سيرياستيبس :
كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص :
يحتاج ذلك و بصورة طبيعية ، اولا وقبل كل شيء استتباب الامن بما يتيح فرصة
العمل دون خوف .. ثم المال بالضرورة ، والارادة و الذهن المناسبين . ذلك
يشكل أرضية ضرورية للاستثمارات الاقتصادية في مشاريع صغيرة او كبيرة .
انا هنا أدور حول المشاريع الصغيرة التي ارى انها انسب لمقاومة حالة الفقر
الضاغطة التي تحتاج شيئا اكيداً من العمل للانقاذ . كما أن البيئة
الجغرافية القائمة اليوم ، والبيئة الاجتماعبة ، تناسبها المشاريع
الصغيرة وما زلت احدثكم من الساحل ..
تشعرك المنطقة بجاهزية بيئية واجتماعية لمحاربة الفقر و مقاومته .. لكن لا
يتوفر حتى اليوم اي برنامج للمواجهة إلا الهجرة .. و بتقديري أن معالجة
الفقر في المنطقة الساحلية و جوارها جبالا و سهولا يحتاج برنامجا خاصا لها
يضاف الى خطط التنمية الحكومية إن توفرت ..وهذا ما كررنا مرارا من اجله
ضرورة ان يتصدى له ابناء المنطقة المقيمين و المهاجرين للمهمة في اطار
مشاريع استثمارية غايتها الربح .. ولا بد من توفر جهود الحكومة ..في اطلر
توفير كل اسس الانتصار على الفقر قبل خوض المعركة .
كل ما يتوفر من هذه الاسس حتى الان هو الفقر و الارض و الناس ، وتغيب
الافكار المناسبة و المغامرة المحسوبة ، اما الأمن فهو متوفر بشكل نسبي وفي
تحسن ، لكنه بالتأكيد - حتى اليوم - لا يلبى حاجة المغامرة الاستثثمارية
بمشاريع صغيرة سريعة المردود . رغم أن كونها مشاريع صغيرة يخفف من ضغط
الحاجة لشرطي الامن و المال . حيث تستطيع اموال غير كبيرة يمكن أن تتوفر
لدى اناس عاديين من ابناءالمنطقة المقيمين و المهاجرين أن تجد فرصا قد تلبي
طموحاتها .. و من اجل ان تكون لا بد أن نبدأ بتصويرها واقعا ملموسا على
الارض ، و من أجل ذلك تحتاج همة الريادة التي تحتاج مشاركة من له مصلحة من
أصحاب خبرات و تجارب . واقع المنطقة اليوم رغم تفشي الفقر و الاختلال الامني وصولا الى انتشار
حالات الخطف و القتل كما تطالعكم الاخبار بشكل يومي في مواقع شتى .. كل
ذلك و لا يبدو هذا الواقع يحظى بكبير اهتمام الحكومة .. وقلما تنشغل فيه ..
علما انه أجدر بكثير من طوباوية الدعايات السمجة حول الابراج و ناطحات
السحاب و مدن السياحة و الالعاب المائية و غيرها . تتيح المنطقة الساحلية عديد الفرص للمشاريع الصغيرة منها ما جرى تجريبه و
منها ما لم يجرب و كلها مفيدة جدا تبدأ صغيرة و يمكن أن تتحول إلى اكثر من
كبيرة من عناوينها إضافة إلى السياحة و الصناعات الغذائية و الحرفية ..
صناعة حصاد و تخزين المياه الحلوة .. مياه الشرب .. تجهيز المخازن السطحية
الكبيرة لحصاد مياه الشتاء ، حيث ترتفع نسبة الهطولات في المنطقة و لا نحصد
منها أكثر من الثلث ، ويذهب ثلثان إلى البحر .. و المنطقة كما البلد تعاني
من اليوم من حاجة جزئية للمياه الحلوة .. إنّ توجه أصحاب أموال غير طائلة
الى توفير خزانات لجمع مياه الأمطار مشروعاً جديراً بالدراسة و التصميم و
التنفيذ .
وهو اضافة الى أنّه يناسب امكانات مالية صغيرة هو أيضا هام و حيوي
لامكانات كبيرة يناسب أن تشارك فيه الدولة التي لديها عديد البيانات و
التقارير التي تؤكد أن الحاجة للمياه الحلوة ستشتد باستمرار في البلد ككل و
في المنطقة الساحلية .. أخيرا اذكر بضرورة حماية و مساعدة الغابة و البرية في هذه المناطق .. ويعلم
كثيرون أن الظروف الصعبة التي عرفتها سورية في السنوات الاخيرة .. و الفقر
.. قد شدد من الاعتداء على البرية و الغابات .. وسيكون لنا عودة لذلك كله ..
As.abboud@gmail.com
|