سيرياستيبس
كتب اسعد عبود:
للراحلة صباح اغنية جميلة اسمها " عالعصفورية " اعتقد أن معظمكم يعرفها ولاسيما كبار السن أمد الله في أعمارهم .. الطقس الحار يقتضي رفقة مختارة و مناسبة في رحلتنا الى العصفورية .. و قد اخترت لكم اجمل و أحلى رفقة ، وأكثرها مناسبة للمقام وهي الليرة السورية .. نعم .. العملة الوطنية .. ست الصبايا .. واغربهن .. الليرة تتحدى الاحداث بجرأة مرعبة ..
العملة الوطنية في كل الدنيا و بمختلف فقرات التاريخ يرتفع سعر صرفها في أحوال الازدهار الاقتصادي و تعاظم الانتاج .. و هذا يتطلب السلام و الامان ..
وعلى عكس ذلك .. إن لاسمح الله توقفت المعامل و تراجع الانتاج .. و غاب السلام و ازدهرت الحروب ، يتراجع وضع العملة الوطنية ، و ينخفض سعر صرفها . ليرتنا المناضلة وفي إطار الظروف الاستثنائية الخطيرة القائمة ،.. تحسن سعر صرفها .. !!! ... ليوم واحد ظهر تراجع بسيط و محدود في سعر الليرة مقابل الدولار ثم ما لبثت أن استقامت واستعادت زمام المبادرة .. وتحسن سعرها و تركت الدولار يدور في دائرته على ارتفاع بمبالغ صغيرة محدودة ، يعني كم مية ليرة ..!! شي بيصرع المخ ..
لا انتاج ولا ازدهار اقتصادي .. بل لا اقتصاد .. و الوضع شايفينه .. و سامعين أصواته .. صراخ و عويل و أصوات انفجارات و طائرات ..تحديات وإشارات
وعبارات كلامية ليست مجنونة و حسب .. بل أخطر من كل ما يخيف و يرعب .. و كثيرا ما لا تقف الأمور عن الكلام و الشتم و التهديد و حسب ، بل تذهب الى البيانات العملية الخارقة بكل جرأة ، حتى و لو تطلب الامر نزف الدماء ... ومع ذلك يرتفع سعر صرف الليرة .. !!! شي بيوصل لأبعد من العصفورية .. ان لم يطمنا أحد .. او يلحقنا حكيم ..
لا يمكن لاحد ان يقرأ ذلك بصفته ، عامل اطمئنان ، ابدا .. فهو مخالف لعلوم الاقتصاد و تعاليم التجارة .. وبالتالي هو يخيف لانه حالة عدم انضباط في سعر العملة .. حالة تذبذب و معاكسة للعلوم و القوانين .. و جدير بنا أن نسمع شرحا من السيد وزير الاقتصاد أو السيد المالية او حاكم مصرف سورية المركزي .. أو أي مسؤول اقتصادي أو مالي يمن علينا بشرح ابعد من شرح الكلمات ولو بمسافة قصيرة .. يشرحون لنا ليس كي نفهم حركة سعر الليرة .. وحسب .. بل أيضا كي نتعرف على المقدرة و الكفاءة الاستثنائية عندهم .. هذا يطمئننا .. ويجعلنا نثق بحكومتنا و بلدنا .. حيث تتركز معاناتنا في مختلف جوانب الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ،عند هذه النقطة ، المقدرة و الكفاءة .
نحن نتيجة ما عانيناه و عاناه بلدنا و اقتصاد بلدنا من الفساد .. أصبح ذلك همنا الأكبر .. و عبره نبحث عن الخيار الأنسب .. النظافة ... و النظافة ضرورية و يمكن أن تتوفر .. لكن ما العمل ان اقترنت مع العجز و الفشل الذين يظهرهما ميدان الحقيقة و واقع الحال .. ؟؟ هذه هي الدنيا أمامكم .. واقع البلد و ظروفه الفرط مأساوية .. الحاجة أكثر من ملحة لكفاءتكم و مقدرتكم ..
حالة بلدنا بالكامل لا تحتاج الشرح و الشعر مدحا أو هجاء .. مع أو ضد .. تحتاج القرار الصحيح مقرونا بعوامل نصرته حتى ينتصر .. و رغم الخطورة الكارثية لكل ما يجري و يتحدى سيادة البلد و استقلاله ، يبقى للشأن الاقتصادي السؤال الأكبر .. خصوصا بعد ما عرفه الاقتصاد السوري من خراب و تخريب في المرحلة الماضية التي أوصلتنا لشبه الافلاس و المجاعة ..
هل نملك فعلا قدرة للخروج من التحدي .. بل من التحديات ظافرون .. ؟
ليست المشكلة أن نتمنى أو لا نتمنى .. بالتأكيد كلنا نتمنى .. و بالتأكيد ليس سهلا أن نرى نورا على طريق يوصلنا إلى هناك
..
As.abboud@gmail.com .
.