دمشق - سيرياستيبس :
أكد
الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف أنّ التصدير يُشكل أهم دلالات
التعافي الاقتصادي .. وكل الدول تُدلل على تطورها الاقتصادي بالانتاج
والتصدير .. ولكن التصدير
يحتاج الى توفر بنى تحتية قوية له بأن تكون أليات التصدير مُشجعة ومُحفزة و
مُحررة من أية عراقيل أياً كانت , والأهم أن يكون لدينا إنتاج محلي واسع
ومتنوع وجاهز للتصدير وللمنافسة في الأسواق التصديرية بالجودة والنوعية
وحتى الكميات فعندما نقول أننا نصل بمنتجاتنا الى 110 دول فيجب أن تكون
الكميات و الارقام " محرزة حسب تعبيره " ..
مشيراً الى أن جل المنتجات التي تستهدف التصدير في سورية تعتمد على مواد أولية مستوردة على حساب المواد المنتجة محليا 100 %
وهذا
يقودنا للحديث عن انسيابية المواد الأولية من الخارج خاصة في ظل وجود منصة
التمويل التي ابتدعها المركزي وكانت سبباً " اعترف به الجميع من صناعيين
وتجار " بأنّه عرقل الانتاج المحلي وأفقده قدرته على المنافسة وزاد من قسوة
الأمر الضغوط الأخرى المتعلقة بالضرائب والجمارك والتي كبلت الانتاج
بمصاريف وتكاليف لم يكن لها أي ضرورة إلا "الفساد"
وبالتالي
نستطيع القول أن المنتج السوري ومنذ سنوات سجل عجزه في الأسواق التصديرية
بسبب فقدانه القدرة على المنافسة السعرية نتيجة ارتفاع تكاليفه , وهناك
أسواق كاملة " يقول الدكتور يوسف "خسرناه بسب ارتفاع تكاليفنا وليس العراق
إلا مثال واضح كيف تمكنت البضائع التركية من احتلاله على حساب المنتج
السوري .. وأنا هنا لا
أقول أنّ التصدير مُعدم بالتأكيد هناك صادرات ولكن هل هي بالمستوى الذي
يعول عليه لتحسين الميزان التجاري وتأمين تدفق مهم للقطع الأجنبي ..
بالتأكيد لا ؟
وأضاف
: طالما أن المنتج السوري يُكلف أكثر من منتجات الدول الأخرى المنافسة فلن
يكون التصدير بخير , وسيظل بعيداً عن احتلال مكانته المنشودة بأن يكون
أحد روافع التعافي والنمو في البلاد ..
الدكتور
عمار يوسف : تحدث عن عوامل أخرى تجعل من التصدير أمراً صعباً للغاية وهي
ارتفاع اسعار حوامل الطاقة كافة وخاصة الكهرباء وهذه تزيد من الاعباء
والتكاليف على المصانع السورية وتجعل منتجاتها عاجزة عن المنافسة بدليل
اعتراف الصناعيين أنفسهم أن المنتج السوري أغلى من دول الجوار" وعودوا الى
تصريحات الصناعيين سواء في مجال الالبسة أو المنظفات وغيرها ؟"
وهنا
لابدّ من السؤال عن رؤية الحكومة للتصدير وكيف ستعمل على رفع أرقامه في
الميزان التجاري الخاسر بامتياز رغم كل عمليات الشد والترشيد ..
الدكتور
عمار يوسف قال : اليوم ننتظر تنظيم معرض للتصدير و هو حدث مهم لاشك ولكن
هل رتبنا أمورنا جيداً ليكون هذا المعرض منطلقا لتوسيع دائرة التصدير, هل
حددنا ماهي المنتجات السورية الحصرية التي لايمكن منافستها أم أنّه لم يبقى
لدينا هكذا منتجات, وهنا لابد من التأكيد على موضوع المنتجات الحصرية التي
تُنسب لسورية دون سواها , مع الأخذ بما مافعلته الحرب والسياسات الفاشلة
التي أفقدت سورية منتجاتها الحصرية , واستعادتها يحتاج الى جهود ليست
بالقليلة .
ثم
لابدّ من التساؤل عما إذا كان ما سيحصل عليه المصدرين من تسهيلات خلال
معرض الصادرات المرتقب كافياً لنقول أننا نوشك على البدء بعملية تصدير
واسعة ومستدامة , أم أنّ الغاية هي ما سيتيح المعرض تصديره من خلال المزايا
الممنوحة له , طبعا هذا لن يكون كافيا ولا استراتجياً ؟
الخبير
الاقتصادي شدد في حديثه على أنّ التصدير عملية متكاملة يقف خلفها عملية
انتاجية متينة وفريق اقتصادي يعرف الى أين سيصل في كل خطوة انتاجية
وتصديرية في آن معاً بحيث يجب أن لايغيب أي تفصيل لا في الانتاج ولا في
التصدير مؤكداً أنّ إتمام العملية هوالكفيل بتحويل سورية الى بلد منتج و
مُصدر
إذاً
حين نتمكن من تأمين انسياب سهل للمواد الأولية ونوفر حوامل الطاقة و نؤمن
البنى التحتية ونحرر الصناعين والتجار والمصدرين من المنغصات الكثيرة التي
سببتها السياسات الضريبية و الجمركية و نُحسن ترتيب القرارات الاقتصادية
المحفزة للإنتاج والتصدير وقتها سيكون قطاع التصدير رافداً للاقتصاد و
للتنمية في البلاد أخير
يقول الدكتور عمار يوسف .. بالمختصر المفيد : إذا أردنا أن نستعيد قطاع
التصدير فعلينا أن نؤمن انتاجا بتكلفة وجودة تمكننا من المنافسة في الأسواق
التصديرية " ولنعلم أنّ المؤتمرات والمعارض هي انعكاس لكنها لاتكفي لحل أزماتنا الاقتصادية .. لأن "العربة قبل الحصان
|
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق
.gif){kind=logo}
