الوزير.... سياسي و(مو) سياسي!
25/01/2020



كتب زياد غصن

الفكرة الشائعة أن منصب الوزير... هو منصب سياسي.

وهذا مبدأ يعمل به في معظم الدول... إنما تختلف فيما بينها بمعايير اختيار شاغلي هذا المنصب السياسي.

فهناك دول... تحرص أحزابها الفائزة بالانتخابات البرلمانية على المزج بين الانتماء السياسي والكفاءة الفنية، بمعنى أنها تختار الأفضل سياسيا ومهنيا بين منتسبيها لـ"توزيرهم".

وهناك دول أخرى... تتجه أحزابها نحو "توزير" قياداتها السياسية على مستوى العاصمة والفروع، وتالياً فإن الكفاءة المهنية تغيب عن لائحة معايير الاختيار ليحل محلها النشاط الحزبي...

وأحيانا يتم الخلط بين الأسلوبين لتحقيق أهداف معينة... لكن في جميع الحالات يأتي الوزراء من خلفية سياسية ليست سهلة...

والأمثلة على ذلك كثيرة...

في حالات معينة، وهي قليلة جداً، يحدث العكس... حيث يتم تغليب الكفاءة والخبرة على العامل السياسي في اختيار الوزراء، أو يكونون بلا انتماء سياسي. عندئذ يطلق على الحكومة المشكلة تسمية حكومة تكنوقراط أو كفاءات.

لدينا الوضع مختلف تماماً...

صحيح أن منصب الوزير هو منصب سياسي... لكن بمعنى مختلف عما هو مطبق في دول العالم الأخرى...

إذ ليس من الضروري أن يكون قيادياً حزبياً متمرساً... أو ناشطاً سياسياً معروف... أو فنياً متخصصاً...

يكفي أن يكون صاحب علاقات واسعة، أو له حضور إعلامي ما، حتى يكون من بين المرشحين لهذه الوزارة أو تلك....

وهذا للأسف ما أوصل أشخاصاً بلا تاريخ سياسي معروف، أو بلا سيرة مهنية منتجة، إلى منصب وزير... لذلك كان من الطبيعي أن تكون نتائج عملهم سلبية.

والدليل على ما سبق أن هناك أشخاصاً لا يعرفون التمييز بين الموازنة الجارية والموازنة الاستثمارية، وفي الوقت نفسه لا يملكون أي خبرة سياسية تؤهلهم لخوض غمار نقاش سياسي محترف... ومع ذلك أصبحوا وزراء!.

بالمقابل، هناك أيضاً وزراء على قدر جيد من المعرفة الفنية والمهنية المرفقة بانتماء سياسي معروف، وهناك وزراء جاؤوا على خلفية نشاطهم السياسي الناجح..

ليس هناك صعوبة في ايجاد مرشحين وزاريين يتمتعون بالكفاءة والخبرة الفنية والإدارية العالية، وفي الوقت نفسه لديهم نشاط سياسي حزبي، فالأحزاب كافة تضج بالكفاءات والخبرات في مختلف التخصصات والأعمال. والمرحلة الحالية تحتاج إلى هؤلاء، فالبلاد لم تعد تحتمل التجريب...

لو عدنا عشر سنوات إلى الوراء، هي فترة الحرب، وأجرينا إحصاء بسيط لعدد الوزراء الذين تعاقبوا على هذا المنصب لوجدنا أن الرقم مرعب، في حين أن مرحلة الحرب كانت تتطلب استقراراً حكومياً لإدارة متطلبات الحرب وتداعياتها..

خاص-سيرياستيبس

 

 



المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=131&id=178970

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc