتاج الزراعات العمودية يزيد عن الزراعات الهوائية أكثر من سبعة أضعاف (إنتاج دونم زراعة عمودية يزيد عن إنتاج 7 دونمات زراعة هوائية في الحقول).
كما توفر هذه الزراعة الكثير من الأعمال الميكانيكية كالفلاحة ورش المبيدات والنقل وشراء الجرارات والمعدات، إضافة إلى مساحات واسعة من الأراضي والنقل وتسميد التربة ومشاكل الرطوبة والجفاف وتقلل من اليد العاملة بشكل كبير، والمشكلة الوحيدة في هذه الزراعات أن البنى التحتية والإنشائية مكلفة، ولكن الجدوى سريعة وعالية، ولذلك تحتاج لمستثمرين وأصحاب أموال للانطلاق.

– حل لمشكلة عدم توفر الأراضي..

المهندس والخبير الزراعي عبد الرحمن قرنفلة قال  ”: الحقيقة أن الزراعات العمودية أتت ابتكاراً لمواجهة جملة من التحديات التي تواجه الإنسان، مثل تزايد عدد السكان وتغيرات المناخ، وتبدل أنماط التغذية التي شكلت ضغطاً متزايداً على الأنظمة البيئية، ولعل توليد حلول لهذه المشكلات الكبرى لن يكون من خلال الزراعة التقليدية ولا يقدم حلولاً مستدامة وربما يلحق ضرراً بالبيئة، لأننا فقدنا نتيجة الزراعة التقليدية مساحات كبيرة من الأراضي في ظل تآكل تلك الأراضي بفعل عوامل متعددة، كالتوسع بالعمران والاستخدام غير الرشيد لمدخلات الإنتاج.
ولفت إلى أن هذا الواقع يتطلب توفير حلول تكنولوجية تضمن استدامة إنتاج غذاء آمن ومتزايد لتلبية الطلب المتنامي، وهنا أتت الزراعة العمودية كاحتمال واعد، تسمح للمزارع زيادة إنتاج الغذاء للحد الأقصى باستخدام الحد الأدنى من الموارد.
وتابع المهندس قرنفلة: تتيح هذه الزراعة استخداماً إيجابياً للمساحة، حيث تنمو بأي أراض وبوسائل لا تحتاج للتربة، وتكلفتها منخفضة بسبب توفير نفقات في العمالة والنقل، كما تضمن توفر المحاصيل على مدار العام بسبب عدم خضوعها لتغيرات المناخ، وتساهم بتوفير الطاقة التقليدية من خلال اعتمادها أنظمة الطاقة المتجددة والحد من هدر المياه، إضافة إلى ندرة استخدام المبيدات الحشرية، وبذلك تعتبر صديقة للبيئة، والجدير ذكره أن الزراعة العمودية تحد من المخاطر المتعلقة باستخدام الآلات الزراعية والمخصبات الكيماوية.

– توازن بالمعطيات وتكاليف عالية..

ورغم تلك المزايا، أكد المهندس قرنفلة أنه لابد من الإشارة إلى أن هذه الزراعة تتطلب تحكماً في درجات الحرارة والضوء والماء والرطوبة وغيرها، وفي حال فشل توازن هذه المعطيات قد تحدث خسائر كبيرة بالإنتاج، كما تحتاج تدريباً واسعاً لأنها تعتمد تكنولوجيا متطورة وذات تكاليف أولية وتشغيلية مرتفعة وتحتاج صيانة عالية.
الجدير ذكره أن سوق الزراعة العمودية بالعالم بلغت قيمته عام ٢٠٢٢ حوالى ٥.٦ مليارات دولار، ومن المتوقع أن يرتفع إلى ٣٥ مليار دولار عام ٢٠٣٢، ولعل الدافع وراء هذا النمو اعتبار الزراعة العمودية زراعة عضوية.


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق