سيرياستيس
نشرت محلّة “المجلة” تفاصيل جديدة عن قتل لونا الشبل مستشارة بشار الأسد واختفاء شقيقها ملهم، وحوار بين قاسم سليماني وعلي مملوك عنها، واتهام الاول لها بانها جاسوسة. – ولدت لونا الشبل في دمشق أول سبتمبر/أيلول 1974 لعائلة درزية، هجرها والدها لخلافات مع أمها نايفة التي كانت تعمل موظفة في حزب “البعث” الحاكم في سوريا، ومدرسة في مدرسة حكومية. – تتضارب الأنباء عن كيفية تعرفها إلى بشار الأسد، بين من يقول إنه تم بواسطة قطرية أو من يقول إن ذلك كان مبادرة شخصية منها. ولدت علاقة خاصة بينهما في عام 2008، وكانت تزور دمشق سراً للقائه، قبل أن تظهر على قناة “دنيا” السورية الخاصة، في ديسمبر/كانون الأول 2011 لتقول إنها استقالت من قناة “الجزيرة” في 5 مايو/أيار 2010 وترغب بوضع “خبراتها” تحت تصرف النظام السوري. -بداية عملها كانت في مكتب الأمن الوطني الذي ترأسه لاحقا اللواء علي مملوك، قبل انتقالها إلى الرئاسة في فبراير/شباط 2012، مسؤولة عن المكتب الإعلامي الذي كانت تديره بثينة شعبان حيث ظهر صراع حاد بينهما لنيل رضا الأسد. وحسب مقربين ومعلومات “المجلة”، حذر ماهر كما حذر قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني (اغتيل بغارة أميركية في بغداد بداية 2020)، مستشاري الأسد من لونا. وهنا نص حوار دار باللغة العربية بين قاسم سليماني ومدير مكتب الامن الوطني علي مملوك نهاية 2019: * سليماني: من هذه؟ – مملوك: هي لونا الشبل، مستشارة السيد الرئيس. * سليماني: أعلم أعلم، لكن من هي في الحقيقة؟ أين كانت تعمل؟ – في قناة “الجزيرة”. * وكم كان راتبها؟ – لا أعلم. * أنا أجيبك… 10 آلاف دولار. وكم راتبها اليوم؟ – لا أعلم. * أنا أجيبك… 500 ألف ليرة سورية، فهل يعقل أن تترك 10 آلاف دولار من أجل 500 ألف ليرة سورية؟ إنها جاسوسة. مع ذلك، قرّبها الأسد وجعلها مستشارة إعلامية وأصدر مرسوما رئاسيا بمنصبها، وقرّبتها أسماء وجعلتها عضو مجلس أمناء في جامعة “المنارة” الخاصة، قبل أن تغضب عليها وتبدأ في إقصائها مع مطلع عام 2023. – كانت لونا تقول للمقربين منها: “يجب أن أكون السيدة الأولى”، وعندما مرضت أسماء بالسرطان مرة ثانية في مايو/أيار 2024، أضافت: “إن شاء الله بتموت”. – في يونيو/حزيران 2022، أسست مطعماً روسياً فارهاً في منطقة المزة باسم “ناش كراي”، قيل إن الأسد اشتراه لها، ثم قامت ببيعه إلى رجل الأعمال أبو علي خضر بأضعاف ثمنه، تقرباً منها ومن الأسد. من هذا الباب، بدأت أسماء تتساءل عن مصدر ثروتها. وفي المقابل، بدأت لونا تبث أقاويل بأن “الست أسماء” تتحكم بمفاصل الاقتصاد السوري. ♦️هكذا قتلت لونا الشبل واختفى شقيقها وزوجته تعرضت لونا لحادث سير على طريق الديماس وهي عائدة إلى منزلها في منطقة “قرى الأسد” يوم 2 يوليو/تموز 2024، أدخلها المستشفى وأدى لوفاتها في 6 يوليو. لكن صورة السيارة تظهر أعراضا خفيفة من الأذى على سيارة “بي إم دبليو” المصفحة التي كان يملكها زوجها. روى شهود عيان لـ”المجلة”، أن سيارة اقتربت منها وضربت بها، وقبل أن يترجل المرافق عمار، هجم عليها شخص مجهول وضربها في منطقة معينة في خلفية الرأس، ما أدى إلى شلل كامل ثم الوفاة. نقلت إلى مستوصف “الصبورة” قرب دمشق، وحضر زوجها عمار ومحمد حمشو رجل الأعمال المقرب من ماهر الأسد، ثم نقلت إلى مستشفى الشامي، حيث حضر غسان بلال معاون ماهر الأسد. وقال أحد الحاضرين: “عندما حاول المرافق عمار الحديث عما جرى معها، تم اعتقاله فوراً وأمام مرأى بقية الحراس والمعاونين”. أعلنت الرئاسة السورية وقتاك الوفاة ببيان مقتضب، وخرجت لها جنازة متواضعة، شارك فيها منصور عزام وزير الرئاسة في المستشفى فقط، ولم يخرج إلى مقبرة الدحداح في شارع بغداد بدمشق. كما شارك مدير مكتب الأسد وسيم الدهني، ومدير مكتب أسماء فارس كلاس (الذي كان يعرفها من سنوات)، إضافة لمحمد حمشو وأحمد الكزبري، رئيس اللجنة الدستورية في مجلس الشعب (البرلمان). – روى شاهد عيان لـ”المجلة”: “كان لدى لونا هاتفان محمولان. فقد هاتفها الشخصي، ليعثر عليه في سلة المهملات لاحقاً، وبقي هاتف محمول آخر مفقوداً”. قبل وفاتها، تم اعتقال شقيقها ملهم مع زوجته نسرين محمد في 26 أبريل/نيسان 2024، وأشيع بأوساط مقربة من إيران في دمشق، أنهما “كانا يعملان لصالح إسرائيل، وأنه كانت لهما علاقة بحيثيات الوفد الإيراني الذي تم استهدافه في 1 أبريل”، بغارات إسرائيلية أدت إلى مقتل سبعة مستشارين من “الحرس الثوري” الإيراني بينهم محمد رضا زاهدي، القائد الكبير في “فيلق القدس” وهو الذراع الخارجية لـ”الحرس”، ضمن التصعيد الذي بدأته تل أبيب ضد وكلاء إيران في المنطقة بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. – لم يظهر ملهم مجددا من بعدها والأغلب أنه قتل في أحد الأفرع الأمنية، وقالت لونا للمقربين منها إن “اختطافه” كان انتقاماً منها لأنها سجلت في خريف 2012 فيديو لأوستن تايس الصحافي الأميركي الذي اختفى في سوريا، على أساس أنه مختطف من قبل “داعش”. وقالت لمقربين منها: “تايس شاهدني أثناء التصوير وسرب اسمي للإسرائيليين” بعد هروبه من “الخطف” نهاية 2012، ولا يزال مصيره مفقودا. لم يظهر ملهم الشبل من بعدها، ولا أوستن تايس.
الخبير السوري
|