سيرياستيبس :
يرى الباحث الاقتصادي عصام تيزيني أن أهم الصعوبات التي تواجه الصناعة السورية اليوم هي انتقال الصناعيين من جو العمل تحت ما يسمى “حماية الصناعة الوطنية” إلى جو العمل في ظروف الانفتاح، والتنافس مع ما يأتي من الخارج، حيث انعدمت الحماية الموجهة، التي بدأت أول تسعينيات القرن الماضي، عندما بدأ وعي الجيل الثاني من قتلة الاقتصاد ومصاصي دماء البسطاء، حيث تشكلت حينها ثقافة الدعم الوهمي للصناعة والحماية، ومنع استيراد المنتجات المماثلة فصارت مراكمة الثروات أمر سهل بسبب إقصاء المنافس..
إنها الحماية الموجهة “السم الذي قتل الصناعة الوطنية وإبداعاتها، هذه
الحماية التي كانت تخدم الصناعي فقط أما المستهلك فهو آخر المستفيدين بدل
أن يكون أولهم، وهذا ما يفسر اعتراض الكثير من الصناعيين الآن، على إنهاء
سياسة إحلال بدائل المستوردات التي كانت معتمدة، هذه السياسة التي دمرت
الصناعة السورية، لأنها جعلتها تتراخى وتهمل نفسها، وكل ذلك كان يتم بأيدي
الصناعيين أنفسهم ونفوذهم وضغطهم وخصوصاً الحيتان منهم وبالتعاون طبعاً مع
وزراء السلطة البائدة..!
المشكلة الحقيقية التي تواجه الصناعي السوري الآن متعلقة به نفسه وبقدرته
على التنافس، واقتناعه بمنطق الربح الناتج عن الكفاءة، وليس الربح الناتج
عن الحماية، أما الحديث عن طلبات من الحكومة الحالية بحماية وكهرباء وتخفيض
ضرائب وسيولة، ونقد وسعر صرف وسواها (طبعاً مع أحقية بعضها)، فهذا من باب
الحفاظ على المصالح الخاصة وليس العامة، كما هو واجب على الجميع الآن والآن
ثم الآن تحديداً بحسب الحرية ..!
المصدر:
http://www.syriasteps.com/index.php?d=126&id=201655