الاقتصاد و الاعمال .. الأمن و الأمان .. من أولاً .. ؟ .. بعد تخطينا العقوبات .. من يقطر العربة .. و متى ..؟
15/06/2025
سيرياستيبس
كتب الاعلامي أسعد عبود :
صحيح تماما أننا سجلنا خطوات هامة و ربما عريضة في النشاط الخارجي لصالح
الانتفاضة الاقتصادية المنتظرة .. وما كان يبدو بعيد المنال اصبح طوع
البنان .. بل تتناهى إلى أسماعنا أحاديث و أصوات عن أكف تدق الأبواب للدخول
في عالم الاستثمارو الشراكات و المشاريع المختلفة صغيرها و كبيرها ..
السؤال الكبير الذي يواجهنا .. أو نواجهه .. ماذا فعلنا و نفعل ، هنا في
بلدنا و على أرضنا ..!؟؟
ماذا فعلنا إن كنا نعلق الامال على اندفاعة استثمارية قادمة إلينا من مواقع
شتى ..؟!
هل نحن الآن جاهزون لهذه الانطلاقة الحلم .. او قريبون من
الجهوزية لها .. أعني : ها نحن اليوم بلا عقوبات ، أو في أقل الاعتبارات لا
نرضخ لعقوبات تمنع انطلاقتنا .. ولمسنا رغبات تتوجه لنا و تعد بالخير
كثيرا .. و قلما هي وصلت بعد .. أنا لا أستعوقها ولا أستعجلها إنما أخشى
عليها .. و أتمنى أن تنطلق بأمن و سلام إن هي وصلت .. و ما أقوله ، و أُحذر
منه ، أن يحضر الحلم فلا يجد أرض الأحلام .. فنكون كمن شرب البحر و غرق
بالطاسة .. فالخروج من نطاق العقوبات و الدخول في دائرة الدول المستحبة و
الموصى بها للاستثمار .. هو مقارنة بماكانت عليه سوريا ، كمن شرب البحر
بجدارة , تراه يدوخ امام الطاسة ؟
هي بصراحة ليست طاسة بل هو بحر آخر
لا بد من الغوص فيه .. بحر التهيئة لإنطلاق مشاريع الاستثمار و من ثم
الانطلاق فيها فعلاً .. هذا يتطلب الكثير .. يتطلب خلق البيئة المناسبة
للاستثمار بكل تشعباتها و ما تتطلبه من بنية تحتية فنية و تشريعية و
لوجستية كاملة ..
أين نحن من ذلك .. ؟
لا استطيع أن أنفي وجود شيء منه .. لكن .. إن كان موجود فوجوده ما زال ضيقا
محصوراً محاصراً عاجزاً عن استيعاب كامل أطراف الحلم المشروع ..نحتاج للكثير
.. الكثير لخلق البيئة الاستثمارية .. وأجواء انطلاقتها ..و في تقديري أن أول و أكثر ما نحتاجه و نحتاجه هذه البلاد هو الأمن و الأمان .. و حالة
الاستقرار التشريعي و الإجرائي .. و أقدر و أرجو أن أكون مخطئا أن واقع
استتباب الامن القائم اليوم ، لن يكون أبداً مناسباً لتقديم فرصة الاستثمار
الهادئة المستقرة .. هكذا يكون العالم قد رفع عقوباته عنا في الوقت الذي
ابقيناها نحن على حالنا ، لتفسد حياتنا و أعمالنا و خططناو توجهاتنا ..
صحيح تماما أن انطلاقة الاعمال و الاستثمارات .. ستخفف كثيرا من حساسية
الواقع الاجتماعي و الخروقات القاسبة فيه .. الاقتصاد و الأعمال هو القاطرة
.. في كل العالم و في مختلف ظروف التاريخ كان الاقتصاد و الأعمال هو
القاطرة لواقع و حياة المجتمعات التي تعرضت للخراب الاجتماعي نتبجة الحروب
او غيرهامن الملمات و الجوائح .. و ما تعرضنا له كان قاسيا و حفر عميقا في
الوجدان الجمعي للناس .. و حتى اللحظة ، ما زال ملبكاً محيراً مضطرباً .. و إن تكون بعض محاولات و أشكال التحسن قد حضرت فعلاً .. لكن بصراحة هي حضرت
بطيئة و ما زالت تسير ببطء .. وحذار من القول : أنّه واقع كان و لم نعترض
عليه ! ! ..
أًولا لأن هذا غير صحيح , و ثانيا ، لأننا نفترض أن بلدنا يعيش في
ظل ثورة منتصرة .. تنظر للمستقبل القادم لا للماضي الذي مضى ..
على هذا الصعيد نسجل التحيات للجهود التي تبذل اليوم لخلق المؤسسة
التشريعية ... مهما بلغت محاولات الإبطاء فيها و التعامل معها سلفاً كحالة
مؤقتة لن يُعتمد عليها كثيراً .. في كل الأحوال ، يبقى أي جهد يبذل لبعث
الحياة التشريعية في هذا البلد .. هو جهد مبارك .. و لا بد أن نصل به إلى
حياة تشريعية كاملة ..
As.abboud@gmail.com
المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=131&id=202051