سيرياستيبس - كتب أسعد عبود :
لا أكتب عن الساحل إلا كبقعة من سوريا و لا أريد لا أنا و لا كل من قابلتهم من أبناء الساحل و الجبل وغيرهما ، إلا سوريا واحدة متحدة ، مهما بلغت درجة العذاب و تداعت مقدرة التحمل .. سوريا وطننا ان عاش عشنا ، ان استقر استقرينا ، وان تاهت سوريا .. تُهنا .. وطن واحد لكل أبنائه .
هذا ما أردته و عنيته منذ مقال الاسبوع الماضي .. ولم أكن لاعني الا كامل المنطقة كجزء لا يتجزأ من الوطن السوري .. وكل من يعيش على جغرافية هذه المنطقة بغض النظر عن عرق او مذهب اودين .. ولست مستعجلا لخوض الحديث بهموم و شجون ابناء المنطقة بمعزل عن خطة التنمية الشاملة للبلد ككل اي سوريا ..
لكن ولله قول الحق : ان المنطقة و ساكنيها و اهلها في ظلم مريب .. كانوا في ظلم و استمر الظلم عليهم .. و جاء الخراب الامني ليضيف الرعب والخوف في كل اوقات اليوم و مع حركات الحياة هذا غير النهب و السرقة .. ليجعل من الحياة هم مستمر و ما تراجع عنه التحدي الامني تولته الحرائق ، ااتي تكاد لا تنطفيء الا كي تعاود الاندلاع ..
و هي مناسبة لتحية جهود ابنا المنطقة و شبابها و كل من ساعدهم و كل الرحمة لكل الشهداء .
انا لا ارى في نفسي مستعجلا في طرح هموم المنطقة و ابنائها كمسألة تحتاج التمييز .. فقد دفعني لذلك :
أولا - بطء الحكومة في معالجة الواقع الحياتي في المنطقة . و تركها لهمومها و هي التي عاشت حالة توتر اجتماعي سادت فيها الكراهية الى حدود القتل المجاني المتكرر .. ولا اتخيل ان ذلك من فعل ابناء المنطقة .. القصة اصبحت معروفة و مدانة .. دائما كان الرأي عندي : أن الاقتصاد و الاعمال هي القاطرة التي تستطيع قطر الحالة الاجتاعية ..
ثانيا - لا نرى اندفاعا لافتا من ابناء المنطقة ممن يملكون مالا كفاية لتنشيط الاستثمار هنا . وفي الوقت الذي نقرأ عن دعم مالي بملايين الدولارات في مناطق مختلفة من أبنائها .. نجد تلكؤا حقيقيا في الساحل . و هناك مال و هناك من يملكون كميات كبيرة منه . منذ المقال الماضي نوهت أن الحل ليس بالصدقة بل بالاستثمار المدروس المربح .. فإن كان على هذه الارض ما يسحق الحياة فلنعمل لاجل الحياة و ان لم يكن ..!! نوصي باعادة النظر وتفقدها مجددا .
و سأورد هنا بعض من تفاعل و رد مشكورا من الاقتصادي الزراعي عبد الرحمن قرنفلة على مقال الاسبوع الماضي قال :
" سيدي الكريم...المنطقة الساحلية ببيئتها وطبيعتها ومناخها تعتبر من اغنى بقاع سورية وبثقة مطلقة اقول وسبق أن اعلنتها جبال الساحل تضم فلورا نباتية طبيعية نادرة تشكل صيدلية طبيعية عضوية للعالم أجمع...( بغض النظر عن حرائق الغابات التي دمرت الكثير) واراضي الساحل خصبة بدرجة عالية...ومياه الساحل وفيرة يذهب معظمها للبحر ...والبحر يتسع لآلاف مشاريع تربية الاسماك...وقرى جبال الساحل كل واحدة منها يمكن ان تكون منتجعا سياحيا من الدرجة الاولى....خمسون عاما مضت تم خلالها تهميش متعمد للتنمية الاقتصادية في الساحل السوري...."
شكرا اخي و صديقي لطويل الايام الاستاذ عبد الرحمن قرنفلة .. أنت بجد من أصدق و أكفأ من تعاملت معهم في الاعلام و الصحافة و الاقتصا و الزراعة ، كل من يعرفك و هم كثيرون ، يعرفون عنك ذلك وفقك الله .. ولنا عودة لتفاهمات اخرى اقتصادية و اعلامية ..
اعود الأن إلى الساحل في متاهته ولا اظنه يبقى حيث هو لا بد ان يستفيق من يمتلك المال من ابنائه من اي لون كان ليندفع في التعمير و البناء و ليشهد منافع له .. ارضكم تنتظركم .. ارضنا تنتظرنا
..
As.abboud@gmail.com