أهالي (المراح) يشربون مياهاً كبريتية بدرجة حرارة 40م
22/09/2020



 

يشكو سكان بلدة «المراح» الشهيرة بزراعة وإنتاج الوردة الشامية في القلمون الغربي بمحافظة ريف دمشق أنهم يعانون من نقص في مياه الشرب منذ أكثر من عشر سنوات من دون أن يجدوا آذاناً صاغية لمعاناتهم ومطالبهم.
وأكد عدد من مواطني البلدة التي أغلبية سكانها يعملون بزراعة الورد الدمشقي ويهتمون به وينتجون منه ماء الورد والمربى وشراب الورد لـ«تشرين»، أنه ليس هناك عدالة في توزيع مياه الشرب فليس من المعقول أن تبقى البلدة تشرب من بئر في موقع القسطل يبعد عن البلدة بخط جر 7 كم, وينتج مياه كبريتية تصل إلى المنازل بدرجة حرارة تقدر بــ(40) درجة مئوية, وتسبب حوادث ومشاكل وأزمة مياه شرب كبيرة في البلدة.
وقالوا: إن هناك بئراً تم حفره وتجهيزه منذ أكثر من 5 سنوات, ومد خط منه إلى الخزان الرئيسي, ومازالت البلدة تنتظر تركيب الغاطسة والرافعة في هذا البئر.
وقال المحامي محمد البيطار: من أبناء البلدة أن البئر المحفور والجاهز للاستثمار بحاجة إلى أربعة أبراج وكوابل كهربائية، مشيراً إلى أن مؤسسة المياه منذ أكثر من عام حولت إلى كهرباء الريف القيمة المالية اللازمة لإقامة هذه الأبراج, وإلى الآن لا محولة تدور ولا بئر ينضح، فيما أشارت المواطنة سحر ناصيف من أهالي الحي الغربي في البلدة أن مياه الشرب لا تصلها، ما اضطرهم إلى شراء صهاريج المياه كل عشرين يوماً بما يقارب الــ 27 ألف ليرة.
من جهته يشير أمين سر جمعية الوردة الشامية في المراح -سامر البيطار إلى أن الأمر بات في غاية الخطورة جراء استجرار مياه بئر الوردة الشامية لسقاية الأهالي, وهذا بحد ذاته يشكل استنزافاً لمياه البئر الذي بدأت غزارته تتراجع حيث وصلت إلى 9 أمتار في الساعة.
بدوره يؤكد رئيس الجمعية الفلاحية في المراح- محمد جمال عباس الشكاوى جميعها التي تقدم بها الأهالي إلى الجهات المعنية سواءً( كهرباء – مياه) عبر المراجعات الشخصية، أوالهاتفية من أجل إيصال المياه إلى منازلهم لم تثمر عن شيء سوى وعود متكررة.
في حين يقول رئيس مجلس بلدية المراح- خالد صالح شندير أنه جرى إخطار محافظة ريف دمشق أن البلدة التي يبلغ عدد سكانها ما يقارب 5400نسمة تعاني من العطش الشديد منذ نحو العشر سنوات وهي تتغذى بشكل متقطع من بئر يتوضع في أراضي قرية القسطل.
وأوضح شندير أن البئر ذا المياه الكبريتية الذي يغذي البلدة تتعرض الغاطسة فيه لأعطال كثيرة شهرياً تدفع مؤسسة المياه لأجل إصلاحها ملايين الليرات, وأن استثمار البئر المحفور يوفر الكثير من الأموال على خزينة الدولة، مشيراً إلى أنه شكلت لجنة فنية من وزارة الموارد المائية لمعرفة الأسباب الكامنة وراء الأعطال المتكررة في بئر المراح والقسطل وقد تبين للجنة أن المياه الكبريتية بحاجة إلى دافعات خاصة تتناسب مع المياه التي تصل درجة حرارتها 45 درجة مئوية فما فوق.
من جانبه رئيس وحدة مياه النبك -المهندس توفيق عطر شان التي تتبع إليها بلدة المراح, طلب من المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في محافظة دمشق وريفها وعبر الكتاب رقم 271 / ص تاريخ 22/ 9 / 2019, أن مشروع بئر الوردة الشامية في البلدة بحاجة إلى بناء غرفة ضخ وغرفة مجموعة توليد وخزان لزوم ضخ المياه من المشروع إلى الخزان التجميعي بالبلدة وبناء سور للمشروع, وذلك قبل تجهيز البئر واستثماره, ولفت إلى أنه تم تنفيذ خط ضخ المشروع إلى الخزان التجميعي, وسيتم حالياً نقل مركز التحويل من مشروع بئر العمل الشعبي إلى مشروع بئر الوردة الشامية.
وعاد رئيس وحدة مياه النبك وعبر الكتاب رقم 74/ ص تاريخ 10 / 3 / 2020 يؤكد ويرجو مؤسسته على استكمال أعمال المشروع المشار إليه وإلى الآن الأمر باقٍ على ما هو عليه، فالأهالي في البلدة يزداد عطشهم عطشاً, وعلى مايبدو قدرهم أن ينتظروا تنفيذ الوعود التي وعدوا بها أو أنهم يشربوا المياه الكبريتية وهم يمتدحون حلاوتها وعذوبتها.

تشرين



المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=127&id=184419

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc