هناك من إنحاز للمواطن... وهناك من اعتبر قلة الوعي سبباً أساسياً
على شبكات التواصل الاجتماعي... انتقادات لما وصلت إليه البلاد في ملف كورونا



دمشق-سيرياستيبس:

تحفل شبكات التواصل الاجتماعي هذه الأيام بآراء متناقضة بين من يحمل على الحكومة ويعتبرها المسؤولة أولاً وأخيراً عن مجريات الوضع العام السائد لاسيما في ظل الانتشار المتزايد لفيروس كورونا ويرفض أصحاب هذا الرأي تحميل المواطن أي مسؤولية في ظل الظروف المعيشية الصعبة واضطراره للخروج والعمل لتأمين لقمة أطفاله، وبين من يعتبر قلة الوعي الشعبي وحالة الاستهتار سبباً أساسياً في انتشار الفيروس فمهما كانت إجراءات الحكومة فإن الرهان يبقى بحسب معتقدي هذا الرأي على وعي المواطن والتزامه بالإجراءات الصحية الوقائية.

في واقع الأمر فإن المسؤولية هي مشتركة بين المؤسسات الحكومية والأهلية وبين الفئات الشعبية على اختلاف مستوياتها وشرائحها، وكان يفترض استغلال الفترة الماضية عندما كان انتشار الفيروس محصوراً فقط القادمين من خارج البلاد لوضع سيناريو بديل يقوم على تفشي الفيروس في البلاد، بحيث يحدد السيناريو بوضوح تام مسؤولية المؤسسات الحكومية والإجراءات المطلوبة منها وكذلك مسؤولية المواطن وما يفترض عليه القيام به للحيلولة دون تفشي الفيروس وتحوله إلى أزمة صحية كبيرة تعجز معها المنشآت الصحية عن استيعابها والتعامل معها كما حدث مع دول كثيرة متقدمة ولديها من الإمكانيات والتجهيزات والكوادر والاستجابة الشعبية ما يفوق ما هو متوفر في سورية بعشرات الأضعاف.

واستمر تقاذف المسؤوليات وعدم الشفافية في مقاربة تطورات الفيروس من شأنه أن يسرع من عملية الانتشار للفيروس وبالتالي عجز المنشآت الصحية على اختلاف مهامها وتخصصاتها في استيعاب كل المرضى وتوفير العلاج لهم وبما يحفظ حياتهم ويساعدهم على الشفاء بأسرع وقت. ولذلك لابد من خطوات سريعة لمعالجة الوضع الراهن ووضع سيناريوهات مختلفة وسبل التعامل معها مستقبلاً. فحياة الكثير من الأشخاص ستكون في خطر كبير إلا إن حدثت معجزة وغيرت من مسيرة هذا الفيروس.



المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=127&id=183664

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc