سيرياستيبس
لم يقتصر افتتاح معرض دمشق الدولي مساء اليوم الأربعاء بدورته الـ 62 تحت شعار “سوريا تستقبل العالم” برعاية الرئيس أحمد الشرع، على البعد الاقتصادي والتجاري، إنما حمل في طياته بعداً سياسياً دلت عليه المشاركة الدولية الواسعة في حفل الافتتاح. ويعكس مشهد مشاركة 20 دولة عربية شقيقة وأجنبية صديقة (السعودية، الأردن، قطر، مصر، تركيا، السودان، بلجيكا، جنوب أفريقيا، الجزائر، ليبيا، باكستان، فلسطين، أبخازيا، إندونيسيا، مقدونيا، الفلبين، بولندا، التشيك، إلى جانب غرفة تجارة أوروبا) إضافة إلى ممثلين من البعثات الدبلوماسية المعتمدة في دمشق ورجال أعمال عرب وأجانب، ليس دعم تلك الدول لسوريا الجديدة في المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري فقط، بل أيضاً في المجال السياسي، وإصرار تلك الدولة على تكثيف هذا الدعم في كافة المجالات لتجاوز الصعاب التي تواجهها. ففي كلمته وبعدما نقل مساعد وزير الاستثمار السعودي عبد الله الدبيخي تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد. قال: إن معرض دمشق الدولي ليس مجرد فعالية اقتصادية بل رمز لتاريخ يمتد من عام 1954 عندما فتحت دمشق أبوابها للعالم، معتبراً أن سوريا لن تكتفي بأن تستقبل العالم من جديد بل ستلهم العالم من جديد. من ناحية ثانية، تعكس المشاركة العربية والأجنبية، الانفتاح الدولي على سوريا الجديدة وعودة من يحبها من الدول إليها، بعدما حول النظامِ البائد البلاد بسياساته وتحالفاته إلى بلد طارد للأصدقاء الأمر الذي أدى عُزلتها عن العالم. كما حملت الفعالية والمشاركة العربية والدولية الواسعة رسائل سياسية للدول التي مازالت مترددة بالانفتاح على سوريا، بأن السفينة تسير والانتظار لن يجدي، لأن التطورات الإقليمية والدولية والعالمية السياسية المتسارعة، كلها تصب في أن سوريا الجديدة ستكون دولة لها وزنها الثقيل في المنطقة والمحيط الإقليمي. ومما لا شك فيه أن إقامة فعالية بهذا الحجم الكبير، ومشهد الترتيبات الأمنية التي رافقتها، كل ذلك يؤكد زيف مزاعم أعداء سوريا الجديدة بأنها بلاد غير آمنة. والرسالة الأهم التي حملتها فعالية افتتاح معرض دمشق الدولي، هي أن الحكومة السورية مستمرة في سياستها وخططها وبرامجها ولن تتاثر بالضغوط والتحديات الخارجية والداخلية المفتعلة.
الوطن
|