كتب أسعد عبود خاص لسيرياستيبس :
أنا لا أتصنع الجهل بالأمر .. و أستطيع أن أقدر لوحدي أن صيغة الوضع العام
لكل ما يجري هي صيغة الحرية الاقتصادية .. وهذا طبيعي حيث نحن - كما نعلن -
نخرج من جحيم الاشتراكية !! .. لكن أحسب و أرى أن الحرية الاقتصادية ، أيضا تُخطط . و تُتابع خططها . و هكذا ييدو سؤالي جد مشروع .. في البدء انا أبارك للاشقاء المستثمرين السعوديين المشاريع التي تضمنتها
اتفاقياتهم مع الجانب السوري .. نحو ٤٦ اتفاقية بمجموع رأسمالي تصل قيمته
إلى ٦ مليات دولار امريكي .. و أبارك ايضا لسورية ، لطالما طال انتظار
السوريين لاستثمارات السعوديين ، بالتحديد . من الطبيعي ان هذه الاتفاقات
لا تتضمن مشاريع خاصة بنسبة ١٠٠% .. أعني ان الشريك السوري فيها ليس
بالضرورة قطاع خاص و حسب .. هناك مشاريع لا بد ان تكون الدولة شريكا بها ..
خصوصا منها التي تعتمد على استثمار ثروة وطنية .. أي ملكية عامة ..
مياه نفط ثروة أحفورية و غيرها .. و بالتالي يصح السؤال عن منهج التوجهات و
العمل الاداري و المالي .. نحن السوريين ،على كثرة ما عانينا مع القطاع
العام أو بالأصح عانى القطاع العام معنا ، صار عندنا عقدة اسمها القطاع
العام .. و الأدهى ، اننا اصبحنا نتخيل في نمو القطاع الخاص خلاصنا ، كل
خلاصنا .. إذن ، نفترض أن نهضة سورية الاقتصادية الراهنة تعتمد القطاع الخاص و حسب ..
لكن .. هل يوصلنا انتهاج الحرية الاقتصادية و أولوية القطاع الخاص إلى
الخلاص .. ؟! بالمناسبة عبارة قطاع خاص مثل عبارة قطاع عام كل منهما مرنة و تحتاج الى
عديد المحددات ليتضح الغاية منها أو من كل منهما .. من حيث ما نشر في
الإعلام حول الاتفاقات الموقعة مع المستثمرين السعوديين .. من الصعب
استشفاف .. الى أين نمضي ؟ و كيف ؟ .أابدا .. تقرأ عن مشاريع ضخمة عملاقة
هنا و هنا .. تكاد لا تستطيع الرؤيا و لا معرفة الهوية .. وكثيرا ما يطالعك
سؤال لماذا هذا و ما الحاجة إليه و ما هي الفرص أمامه .. تصور مثلا مطار
يتسع ل ٣٠ مليون مسافر .. لماذا ؟؟ و أين .. أو مشروع لتوسيع مطار المزة
حتى تعجز المزة كلها عن استيعاب المطار .. !! هذا ناهيك عن ناطحات السحاب
.. و خطوط الميترو .. و .. و ..
لا اريد ان اتسرع في اظهار استغرابي للأمر .. فقد اكون اقل طموحا من طموحات
الشباب .. اكتفي بتأكيد أمنياتي بالنجاح .. و ما نجاحكم الا نجاح لنا
جميعا .. انما اقول صادقا : أتمنى ألا تكون حصة المشاريع المتوسطة وحتى
الصغيرة قليلة في هذه الفزعة الاستثمارية .. سورية بأمس الحاجة لمثل هذه
المشاريع .. فإن كانت بقيت ليلقى لها على عاتق المستثمر الوطني السوري ،
فليمضي اليها .. فهي بالتأكيد واعدة و مبشرة لأنها تمثل الحاجة الحقيقية
للبلد و الناس .. و في هذا الاطار أدعو لفزعة استثمارية في الساحل السوري و
الجبال الموازية له ، حيث تتكدس الايدي العاملة ، وتتسع مساحة الاستهلاك
الضروري .. أعني استهلاك الضروريات .. غذاء.. دواء .. ماء .. سياحة ..
المنطقة جاهزة و تستحق .. وهي منطقة مأهولة بسوريين لا يريدون إلا سورية
الواحدة .. ولا يحتاجون - أكثر ما يحتاجون - إلا الأمن و الأمان.. أتخيل أن الحكومة تدرك ذلك ، و هي بلا ريب تعمل له ، وإن كنا لم نشعر بعد بالفزعة
بجانبها الايجابي ..
انا مع كل من يعمل لمشروع أي مشروع في الساحل او الجبل .. و. يستطيع أصحاب
الاموال في المنطقة ان يكونوا السباقين ..
سوريون حتى النفس الاخير .
As.abboud@gmail.com
|