عادت القوات الروسية إلى نقاط المراقبة التابعة لها في كلّ من تل تمر وعين عيسى، بعد اتفاق مع «قسد» لبّت بموجبه الأخيرة عدداً من شروط موسكو. إلا أن تلك العودة لم تحجب حقيقة وجود خلاف كبير مع «قسد»، فضلاً عن انزعاج متنامٍ من التحرُّكات الأميركية المستجدّة في المنطقة
وفي هذا السياق، تكشف مصادر ميدانية، لـ»الأخبار»، أن «موسكو أبلغت قيادة قسد بضرورة عدم استخدام مناطق محيطة بنقاط المراقبة الروسية في قصف نقاط للجيش التركي، ما يُشكّل خطراً على سلامة الجنود الروس». وتضيف المصادر أن «الروس طلبوا تسليم قرى خطّ التماس في بلدة عين عيسى الواقعة على الطريق الدولي (M4) للجيش السوري بالكامل، لضمان تأمينها من أيّ هجمات». وتؤكّد أن «قسد استشعرت خطراً كبيراً بعد الانسحاب الروسي، الذي تلاه قصف من المدفعية التركية باتجاه خطوط التماس في عين عيسى، ما دفع قسد إلى استعجال العودة الروسية إلى نقاط المراقبة». كما تكشف أن «اجتماعاً ضمّ قيادات من قسد مع الجانب الروسي، أفضى إلى إعادة الجنود والآليات إلى نقاط المراقبة، مقابل تعهُّدات من قسد بعدم استخدام محيط النقاط الروسية لقصف المواقع التركية، مع احترام اتفاق سوتشي لوقف إطلاق النار المُوقَّع بين روسيا وتركيا». وتوضح المصادر أن «موسكو تعمل على خلق بيئة للتقارب بين الحكومة السورية وقسد، مع الطلب من الأخيرة تشكيل لجان مختصّة لتفعيل حوار جادّ مع الحكومة، استكمالاً للتفاهمات الأوّلية التي حصلت برعاية روسية منذ نحو أسبوعين».
تعهّدت «قسد» بعدم استخدام محيط النقاط الروسية لقصف المواقع التركيةوإذ تنفي «وجود أيّ تأكيدات فعلية عن نوايا أميركية للعودة إلى مواقع واشنطن السابقة في ريفَي حلب والرقّة»، فهي تُبيّن أن «الوجود الروسي في هذه المناطق يجعل من العودة الأميركية إليها أمراً مستبعداً».
المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=110&id=186673