لُموا البيادر.. لنميز الدريس من السنابل المكسرة و المدرية....
البحث عن صفحة للاقتصاد السوري نقرأ منها اين نحن ؟



  
 
        
 
كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس

  تذكر ، أو  تخيل زمانا موغلاً في القدم كان فيه للحصاد موعد مع التعب غير العادي .. طبعا أقصد حصاد القمح و الشعير و الذرة البيضاء ام النقطة السوداء ، قد تجدونها اليوم في مخازن علف الدواجن .. ولا أعلم ان كان أحد عاد يزرعها في بلادنا ..!؟ 
المهم أن الحصيد سنابلا كان أم عرانيسا ام شرانق الحمص .. كان يتجه الى البيادر ليس في الايام نفسها بالضرورة ، انما يتوزع على ايام نضج و قطاف المحاصيل .. فتمتليء البيادر و تبدأ عمليات الدرس لفصل التبن عن الحب .. وتتوزع على البيدر مكادس الحصيد ولكل أصحابه الذين يحضرون الدواب و الأدوات و العبوات و التجهيزات ليمارسوا تلك العملية الشاقة .. وتضيع المعالم من حولهم ، بما يضطرهم بين فترة زمنية و أخرى لإعادة ترتيب البيدر كي يدركوا أين هم من إتمام عملية جني المحصول .. كان الحصاد و ملحقاته عملاً مضنياً .. إلى أن جاءت الدراسات و الحصادات فبطل دور البيدر .. لكن ظل لترتيب البيدر دور مهم ليعرف المزارع أين هو وماذا حصد ..
 أرانا اليوم بأمس الحاجة لتقويم البيدر و ترتيبه ، كي نعرف أين نحن فعلا مهما كان حالنا محزنا .. نحن اليوم نعيش الدوخة فعلا .. رغم جهود طيبة لا بد تبذل .. و آمال تولد و أناشيد تنشد .. في ذلك كله و غيره ترانا نقرأ في العناوين العريضة و نكتفي .. بالبحث عن الشواهد الشاهقة .. والظلال العالية التي قد تخفي المشهد الحقيقي و ألم الناس و تعب حالهم و تعب البلد اقتصاديا و اجتماعيا و حتى امنيا .. وترانا أحوج ما نكون لترتيب البيدر و فرز الحقيقة من شبه الحقيقة و من الخيال ..؟! 
على بيادرنا العتيدة وحصادها الموعود  تتوه الحكاية بين الجد و شبه الجد .. هنا حديث عن مشاريع قادمة من الكهرباء إلى معامل الغذاء،و الدواء .. الى أبراج ناطحات السحاب الى جسور سنغفورة و الصين الشعلية ..الى مطارات الولايات المتحدة و شبهاتها .. وقد مهدنا لذلك كله بمسح العقوبات عنا .. و لما كان لا شيء من ذلك كله ارتسم على الارض .. نسأل هل ستعمل الارض لوحدها بعد ازالة العقوبات .. ؟! أم تحتاج ما يشبه الخارطة للمضي .. : أين هي .  ؟؟!
 يأتينا الحديث مليئاً بالأحلام و الآمال و الشوهد المزعومة .. و في كل يوم ثمة حديث عن بحار سنبتلعها قريباً .. ونحن ما زلنا نغطس بالطاسة في محاولتنا لمقاومة الفقر الشديد الذي يضع ملايين المواطنين أمام الحرج الشديد .. الآن .. أرجوك .. إن كنت تريد أن تجابهني بالعبقرية الناشذة " لماذا لم تر ذلك سابقا .. " أرجوك كف عن ذلك .. فأنا أبحث عن خطوة ما باتجاه المستقبل ... لا أقبل أن استهدي اليها بمنظار الماضي .. ثم هل هو النموذج الذي،سنقيس طويلا حالنا عليه .. ؟؟!! أقصد النموذج البعثي الأسدي  , ألم نتفق أننا اليوم نبني ما بعد الاسدية الفاشلة بالتأكيد .. إن صح التعبير . . ؟؟   في حالتنا اليوم عديد الهيئات .. منها الهينات .. و منها ما هي ليست كذلك .. و جميعها تحتاج ان نسرع اليها قبل أبراج ناطحات السحاب و خطوط التسابق مع الوهم ..  و حتى قبل الابداع في اختراع و استبدال الأعلام و الشعارات .. هناك ما هو أهم مهما بد بسيطا .. ليس هو الأهم بل الحاجة اليه . خطواتنا حتى اليوم طيبة .. لكنها بعيدة عن الهدف الذي هو حياة المواطن .. برأينا انه بات ضروريا أن يرى الناس المواطنون اين نحن .. و ما الذي تخفيه البيادر .. هل من سبيل .. ؟! 
.. As.abboud@gmail.com     



المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=131&id=202239

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc