سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:16/10/2025 | SYR: 02:23 | 16/10/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 هل تلتقط سوريا عروض “الإبهار الصيني”..
سباق القطارات السريعة يطوي حقبة التقنية الروسية المتواضعة
16/10/2025      


سيرياستيبس 


لم تظهر الصين بصفة مستعجلة في المشهد السوري الجديد، فسياسة “الدم البارد” تبدو مجدية ومجزية في عرف “التنين”.
لم تسابق الصين الولايات المتحدة الأميركية للفوز بحصة كبيرة من الفرصة السورية، كما لم تزاحم الخليجيين ولا الأتراك، بل انتظرت هدوء العاصفة لتبدأ استهداف الاستثمارات الكبرى التي هي أكبر بكثير من قياس الدول الأخرى التي تعتزم اقتحام المضمار السوري بمجرد أموال لا بخبرات وقدرات تكنولوجية كبيرة ولا بسيرة ذاتية يمكن أن تكون مرجح لكافة البحث عن فرص استثمار.
وإن كان للصين باع طويل في مختلف مجالات الاستثمار، ولديها “فتوحات” حقيقية فيها، إلا أنها أثبتت أن لديها قدرات استثنائية في قطاع النقل بكل تشعباته، فهي التي استعرضت إنحازاتها في مجال النقل السككي، وتحدثت العالم بشكل غير مباشر بما أنتجته من قطارات خارقة السرعة، كما اختراع حلول غير تقليدية في مجال الطرق والجسور…
وقد يكون من الجيد أن الحكومة السورية تحاول التقاط الفرصة الصينية، كما تحاول الصين “صيد الفرصة السورية”.. وقطاع النقل هو المرشح حقيقة لبلورة آليات تعاون تقوم على مصالح الطرفين.
رأس الخيط
بالأمس عقدت وزارة النقل السورية اجتماعاً تشاورياً عبر تقنية الفيديو من دمشق، مع وفد من الشركتين الصينيتين (CCECC) للإنشاءات الهندسية المدنية، و(CRCC) لبناء السكك الحديدية، لبحث آفاق التعاون في مشاريع النقل البري والسكك الحديدية، وتعزيز فرص الاستثمار في البنية التحتية للنقل في سوريا.
بين البروتوكولي والعملي
وإن بدا كلام وزير النقل يعرب بدر بروتوكولياً ـ كما عادة المسؤولين السوريين تاريخياً ـ إلا أنه يشكل خطوة تنطوي على بوادر ونيات مطمئنة الجانب الصيني، فهو يشدد على أهمية فتح آفاق جديدة للتعاون الدولي، ولا سيما مع الشركاء من الدول الصديقة كالصين، مشيراً إلى أن المشاريع التي تجري دراستها وتنفيذها اليوم، تشكل ركيزة أساسية في عملية إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية، وتُسهم في تعزيز الموقع الجيوسياسي لسوريا كممر استراتيجي للتجارة والنقل بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب.
وأن الوزارة تعمل على أن تكون مشاريع النقل قاطرة تنموية حقيقية تدعم الاقتصاد الوطني، وتخلق فرص عمل، وتُسهم في التنمية المتوازنة على مستوى المحافظات.
براغماتية مشروعة
 الوفد الصيني كان أكثر وضوحاً ومباشرة، وقدم عروضاً فنيةً عن أبرز مشاريع الشركتين المنفذة عالمياً في مجالات النقل، ومنها خط القطار فائق السرعة جاكرتا–باندونغ في إندونيسيا، والطريق السريع شرق–غرب في الجزائر، إضافة إلى مشاريع مترو في عدد من العواصم.
مشاريع استراتيجية
لدى وزارة النقل عدداً من المشاريع الكبرى قيد الدراسة والتنفيذ في قطاع النقل البري، منها الطريق السريع شمال–جنوب: من الحدود التركية إلى الأردنية، مروراً بمحافظات إدلب، وحماة، وحمص، ودمشق ووريفها، ودرعا، مع دراسة امتداده إلى مدينة حلب.
ومشروع الربط السككي الإقليمي: لتوصيل شبكة السكك الحديدية السورية بدول الجوار ضمن ممر شمال–جنوب يربط أوروبا بالخليج وخليج العقبة.
ثم مشروع نقل الفوسفات بالسكك الحديدية من مناجم مهين إلى ميناء طرطوس.
ومشاريع مترو وقطارات إقليمية في دمشق إضافة إلى مشاريع رقمية تشمل منصة إلكترونية لنقل البضائع، وتسجيل المركبات إلكترونياً، وأنظمة حجز ودفع التذاكر، وربط المقاييس الإلكترونية في المرافئ والمعابر.
كما ناقش الطرفان سيناريوهات رفع كفاءة النقل السككي بسرعة تصل إلى 250 كم/ساعة، مع التأكيد على أن التنفيذ مرهون بالدراسات الاقتصادية والتمويل المتاح.
أدوات الحضور الأقوى
الصين ليست مستعدة لإقحام نفسها في المجالات السياسية بشكل مباشر..هي ذات أدوات اقتصادية حتى في حربها مع الولايات المتحدة الأميركية تستثمر قدراتها الاقتصادية، وتحقق إنجازات كبيرة في هذا المجال، وحققت حضوراً في منطقة الشرق الأوسط بعد أن ربطت المنطقة في إطار منظومة “بريكس” التي تقودها إلى جانب اتفاقية الحزام والطريق التي بالتأكيد ستلعبها الصين لاحقاً كورقة بالغة القوة في المنطقة ” سوريا وقعت على الاتفاقية في 2019″..فيما يقتصر الحضور الأميركي على القواعد العسكرية..والأوروبي على المشاركة في مايسمى “التحالف” والظهور في الجو بطيران يجري الإعلان عن جنسياته الأوروبية بين الحين والآخر..
جدير ذكره..أن الخطوط الحديدية السورية هي من إنشاء روسيا في عمانيات القرن الماضي، وهي متخلفة وذات سرعات وحمولات تشغيلية متواضعة بكل معنى الكلمة، لذا البديل الصيني يبدو جاهزاً وبإمكانات أبهرت العالم.


طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق