سيرياستيبس :

أثار رد وزير الاقتصاد والصناعة في الحكومة السورية الانتقالية، نضال الشعار، جدلًا واسعًا بعد أن انفعَل خلال مقابلة تلفزيونية مع أحد الصناعيين السوريين، على خلفية سؤال حول تدني أجور العمال مقارنة بتكاليف المعيشة.

نقاش محتدم حول واقع الأجور والخبز

جاءت الحادثة خلال لقاء على " سوريا الآن " ، بحضور مجموعة من الصحفيين والصناعيين، وتناول الحوار أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد السوري وواقع الصناعة المحلية في ظل الأوضاع الراهنة.

وخلال اللقاء، علّق أحد الصناعيين قائلاً:

“أنا لا أقبل أن يتقاضى العامل السوري 150 دولاراً فقط في الشهر مقابل تأمين الخبز… هذا غير منطقي.”

وقد أثار هذا التصريح رد فعل قوي من الوزير الشعار، الذي رفض بشدة مقارنة أجور العاملين بواقع الخدمات الحالية، قائلاً:

“لا تقارن معيشة المواطن بالخدمات… ولا تتحدث عن موضوع الكهرباء معي.”

الشعار يدافع عن الحكومة: “نحن نخدم المواطن”

في معرض رده، اتهم الشعار الصناعي بالمزايدة على حساب لقمة عيش المواطن، مؤكدًا أن الحكومة تعمل جاهدة لتوفير متطلبات الحياة رغم التحديات. وأضاف:

“لا تزاودوا علينا بلقمة المواطن… نحن في الحكومة حياتنا مرهونة لخدمة الناس.”

وأوضح الوزير أن الحكومة استجابت لبعض مطالب الصناعيين، من خلال خفض سعر بدل الكهرباء بمقدار 5 سنتات، معتبرًا أن ذلك يخفف العبء عن أصحاب المشاريع والمصانع. كما أشار إلى أن تكلفة العمالة في سوريا منخفضة بطبيعتها، مضيفًا:

“اليد العاملة لدينا رخيصة… سواء أعجبنا ذلك أم لا.”

تحدٍ مباشر للصناعيين

وختم الشعار حديثه بسؤال وجهه للصناعيين:

“إذا خفّضت الحكومة سعر الكهرباء إلى أقل من الثلث، هل ستقومون بتعويض العامل من الفرق؟”

ليجيب بنفسه أن هذا الأمر لن يحدث، رغم أن الصناعي الحاضر وافق على الاقتراح قائلاً: “رح ينفرض هذا الشيء.”

 خلفية الأزمة: ارتفاع تكاليف المعيشة وتدهور الأجور

تعاني سوريا من أزمة اقتصادية خانقة أدت إلى انهيار القدرة الشرائية للمواطنين، حيث تُعد أجور العاملين منخفضة بشكل كبير مقارنة بتكاليف المعيشة الأساسية، مثل الخبز، الكهرباء، والوقود. وفي ظل هذا الواقع، تتصاعد المطالبات بتحسين الرواتب وتوفير دعم حكومي فعّال للأسر ذات الدخل المحدود.