سيرياستيبس :
في انتظار تمكّنه من العودة إلى حملته الانتخابية، يلجأ دونالد ترامب إلى اتخاذ قرارات يأمل أن تساعده في تقصير المسافة بينه وبين جو بايدن الذي يتقدّم عليه في استطلاعات الرأي. قراراتٌ سريعة لا تلبث أن ترتدّ عليه، خصوصاً عندما تتعلّق بالاقتصاد الأميركي المتهاوي بسبب انتشار فيروس «كورونا»
وفي
انتظار حسم الأمر بهذا الخصوص، ارتأى ترامب تحريك حملته، والعودة إلى
الوسط الانتخابي، عبر وصفِ بايدن بأنّه «معتوه». وكتب، في تغريدة على موقع
«تويتر»: «إنه معتوه منذ سنوات والجميع يعرف ذلك»، مضيفاً أن «وسائل
الإعلام تجد نفسها مضطرّة إلى التعامل معه وتحاول حمايته». وتساءل: «هل
لاحظتم أن كلّ الأمور السلبية ومعدّل ذكائه الضعيف جداً لم تعد تذكر؟ أخبار
مضلّلة!».
في هذه الأثناء، تبقى التعقيدات أمام الرئيس كثيرة، إذ إن
مساعديه يقولون إنه يتعجّل العودة إلى مسار الحملة الانتخابية، ويصرّ على
مناظرة منافسه، في الـ15 من تشرين الأول/ أكتوبر في ميامي، لكن بايدن أعلن،
من جهته، أنه لن يشارك إذا كان ترامب لا يزال مصاباً بـ«كورونا». وحضر
الرئيس الأميركي إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، أول من أمس، غداة
خروجه من المستشفى حيث تلقّى العلاج إثر إصابته بوباء «كوفيد - 19». وفي
هذا الإطار، أكّد مستشاره الاقتصادي، لاري كادلو، لشبكة «سي إن بي سي»، أن
«الحكومة تعمل»، مضيفاً أن «الرئيس حضر إلى البيت الأبيض مساء (الثلاثاء)
متّخذاً أقصى تدابير الحيطة بشأن كوفيد - 19»، في وقت تتزايد فيه الإصابات
بفيروس «كورونا» المستجدّ بين مساعديه.
ولكن كان لغياب ترامب عن الحملة
الانتخابية ثمن باهظ، إذ كان من المتوقع أن يزور، هذا الأسبوع، الولايات
الغربية لجمع ملايين الدولارات لحملة تواجه عجزاً مقارنة مع حملة بايدن
الجيّدة التمويل. كما يبدو أن أيّ دعم سياسي يمكن أن يحصل عليه من ضخّ
أموال تحفيز جديدة في جيوب الأميركيين بات بعيد المنال، بعدما أنهى فجأة
المفاوضات مع الديموقراطيين أول من أمس، في ظلّ تباعد مواقف الجانبين في
شأن حجم الأموال التي سيتمّ تخصيصها للحزمة. وقد تسبّب ذلك في تهاوي الأسهم
في وول ستريت، وبدّد التفاؤل الذي شهدته الأيام الأخيرة، بعدما استأنفت
رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، محادثات مع وزير الخزانة، ستيفن منوتشين،
في شأن إجراءات مرتبطة بـ«قانون كيرز»، الذي خصّص 2,2 تريليون دولار
للتخفيف من وطأة الركود الاقتصادي الناجم عن «كوفيد - 19». ومن هذا
المنطلق، اتّهم كلّ من بايدن وبيلوسي، ترامب، بالتخلّي عن الأميركيين
المحتاجين، في حين وصفت السيناتور الجمهورية، سوزان كولينز، خطوة الرئيس
بأنها «خطأ فادح». وقال بايدن، في تغريدة على «تويتر»: «الرئيس أدار ظهره
لَكُم (الأميركيين)».
أحصت شبكة «إيه. بي. سي نيوز» 23 إصابة بـ«كوفيد - 19» في البيت الأبيض حالياً
المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=110&id=184690