كم بجيبك ....اصنع لك !!
15/11/2006




الفلسفة الصناعية الجديدة التي رسخها النموذج الاقتصادي الصيني تقوم على أربع كلمات فقط ..... كم بجيبك ... أصنع لك ؟!. فالمستهلك اليوم هو الذي يحدد طبيعة المنتج و نوعيته وسعره تبعا لمدخراته و أوضاعه المادية ، ولم يعد الصناعي ينتج بناء على رغبته وما يتمناه ...فهو في النهاية لا يريد أن يضع منتجاته في المخازن ، بل يريد أن يبيعها بأسرع وقت ليعاد إدخال رأسمالها في العملية الاقتصادية .... و معرفة حاجات المستهلك ومستوياته الاجتماعية والمادية وتوزعه جغرافيا تبعا لذلك ليست عملية سهلة يمكن أن تتم في يوم وليلة ، كما يجري عادة لدينا في بعض دراسات الجدوى الاقتصادية ، التي أصبح للأسف يتقنها كل شخص عمل فترة وجيزة أو طويلة في التجارة أو تولى مسؤولية إدارية هنا أو هناك ... هذا الأمر بحاجة إلى كثير من الأسس والعوامل ، التي يمكن أن تضمن نجاح الدراسة أو البحث عن المستهلك ... منها الكادر المؤهل المختص والمدرب على إجراء أبحاث السوق ، الإحصائيات الدقيقة والعلمية ، المؤسسات العريقة والكبيرة المعنية بذلك .... الخ ، لكن ما يحدث لدينا في البلد أن الصناعي يقدم منتجه أو خدمته لكل الناس بغض النظر عن توزعهم الجغرافي ، وقدرتهم على الشراء ومدى حاجتهم لهذا المنتج أو لا ....!!. لذلك من الطبيعي أن تحدث أزمات تسويقية ....و أن يقال عن الركود قصائد معاناة ... و أن تقلد بعض الشركات والورش ماركات أخرى ..الخ . قد تكون الفلسفة الصينية الجديدة التي جعلت الصناعة الصينية تغزو العالم صالحة للتطبيق في بلدنا ، مع الأخذ بعين الاعتبار الجودة و متطلبات التصدير ومواصفاته وطبيعة كل سوق لدينا ....فبالتأكيد نحن سنشتري بما نملكه في الجيب !!.
زياد غصن



المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=160&id=57

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc