الندوات المدرسية.. تجارة «رابحة» على حساب صحة الطلاب!
26/02/2020



سيرياستيبس:

عندما يقترن غياب الرقابة مع انعدام الأخلاق فنحن أمام مشهد لا يسر الخاطر بالتأكيد وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بشريحة اجتماعية «حساسة»من المفترض أن تكون في صلب الاهتمام والرعاية والإشراف من قبل الجهات المعنية والإشارة هنا لندوات مدارسنا الحكومية التي تبيع الطلاب الشيبس والسندويش التي تحولت للأسف إلى تجارة واستثمار همّه الربح على حساب صحة الأطفال, إذ يسجل عدم التزام أغلبية هذه الندوات بالشروط الصحية المتبعة, إضافة إلى تدني مستوى النظافة وغياب المواصفات الصحية عن الكثير من الأغذية المعروضة للبيع, ناهيك بأسعارها المرتفعة عن الأسواق.

في المعلومات فيما يخص عمل الندوات المدرسية فإن النسبة التي تتقاضاها المدرسة من أرباح الندوة تخصص لشراء الأوراق الامتحانية والقرطاسية وبعض الإصلاحات ومواد التنظيف لأن قيمة النشاط والتعاون السنوي لا تكفي من دون إغفال مسؤولية إدارة المدرسة من حيث الرقابة على الندوة وهنا نسأل هل 250 ليرة قيمة نشاط سنوي تؤخذ من الطالب من دون إيصالات رسمية غير كافية وهل تعلم مديرية التربية لجوء الكثير من المدارس الرسمية لتقاضي مبالغ مالية إضافية من الطلاب لشراء الأوراق الامتحانية وأقلام السبورة وغيرها, ما يضع الكثير من علامات الاستفهام بشأن آلية عمل هذه الندوات وارتباطها مالياً بإدارات المدارس؟

يضاف إلى ذلك لجوء أغلبية مستثمري الندوات المدرسية وخاصة في مرحلة التعليم الابتدائي لعرض الكثيرمن المواد الغذائية الرديئة «مصاص وسكاكر» بأسعار مضاعفة ومن دون مواصفات وبيانات وبسكويت «السحبة» والفطائر وصولاً للألعاب «اليويو» وغيرها مع العلم أن القوانين الناظمة لعمل الندوات المدرسية لا تسمح إلا ببيع المواد المغلفة المنتجة في المعامل المرخصة من قبل وزارة الصحة والمدون عليها تاريخ الصنع والصلاحية كما يمنع منعاً باتاً بيع السندويش والفطائر والبطاطا المقلية والفلافل وحتى المغلفات التي تحتوي على الأصبغة والمواد الحافظة؟

في ردها على أسئلة أوضحت شعبة العقود في مديرية تربية طرطوس قيامها بجولات دورية على ندوات المدارس إضافة إلى جولات مديرية الصحة لمراقبة المواد التي تباع في الندوات وأيضاً الجولات المرتبطة بوجود شكوى مقدمة من مديري المدارس أو الصحة المدرسية أو المجمعات التربوية وفي حال رصد مخالفة تطبق شروط عقد الندوات بإجراء تعهد خطي بعدم تكرار المخالفة من قبل المستثمر وفي حال تكررت الشكوى والمخالفة يفسخ العقد و تطرح الندوة لمزاد علني آخر.

وعن آلية طرح الندوات للاستثمار أشارت شعبة العقود إلى قيام مديرية التربية بإجراء مزاد علني لاستثمار المقاصف المدرسية, إذ يتقدم المستثمرون بطلبات إلى شعبة العقود ولاحقاً يحدد موعد لإعلان المزاد في كل منطقة في المجمع التربوي التابع لها وتابعت الشعبة: يتم تشكيل لجنة من التربية مكونة من رئيس شعبة العقود والدائرة القانونية ومحاسب التأمينات وعدد من الأعضاء لإجراء المزاد العلني وبعد ذلك على المستثمر الذي رسا عليه المزاد استكمال أوراقه ودفع مبلغ تأميني يعادل مبلغ الاستثمار الشهري للندوة.

ندوات المدارس كأي فعالية تجارية خاضعة للرقابة التموينية.. هذا ما قاله رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية في طرطوس ماهر مرعي مضيفاً: تتم مراقبة ندوات المدارس ضمن القطاعات التموينية من قبل الدوريات الخاصة بكل قطاع ويتم تدقيق المواصفات والفواتير والأسعار والمواد المعروضة للبيع, إذ بلغ عدد الضبوط المنظمة بحق ندوات المدارس خلال الشهر الماضي 8 ضبوط عدلية.

يعتمد العديد من الشركات الغذائية المصنعة لأغذية الأطفال على الملونات الغذائية لجذب انتباه المستهلك «الطفل» وخاصة الحلوى والسكاكر والمصاص وحسب الأبحاث الطبية، فإن الملونات الغذائية الصناعية تتسبب بالكثير من الأمراض قد تصل أحياناً إلى السرطان, وتزيد من احتمالية إصابة الطفل بالسمنة المبكرة والشعور بالتعب والكسل وبعضها يسبب تقلصات معدة وإسهالاً وأحياناً تتسبب في أضرار للكبد كما تؤدي إلى نقص الحديد والكالسيوم في الجسم.

تعقيباً على ذلك بيّنت مديرية التجارة الداخلية و حماية المستهلك في طرطوس سماح المواصفات القياسية السورية رقم 1683 لعام 1996 الخاصة بالسكاكر باستخدام الملونات المسموح بها في صناعة السكاكر على ألا تزيدعلى 500 مغ/كغ كحد أقصى و من الملونات الصبغية «صناعية»المسموح بها أحمر الألورا والأسود البراق وأصفر غروب الشمس وغيرها واشترطت المديرية ذكر نوع الملونات ضمن مكونات المادة على بطاقة البيان لأي مادة غذائية مشيرة إلى قيام المديرية بأخذ عينات من مادة السكاكر وأغذية الأطفال بشكل دوري ودائم من الأسواق لإجراء التحاليل المطلوبة.

تشرين



المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=128&id=180130

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc