سيرياستيبس :
لا أحد مع قانون قيصر بالمطلق .. لأنه ببساطة من أصل تدوينه و إطلاقه استهدف السوريين .. كل السوريين .. و وحدهم كانوا الهدف و وحدهم دفعوا الثمن .. و بالتالي كل من يحفل بقيصر اليوم هو ليس بسوري .. وليفهمها الجميع .. و حتى تفسير المواقف و قراءة الاراء على أساس انت مع أم ضد الغاء القانون سيء الذكر ، هو موقف مدان .. حتى ليبدو البعص بحماس المخبر المباحثي للاتهام المجاني ..
أنت تحاول أن تستطلع حالة القانون المذكور مستمتعا بالخناق يضيق على روحه ، فيأتيك من يفسر حالتك مهما بلغت اللهفة للخلاص من هذا القيد الدولي على شعبنا و اقتصانا ، بأنك تحزن لموت القانون ... !!
لماذا .. ؟؟ لماذا لا يكون ذاك من شدة خوفك على الفرحة يجلبها الغاء القانون فتكاد لا تصدق ، و تبحث عن اي احتمال خرق في اعتماد الالغاء بما يعيدنا ولو خطوة واحدة إلى الوراء ..
لنكف عن العبث الصبياني و تفصيل الاتهامات ، نحن السوريين جميعا أيدينا في النار ..
بالتأكيد قطعنا شوطاً كبيراً في انهاء و جلاء العقوبات و المواقف الدولية عن اقتصادنا و أعمالنا ، و بشكل خاص و متقدم في الخلاص النهائي من كابوس قيصر ..
مبارك لنا و مشكورة كل الجهود الطيبة المتميزة التي اوصلتنا إلى هنا أينما كنا نقف من هذا القانون و غيره من اشكال العقوبات المفروضة علينا .. العمل لالغاء هذا القانون و وضع سورية و نشاطها الاقتصادي و التجاري في موقعه الصحيح الذي يجب أن يكون هو تجربة متميزة تستحق كل التقدير ، أينما كنا اليوم .. من ذلك كله .. و يجب أن نكون جاهزين للانطلاقة المفترضة الي كان يعيقها قيصر .. من الضروري أن يعي الجميع أن قيصر و من في فلكه لم يعد من الممكن استخدامها كمبررات لحالة تكاسل أو تخاذل أو فشل تواجه اقتصادنا بالتحديد .. فقد عرف العهد السابق عديدا من محاولات التبرير للتخاذل و حتى للفساد على أساس أنّ العقوبات هي التي فرضت واقعاً كارسياً متنامياً كان .
يمكن في هذا الاطار ملاحظة انخفاض مستوي التفكير و التجريب للخروج من واقع اقتصادي كنا فيه و ما زلنا .. في حين أن الافكار و الاراء على صعيد الواقعين السياسي و الاجتماعي تستمر فيه المناظرات و العصف الفكري .. و هو جيد بأي مستوى كان ، ولا بد أن يحقق بالمحصلة مخرجا للواقع السياسي و حتى الاجتماعي ، في حين لا نرى مثل هذه السخونة في التعامل مع الواقع الاقتصادي مع انه لا يقل عنها حاجة لإعمال العقل و الابتكار ..
هي مرحلة إطلاق العقل و العدول الكلي عن الشك و الاتهام .. احيانا تصل الامور الى درجة مضحكة .. كأن يعتبر أحد مؤيدي الحكومة أنّه مالم تكن معه بل و باشرافه فأنت مع بشار .. هذا لا يجوز بحق سوريا و الشعب السوري ..
سوريا كبيرة ومهمة بتجربتها و تاريخها . وليس من حق أحد أن يلزما بموقف معه أو مع غيره ... لكل سوري أن يحكم عقله فيختار ما يرضيه و يعرض عما لايعجبه .. و ليس من حق أحد أن يلزمه ، تكون معنا أو انك هناك ..
لا يا سيدي انا لست معك و لست هناك .. انا هنا مع بلدي اقف معه و أناصر حاملي راياته و قادته .. يدفعني إلى ذلك و يحملني اليه صدق الرأي و الرؤيا ..
ثم .. ان كنا نفترض انها ثورة الشعب المنتصرة ، فكيف لنا ان نعود بفهم حالتنا من خلال الواقع الذي كان . و الذي قامت الثورة عليه و ضده .. لا يجوز ابدا أن تقارن ايامنا الراهنة و التي نأملها قادمة بالماضي الذي رفضناه و ثرنا عليه .. خصوصا إن كنا نتخذ من هذه المقارنة ، محاولة تسلطية على الرأي الأخر ..
انتصرت الثورة .. مبارك لنا .. وإلى خريطة البناء و دروبه
..
As.abboud@gmail.com