عندما تُحذف الأصفار
حساني : سيخرج التضخم من الباب ويدخل من الشباك ؟




د. حساني: حذف الأصفار بين الوهم والحقيقة

نائب عميد الكلية للشؤون العلمية، الدكتور عبد الرزاق حساني، ناقش في محاضرته الخيارات المتاحة للسياسة النقدية بين محاربة “الدولرة” وحذف الأصفار، مع إبراز التأثيرات المتوقعة على الاقتصاد الوطني.
إذ حذر من الحلول الشكلية، وطالب بإصلاح شامل للنظام النقدي السوري، مؤكداً على أن حذف الأصفار ليس حلاً سحرياً وسيعود التضخم من النافذة إذا خرج من الباب”.
وقدم رؤية شاملة حول تحديات السياسة النقدية في سوريا وسبل معالجتها، مع التركيز على قضيتي “الدولرة” و”حذف الأصفار” من الليرة السورية.

مخاطر الدولرة

حذر د. حساني من خمس مخاطر رئيسية لـ”الدولرة”، هي فقدان القدرة على إدارة السياسة النقدية، حيث لا يمكن طباعة العملات الأجنبية أو التحكم في مخزونها، و تعطيل أدوات السياسة النقدية، ما يؤدي إلى ضعف شديد في تأثيرها، وتزايد تشوهات الأسواق والأسعار، حيث يسعر معظم الناس بضائعهم بالدولار، بينما يتقاضون رواتبهم بالليرة، إضافة إلى ارتفاع مستوى مخاطر النظام المصرفي، بسبب الانكشاف لمخاطر الائتمان بالعملات الأجنبية، وارتباط الاقتصاد الوطني بقرارات البنوك المركزية الأجنبية، وخاصة الفيدرالي الأميركي والمركزي التركي.
أما عن التكاليف الاجتماعية والاقتصادية، فأشار إلى أن “الدولرة” ساهمت في زيادة الفوارق الطبقية، حيث يحصل أصحاب الدخل بالعملات الأجنبية على مزايا كبيرة مقارنة بأصحاب الدخل بالليرة السورية، ما أوجد “فجوة طبقية كبيرة جداً.

حذف الأصفار

د. حساني حلل الدوافع المحتملة وراء التوجه نحو حذف الأصفار، موضحاً أنها تأتي من أجل تسهيل العمليات المحاسبية، و تحسين الصورة الذهنية للعملة لدى المواطنين، وإطلاق هوية بصرية جديدة للعملة بعيداً عن “رموز النظام البائد” المرتبطة في الأذهان “بتدهور مستوى المعيشة.
وحذر من أن حذف الأصفار لا يقلل معدل التضخم، بل هو تغيير شكلي وليس تغييراً في جوهر الاقتصاد، كما أشار إلى التكاليف الباهظة لهذه العملية.
وخلص إلى أنه من دون برنامج إصلاح شامل، فإن أي عملية حذف أصفار ستكون مجرد “تغيير شكلي” وسيعود التضخم، ما سيفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في سوريا.



المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=126&id=203109

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc