سيرياستيبس
كتب أسعد عبود
وإن استفسرت جابهوك بسؤالهم المغرض : أين كنت عن الاستفسار فيما مضى .. اتراهم يمضون و بصرهم إلى الوراء
يقيسون على ما مضى .. أم على ما هو قائم و قادم ..؟! القياس على ماكان هو تصغير للحدث و احباط لنتائجه التي ننتظر أن ترتسم حقائق واقعية عملية على الارض .. أم أننا اكتفينا حيث وصلنا في القفزة الاولى ..!!
الطريق لوعلمتم طويل وفيه قفزات .. فما بالهم الديكة الذين يزعمون انهم اصحاب النصر .. ان كانوا ينظرون طويلا إلى سيرة الماضي ، ألا يرون ماذا فعل بالذين قبلهم انهم ظنوا أنفسهم منتصرين ..
بكل الاحوال نبارك النصر الذي رسمه سقوط النظام المفلس الذي كان .. و فقط .. نحن يصعب علينا اليوم قراءة خطوات اعمق أطول أبعد في مشوار النصر ، و ننتظر الاعلام الحقيقي الصادق الفاعل و هو غير ذاك الحديث الممجوج الذي برسمه تصايح الديكة ..
نحن نبارك بعبارة كل عام و جميعنا بخير .. و هو اشبه بدعاء لا يفترض ابدا اننا حققنا الخير للذي نريده و يلزمنا و عنه نبحث ..
فلنحذر جميعا تغطية الفجوات بالقبوات .. فما زال على هذه الارض السورية من يبحث عن فرصة عمل و حلم أمان و نبض للكرامة لا يتوقف .. ذاك هو مشوار للنصر لن يكون إلا بسورية واحدة موحدة يجد فيها كل سوري كرامته و فرصة عمله و القانون الذي يحميه و يضمن مسيرة العدل و المساواة بالعقل و العلم .. ذلك كله تحدده مصالح الناس الباحثين عن العدل و المساواة ..
فإما نكون في سورية الواحدة الموحدة و إما لا نكون ، كفانا نعرض ارواحنا و ديارنا وشعبنا لمغامرة التيه .. !! .. علاج التيه في التفاهم .. و مصنع التفاهم في اللقاء الاعم الاشمل الاقدر على تمثيل رغبات الجميع .. دون شرط التبني بل بشرط الحوار و التفاهم حولها و حسب ..
في مقال لي الاسبوع الماضي على هذا الموقع تماما ذكرت بنية طيبة بالأهمية الفصوى للعمل على جبهة الداخل .. فمع أهمية الانتصار على جبهة العمل الخارجي لا بد من الانتباه بقوة لحالة الداخل .. وقد تلقيت تفاعلات على ذلك مهمة .. لعل أهمها من انسان كبير يقدره و يحترمه كل من عرفه هو الشاعر الكبير و الصحفي أيضا ، الصديق علي كنعان .. كتب حول ذاك المقال :
عرض واضح وبليغ لبعض المشكلات الأساسية والسعي لحلها.. والمرايا الخارجية ليست أكثر من ديكور، ويكفي أن نرى أن العدو احتل جبل الشيخ وصارت دمشق في مدى مدافعه ودباباته… ولا بد للالتفات بتركيز أولي على الداخل.. كي يحقق النظام مناعته الداخلية بالاعتماد على الشعب وبناء العدالة الوطنية والمساواة في الحقوق والواجبات على أساس القانون… ولا أدري كيف يمكن لسلطة انتقالية أن تبني دولة سورية بلا دستور ولا انتخابات بداية من الانتخابات البلدية والسير صعدا حتى البرلمان…
وإن لم نحقق ذلك سوف نبقى نجوم السياحة والبهرجة الغربية، وخاصة أن بلادنا ما زالت تحت الفصل السابع وكأننا ما زلنا تحت سلطة بيت الأسد!
وطوبى لكل من يضع حجراً لبناء سورية الجديدة، بعيدا عن الأبواق والطبول … وإلا سوف نبقى كالعنكبوت الذي يبني بيته من السقف!
هكذا يختتم ابو رؤيا ما كتبه و معه نقول :
طوبى لهم اولئك البناة ، وهم ليسوا حلما بل حقيقة منظورة مسموعة قابلة لكل عمل و تفاعل ..
رغم مضي عام . لم يتجاوزنا القطار ولا الزمان .. بل نحن الذين إليه ساعون و متهمون غالبا بالتسرع .. ذلك أننا ، من شدة ما عانينا اصبحنا نخاف على فرحة بشرونا بها و ننتظرها
..
As abboud@gmail.com