مع تفاقم عنف الشرطة الأمريكية.. أوهام الحريات المزعومة في الولايات المتحدة على صفيح ساخن
30/05/2020
لم تكن الاحتجاجات الواسعة والمتواصلة لليوم الثالث على التوالي الشرارة الوحيدة التي أطلقتها جريمة قتل المواطن الأمريكي جورج فلويد المتحدر من أصل إفريقي على يد ضابط شرطة أمريكي فقد تفاقمت حالة الغليان مع استخدام قوات مكافحة الشغب شتى أنواع الوسائل لقمع المحتجين واعتقالها صحفياً من شبكة “سي ان ان” الإخبارية لتغطيته الاحتجاجات في تطور جعل الأمريكيين يشككون على نحو غير مسبوق بحقيقة حرياتهم المزعومة.
جملة “لا أستطيع التنفس” التي قالها فلويد وهو يلفظ أنفاسه تحت قدم ضابط ابيض في الشرطة الأمريكية قبل أيام عدة باتت تنطبق على ما يبدو على حرية الصحافة والتعبير عن الرأي التي طالما تبجحت الولايات المتحدة بها ورفعت شعارها إذ إن قوات مكافحة الشغب لم تستثن طاقم شبكة “سي ان ان” من قمعها فقامت باعتقاله أثناء تغطيته المباشرة للاحتجاجات على مقتل فلويد في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا في خطوة نددت الشبكة الإخبارية بها ووصفتها بأنها “اعتقال للصحافة وحرية الرأي”.
التساؤلات التي أثارها اعتقال طاقم “سي ان ان” لم تكن بحاجة إلى أجوبة فالصحفي المراسل الذي اقتيد على الهواء مباشرة وهو مقيد بالأصفاد يدعى عمر خيمينيز وهو مواطن أمريكي أسود ويعمل لدى شبكة إخبارية معروفة بانتقاداتها سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكره الأخير لها.
وبالتوازي مع الاحتجاجات التي تتسع رقعتها لتشمل مدناً أمريكية أخرى غير مينيابوليس أثارت ردة فعل ترامب على المتظاهرين المطالبين بتحقيق العدالة في جريمة قتل فلويد تساؤلات جديدة حول نهج التمييز العنصري الذي يطفو إلى الواجهة بين حين وآخر فقد حملت التغريدات التي نشرها على موقع تويتر تهديدات صريحة بقتل المحتجين ووصفهم بـ “البلطجية”.
تغريدة ترامب أثارت انتقاداً لاذعاً من موقع تويتر الذي وضع إشارة تمجيد العنف عنواناً لها حيث قال الموقع إن تغريدته انتهكت قواعد تويتر الأساسية إلا أنه لن يزيلها كي يطلع جمهوره عليها.
تهديدات ترامب للمتظاهرين لم تكن فارغة فقد نشر الحرس الوطني الأمريكي اليوم 500 من عناصره في مينيابوليس لقمع الاحتجاجات المستمرة في الوقت الذي تبدو فيه صور الدمار والنيران المشتعلة القادمة من المدينة وكأنها مشهد فيلم هوليوودي نهايته مفتوحة على كل الاحتمالات ولا سيما بعد اعتقال طاقم “سي ان ان” لمنعه من نقل ما يجري وإدراك الأمريكيين أن حرياتهم على صفيح ساخن.
المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=110&id=182859