هل من وثبة اقتصادية منتظرة .. و بأية شروط ..
24/03/2024





سيرياستيبس :
كتب الاعلامي أسعد عبود :
 

 في التاريخ السوري الحديث والمعاصر اتصف النشاط الاقتصادي السوري بالحركة و الابتكار و التجربة .. استجاب الفكر الاقتصادي السوري تماما لحاجة المجتمع 
و شروط الواقع .. دون ان يعني ذلك عزلته عما يجري في العالم و تطوره .. غالبا اقتبس و طور و لم يقلد و ينسخ .. لذلك كان للتجربة خصوصيتها رغم اوجه عديدة للتشابه مع ما يجري في العالم .. لن اقدم بحثا تاريخيا .. التاريخ متاح لمن يريد .. و متاح لمن يريد البحث أيضا .. انما احاول ان أساير فكرة بدأت تطرح نفسها كبديل عن التفكير العلمي و استدراج الحقائق الدقيقة .. أو الملموسة بمعايير دقيفة .. و هي فكرة خاطئة عبر التاريخ تقوم على اساس الاستفادة من التجارب بالعودة لتطبيقها مع اسقاط الشروط التي يفرضها الزمن و تفرضها المتغيرات .. هذا خطأ في الاقتصاد و في غيره . تستثير الحالة السورية الراهنة كل عوامل التحرك الفكري و العملي للمضي على طريق يتوخى الخلاص .. وهو ما يمكن أن اسميه وثبة .. واكرر أن في حياة السوريين عديد الوثبات الاقتصادية قدمت كلها خصوصية تفكير سوري 
و طرح حلول من خلال التعامل العلمي الجريء مع ما يتيحه الواقع وما يحتاجه ايضا .. وليس عن طريق التفتيش في الدفاتر العتيقة اولا .. و التي لا تشمل تجارب حقيقية ناجحة .. بل انها كرست فشلا يتسترون عليه و منعت القراءة في حقائق كثيرة .. فكان طريقا للتصحر نعاني منه اليوم .. ولا يمكن ان يكون الخروج منه باعادة طرحه ولو من معايير سياسية .. من معيار الاخلاص للاشتراكية مثلا .. رغم انه لم يبق منها الا قواعد و قرارات ونصوص و صكوك .. معظمها مهجور .. و قد شكلت في تطبيقها الطريق الأوسع للتصحر الفكري و العملي .. الاشتراكية التي ولد واقعنا في ظلالها كانت إتكالية حلت فيها الحكومة و مؤسسات الادارة الحكومية محل الاجتهاد و الابتكار الشخصي و المؤسسي الخاص .. ورغم ان مثل هذا الاجتهاد و الابتكار ظل قائما .. لكنه لم يعول عليه لينشيء مشروع و يتبناه .. و كان الابتكار الأكثر مردودا و ربحية .. هو ابتكار شروط و حيل وقوى الخروج عن القانون الذي لم يكن من وسيلة للعمل بمقتضاه .. الحالة السورية اليوم و رغم حاجتها لأوليات ادارية .. بما لا يمكنه ان ينتظر ان ينتظر طروحات فكرية و تنظيرا .. إلا انه من هنا .. يجب ان نبدأ .. اليوم نحن نفتقد الافكار و الطروحات التي ترسم طريقا للمستقبل بكل ابعاده و منها بعده القريب جدا وعلى مسافة صفر .. في الساحات السورية ما يحتاج باقصى سرعة التعامل الاقتصادي السليم معه .. ولا ترى مقدمات و خرائط للوصول إلى هنا .. في كل الساحات السورية .. داخل و خارج سورية .. فماذا ستجد الحالة الاقتصادية السورية الصعبة الراهنة في ترهات البحث في الدفاتر العتيقة .. فيما يبدو الباحثون المزعومون انفسهم غير واثقين بما يدعون البحث عنه .. و يرعبهم الجديد مهما كان توجهه .. لأن بين ايديهم ما يخافون عليه .. و يخشون ان ينتهي .. كأن ينتهي الفساد و تنتهي معه إمكانية الضحك على القانون .. إلى درجة انهم يطرحون القانون بقوة و حجم ما يتيح من فساد 
. As.abboud@gmail.co



المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=131&id=198304

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc