لا خطأ في التفاؤل .. لكن الاحباط يفقد الأمل .. فرح التغيير السياسي أربك التوجه الاقتصادي !!
04/05/2025
كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس
الطبيعي أن يكون السوريون محبطين ..ليس اقتصادياً و حسب .. بل أيضاً سياسيا ً
.. يعني اجتماعياً بصورة عامة .. هذا الذي يجري و عنوانه ، فقدان الأمان ،
لا يُبقي أرضية صالحة لسياسة او اقتصاد .. و خصوصا هذا الاخير .. فهو يحتاج
الأمن و الأمان و حيوية الادارة و التشريع .. و فعالية القضاء و ريادة دوره
..
وسهولة النقل و التنقل ، ... الخ .. فبأي من ذلك كله تزخر حياتنا العامة و
اليومية ؟!
لا غرابة في أن تكون ظروفنا صعبة .. فمعاناتنا شديدة و قد طال نسبيا عمرها و
لم تشهد تحسنا ..!! بل على العكس زادت تعقيدا و احباطا .. و ساهم في زيادة
التعقيد و الاحباط سيل الوعود الذي كان .. من زيادة الاجور و الرواتب ٤٠٠%
.. الى المسير باتجاه سنغفورة و السعودية .. ثم ... الوصول إلى الوقوف
الساعات الطوال على الصرافات للحصول على اصغر راتب في العالم ، لمن بقي له
راتب ، وكل راتب أو حتى المعاش للمتقاعد يبقى محتملا حتى يصل اليد أو
الجيبة .. و نمضي مهددين بشبح شام كاش .. ولا نعرف الى اين وصلت حكايته
..؟!
رغم ذلك كله حافظت الاسواق المحلية - تقريبا - و بحسب المنظور ، على
مستوياتها .. مع ارتفاعات نسبية في الاسعار ما زالت محدودة و مقبولة لولا
حالة الفقر التي يعيشها المواطن السوري . على صعيد اسعار الدولار ، ايضا
كان هناك صعود نسبي فوصل حدود ١٢٠٠٠ ليرة للدولار منطلقا من ١١٠٠٠ .. و هي
زيادة متوقعة .. و إلى حد ما تشبه زيادات الاسعار .. كذا ارتفع سع البنزين
بنسبة قريبة من ذلك كله ..
على صعيد أبعد من الداخلي و المحلي كان لتحرك وزيري الاقتصاد و الصناعة و
المالية باتجاه واشنطن و نيويورك و المؤسسات و البنوك الدولية وقعا سماعيا
يطرح بعض الامل .. نتمنى الا نفقد ابدا طرف الخيط مدركين بوضوح لوجوب
الاستجابة لما تمليه المؤسسات المالية الدولية و من يديرها من شروط .. فهذا
من طبيعة عملها و غير جديد عليها ولن تتراجع عنه او تتساهل فيه .. و الذي
نراه أن الحكومة تتحرك بخطى صحيحة في هذا الاتجاه ، كي لا نقع بالمصيدة مرة
اخرى .. المصيدة التي اوقعنا فيها النظام السابق ظانا نفسه هو الذي يفرض
شروطا على العالم المالي و الاقتصادي الدوليان !! فكان ما عانيناه و ما
زلنا نعانيه من عقوبات عالمية دولية وصولا الى "قيصر " ..
هو ما تبذل
حكومة اليوم بكل جد كل مجهود ممكن للخلاص منه .. و من الضروري أن لانقع
ضحية المواجهة المستحيلة والعناد دون أي سلاح بيدنا كما فعل النظام السابق
فأوصل سورية الى حالة غير مسبوقة ، تعاني منها اليوم و ستعاني ، حتى وقت
أخر يحدده حنكة الادارة الراهنة و ديبلوماسية العمل مع الشروط الدولية و
العالمية ..
حتى اليوم لا شك انه يبدو ان اسلوب التوجه و العمل افضل بكثير ، و يطرح
الكثير من الامال ،وهو ما اشارت اليه ردود أفعال الطرف الاخر على الضفة
الثانية للحوار ..
وصلنا بعض النغم السلس المتفائل .. و نتمنى ان نتابع ، اي تتابع ، حكومتنا
على المستوى العالي من المسؤولية نفسه ..للوصول بالوضع الفظيع لواقعنا
الاقتصادي و التنموي .. الى مستوى وضع الدواليب على السكة .. و يحتاج ذلك
إلى كبير الجهد و العقل و العلم ..
واختتم بأنه رغم أن الاخبار المريحة كثيرا ما تصلنا عن طريق وسائط الاعلام
الحديث " التواصل الاجتماعي "
.. لكنها تصل مشوشة إلى حد ما !! أو على الاقل مشوبة بسيل الاخبار و
الاعتراضات و المناوشات و التحليلات .. فأين نقرأ حقيقة ما نواجهه ..!!؟؟
هو السؤال عن الاعلام الرسمي ، مرة أخرى
..
As.abboud@gmail.com
المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=131&id=201663