أوباما الأبيض ..
08/11/2008



إكتمل عقد أطراف الأم الأمريكية حيث غدت بأوباما الأربعة والأربعين رئيساً أنجبتهم كي تكمل زحفها إلى الشرق والجنوب الذي يبدأ من تمثال الحرية المطل على المحيط الأطلسي ولماذا أوباما أسود وكل من سبقوه من الرؤساء بيض ونحن في الشرق نسأل عندما يأتي وليد أسود لأبوين أبيضين نجاب أن البطن بستان فيه أشكال وألوان وما أقصده هو ان الأم واحدة مهما تعددت الألوان ومن نظرة نلقيها على عالم البشرية نجد ان ثمانون في المائة ليسوا بيضاً بل هم ملونون بين الأسود الكيني والأصفر الصيني والأحمر الهندي والقمحي العربي والأسمر اللاتان أمريكي .

وبما ان أمريكا الأم البيضاء التي لم تحمل للرئاسة سوى البيض فلماذا اليوم أوباما الأبيض في شكل ولون أسود سؤال أعتقد أنه جديد على البشرية وجوابه يكمن فيما سنأتي عليه حيث أن بوش الأبيض والجمهوريون السابقون أساؤوا  لكل الألوان وبشكل خاص للونه الأبيض حيث مرغ أنف البيض في التراب العراقي والأفغاني والصومالي والسوداني والفنزولي والجورجي واللبناني والفلسطيني كما عمل على إنجاح  اللعبة الاقتصادية الكبرى ورسم كل خيوطها والإمساك بها من خلال انهيار الاقتصاد العالمي وتحميل تبعاته إلى كل الملونين خارج حدود أمريكا مروراً بأوربا وأسيا وأفريقيا وطالب العالم أجمع بدفع ضريبة انه أبيض وأنه الحامي لهم وعليهم الاعتراف بقيادته القطبية وخضوع كل البيض والملونين له ، وهذا ما عمل على إيقاظ العالم بأسره تجاه ما يفعله ذاك الأبيض الأميركي وقبل ان يلفظوه اخترعوا صباغاً خاصاً بالرئاسة الأمريكية وصبغوا أبيضاً وهيئوه ليختاره ليس الديمقراطيون والجمهوريون بل العالم بأسره هو الأضعف بين أيدي الايباك والبيض محققين به صيد كل العصافير برميه إلى سدة الحكم نعم انهارت شعبية أمريكا ووصلت الحضيض لم يكن مفاجئاً انتصار أوباما الديمقراطي صاحب الابتسامة العريضة التي حملها قبله بل كلينتون وقبله جيمي كارتر وبنظرة إلى الوراء نجد ان الديمقراطيين يلعبون دور تصحيح صورة أمريكا أمام العالم الملون مع الحفاظ على الاستراتيجيات لا بل تعميق الجراح من خلال ذر الرماد في العيون وتقديم معسول الكلام ولكن دون التقيد به مع الإصرار على تنفيذ ما أقرته سياساتهم الخارجية .

هو كذلك فوز كاسح لأوباما أتى من الجمهوريين والديمقراطيين فكيف به يعتلي ظهر المجن ترفعه أيادي اليمين واليسار ألا يستحق هذا ان نتوقف عنده ألا يحتاج الدراسة السريعة بكونها واضحة وضوح نزول سماء شمس الشرق في الغرب الأمريكي نعم علينا ان نبصم ونقر بأن أوباما أبيض تمت صباغته بالأسود كي لا نتعرف عليه فماذا سنقول اليوم هل نقول مبروك لأمريكا هذا النجاح والصباغ الجميل وإذا باركنا لأمريكا كيف سيكون انعكاس ذاك الصباغ على العالم أجمع .

د.نبيل طعمه



المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=160&id=239

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc