ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:26/04/2024 | SYR: 02:05 | 26/04/2024
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

 ويل لنا إذا أصبحنا أمة لا تأكل مما تزرع
قد أفلح من فلح الأرض .. وأفلحت الحكومة إن استجابت لمن يزرع
16/04/2020      



دمشق- سيرياستيبس :

بكل تأكيد فإن الحرب فعلت فعلها في الاقتصاد السوري وأحدثت فيه الكثير من نقاط الضعف التي جاء فيروس كورونا ليفصح عنها بشكل واضح وليعمقها ويعمق معها فقر الناس وتراجع قدراتهم المعيشية ..

لايبدو واقع الزراعة في سورية بتلك القوة التي تمكننا أن نقول أن البلاد مازال لديها أمن غذائي لطالما تغنت به ولطالما كان عونا لها في مواجهة سنوات الحرب على أنه يمكن القول أن نفس الواقع الحالي للزراعة قادر على أن يكون قويا إذا ما كان خييار الدولة للعبور به الى ضفة النجاة الغذائي ؟ .

اليوم لاتبدو الخريطة الزراعة في سورية بذلك الاكتمال خاصة مع استمرار تواجد المحتلين والإرهابين في مناطق حيوية كانت مصدر لعناصر مهمة في أمننا الغذائي والطاقوي ونقصد المنطقة الشرقية وإدلب ومساحات مهمة من ريف حلب .. ولعل كل تلك الجهود المهمة التي بذلك طوال السنوات الاربع الماضية لم تكن لتعيد القوة للقطاع الزرعي بعد أن أصبحت العوامل المؤثرة عليه أقوى من تلك الجهود في ظل الحصار وارتفاع الاسعار والتكاليف والتي هي فوق طاقة احتمال المزارعين والفلاحين كبيرهم وصغيرهم

ومع ذلك لازال هنا فرصة للتعويل على شجاعة أصحاب الارض خاصة وأن الواقع بدأ يكشف عن حتمية العودة للأرض والزراعة لأبسط سبب وهو توفير الغذاء الأمر الذي يمكن أن يتم مع توفر المزيد من الدعم الحكومي للقطاع الزراعي وبأليات جديدة تأخذ بالحسبان أنّ هذه البلاد يجب أن لاتفقد أمنها الغذائي ولابد من استنهاض كل امكانيتها حتى مع تعطل المنطقة الشرقية ففي البلاد من الاراضي والسهول ما يطعم دولا وليس دولتنا فقط ..

مهما كان استيعابنا لمافعلته هذه الحرب ومهما كان إدراكنا لوباء كورونا سواء كنا مقتنعين بأنه وباء أم كان لدينا تصور بأنه مؤامرة على البشرية فلنقسم تصورننا بين المؤامرة والوباء

فإن كان الوباء مؤامرة لتفليس البشر فبكل تأكيد من الواضح أن هناك الكثير من الشركات قد أفلست وسيكون هناك المزيد من الافلاس الذي قد يطال الحكومات والدول أيضا , و هذا سبب قوي بأن يكون خيارنا في سورية العودة الى العمل بكل أشكاله وخاصة الى الزراعة ومن ثم الصناعة

وعلينا أن ندرك أن حكومتنا اخذت كل الأجراءات اللازمة لمواجهة الفيروس ونتمنى أن نكون دولة محظوظة لايتفشى فيها الوباء ..

طبعا تحقق أمنياتنا بأن لاينتشر المرض مرتبط بالقدر الكافي من الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة وأيضا بالقدر الكافي من التقيد بهذه الاجراءات من قبلنا جميعا ..

بالمقابل فإنّ الأقتصاد ليس بالأماني .. بل بامتلاكنا القدر الكافي من الحكمة والاقتناع بأنه استغلال الممكن والمتاح من الامكانيات والموارد عبر ابتكار الممكن وأستعمال المتاح للنهوض ببلدنا وبداية العمل تكون بمعرفة ما هو الممكن والمتاح في بلدنا الخيرة التي تنضح خير وبركة من أرضها والإيمان بهمة أهلها وبركة الله على هذه الارض ما يمكن معه الايمان بأنّ المتاح هو البركة والممكن هو الأنتاج الزراعي والصناعي

يقول صناعي سوري معروف" نحن أبرع البشر بالزراعة والصناعة فأين الخطط والتحفيز والرؤية لنزرع ونصنع وننهض مجددا لنكون أكثر قوة وأكثر قدرة على مواجهة الظروف التي تزداد صعوبة وقسوة

إذا تتقاسم أسباب عدة مايعاني منه السوريين وطالما أن الأزمة السورية التي لا تنتهي إلى حلول وتسويات حتى الآن بفعل مصالح منظومة الدمار والنهب الدولية والمحلية و التي تعمل وتساهم في تحول ملايين السوريين إلى جوعى وتهدد بالمزيد... وتتكاتف القوى الدولية والمحلية في التعدي على السوريين وموائدهم في كافة الجوانب التي تؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء ما يجعل الجميع في المواجهة وبقدر ما تتمكن الدولة من الاستجابة لرغبات واحتياجات النهوض الزراعي وإجراء المقاربة الصحيحة لمتطلباته بشكل واقعي بعيدا عن التنظير فإن سورية بكل تأكيد ستتمكن من امتلاك طوق النجاة في عالم يتغير الى الأسوأ وحيث تبدو اللقمة تحديا بارزا قد يفقد الكثير من الدول دفة القيادة اذا لم تعمل بشكل حقيقي على التعامل معها بوعي وبفكر استراتيجي والاقتناع بمقولة " ويل لأمة تأكل مما لاتزرع "

هامش 1 : لابد من انها حالة الهيمنة على الانتاج الزراعي التي يقوم بها تجار وحلقات وسيطة بشكل جعل الفلاح هو الحلقة الاضعف

هامش2 : لابد من اخذ واقع تهريب الخضروات والفواكه في بعض المناطق الحدودية وصولاً إلى البيض، بكثير من الاهتمام خاصة وأن هذه التجارة غير المنظمة ستتوسع مع ارتفاع أسعار الغذاء العالمية واشتداد حدة تأثير الأزمات المالية الدولية على دول الإقليم من لبنان إلى الخليج.

هامش 3 : على الحكومة أن تتعامل مع ارتفاع أسعار الأسمدة بكثير من الجدية إن كانت ترغب فعلا بإنعاش القطاع الزراعي وامتلاك ناصية الغذاء

هامش 4 : بنفس القدر على لابد من إجراء ملراجعة لسياسة الاقراض الزراعي . وتأمين البذار وكلف الطاقة فكلها مفاتيح يجب امتلاكها للعبور من خلال الابواب الصحيحة .

هامش 5 : العقوبات المفروضة على سورية يمكن أن تكون شماعة لترك القطاع يهلك أو أن يتم تحويلها الى نقطة قوة تكرس مبدأ الاصرار على التحدي والمواجهة والنهوض بالزراعة مجددا ؟ ..

وفي كل ذلك يمكن القول إن الوضع الزراعي المترنح في سورية مهدد فعلياً، فمنظومة الإنتاج الزراعي مستمرة لأن سكان الريف في سورية لا زالوا يشكلون نسبة تقارب 47%،

المزارعون اليوم يزرعون أراضيهم معتمدين على الدين والضمان وتأجير الأراضي، يعتمدون على زراعة قليلة التكلفة بتقليص استهلاك السماد واسترخاص في أنواع البذار، واعتماد الزراعة البعلية المتروكة لتقلبات المناخ، ولكنهم بالنهاية يحاولون... والنتيجة غلّة أقل وعوائد قليلة ومخاطر عالية ولكن لا خيارات أخرى. أما المستجدات المتعلقة بارتفاع أسعار السلع العالمية فهي ستزيد كلف المزارعين وستزيد نشاط تهريب الإنتاج الزراعي وستقلص الطلب المحلي، وستفاقم أزمة الجوع إذا لم تحدث تغيرات تعطل آليات منظومة النهب الدولية والمحلية اللتان لا تنفصلان عن بعضها البعض. إنهاء الحرب، إزالة كل القوى والحواجز والعوائق التي تقطع أوصال البلاد، رفع العقوبات، استرداد أموال الثراء من الجوع وإنهاء احتكار الغذاء، تخصيص الأموال لدعم الإنتاج الزراعي زيادة المساحات والغلة وأعداد الثروة الحيوانية ومنتجاتها، تجارة خارجية منظمة للغذاء تعادل حاجات الاستيراد مع تصدير الفوائض، وتجارة داخلية للغذاء تجعله قابل للاستهلاك ومتاحاً للجميع وتعوض الملايين عن جوع السنوات الماضية.


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق