سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:06/06/2025 | SYR: 20:47 | 06/06/2025
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE



خلطات كامبو


شاي كامبو


IBTF_12-18



 حماية صناعة النسيج المحلي كي نبقى نلبس مما ننسج ؟
دول تصدر البسة الى سورية بينما تمنع استيرادها حماية لصناعتها ؟؟
06/06/2025      




سيرياستيبس :
قبل أيام سألنا  صناعي سوري لديه معمل ألبسة داخلية عن عمله فقال حرفياً :" صناعة النسيج تبكي في الزاوية " وإذا استمر الوضع على حاله لبضعة أشهر أخرى فستكون صناعة النسيج في  "خبر كان " ستتوقف المصانع وقد تنتقل الى دول أخرى وسينضمُ عمالها الى جيش العاطلين عن العمل .. 
 سألناه  لكن لماذا , وقد تمت إزالة الكثير من العقبات التي كانت تتسبب في رفع التكالف كالمنصة والأتاوات على الحواجز ..
فرد قائلاً : نعم لم يعد هناك منصة ولا أتاوات وهذا جيد جدا ً.. ولكن مع اقتصاد السوق الحر التنافسي بدأت الأسواق تغرق بالألبسة الاجنبية والعربية و حتى الصينية  و"الشي إن "  وغيرها التي تدخل تحت مسمى  " أجنبي " و"ماركات " وأغلبها  تقليد طبعاً وبجودة متدنيّة وتصافي محلات وأحيانا تخضع لعمليات تقليد مايفسر انخفاض أسعارها , بينما صناعة النسيج السورية مازالت تقارع على أكثر من جبهة أهمها جبهة الطاقة وتراجع زراعة القطن  وأرباح الحلقات الوسيطة وأسعار الأقمشة والاكسسوارات وتذبذب أسعار الصرف .. الخ .
يقول عبدالرزاق خبزة أمين سر جمعية حماية المستهلك : أن الاستمرار على هذا الوضع لبضعة أشهر قادمة يعني أنّه  علينا أن نستعد  لاغلاق مصانع نسيج وغير نسيج بالجملة و علينا البحث عن حل للموظفين الذين سيفقدون مصدر دخلهم ,, مشددا على ضرورة دعم ومساندة صناعة النسيج حتى تتمكن من النهوض وامتلاك ناصية المنافسة ..

اللافت أنه ونتيجة الإعلان المفاجئ لتطبيق اقتصاد السوق الحر بدأت دول بالتصدير إلى سورية في حين أن لوائح قوانينها لاتسمح باستيراد الالبسة السورية خوفا ًعلى صناعتها من المنافسة وحماية لها , أي قامت بحماية أسواقها لمصلحة صناعييها , لماذا لانفعل نحن في سورية ذلك أيضاً ,  بل أين المعاملة بالمثل , ولماذا لايتم اعتماد سياسات حمائية لصناعة النسيج ريثما تتمكن من استنهاض قواها وتتهيأ للمنافسة التي باغتتها في عقر دارها
 
الأجنبي أرخص وأردأ ..
 
ألم يقل وزير الاقتصاد في كل أحاديثه أنّ  الانطلاق نحو المستقبل يبدأ من الانتاج , كيف سنبدأ والانتاج تم وضعه في مواجهة المستورد دون أن يُعطى فرصة معالجة مشاكل الماضي التي أرهقته والحاضر الذي لم يعطى فرصة التحضر والتكيف معه 
الآن هناك من سيقول أنّ المهرب والمستورد الاجنبي والعربي والصيني والتركي والطلياني "المزور في دول الجوار او حتى داخل سوريا  "  هو غالباً رديء  "  أي أرخص ويُساير الموضة لكن بلا جودة أما الأجنبي الجيد فأسعاره في مكان آخر تحديداً في جيوب الأغنياء ؟ 
في جولة على الأسواق سنلاحظ أنّ الاجنبي أياً كان مصدره فإن سعره يرتبط بجودته , يعني الرديء هو الرخيص ولايقارن بالمنتج الوطني الذي هو أفضل حكماً ,  ليس في موضوع الألبسة فقط وانما في موضوع الأحذية والحقائب حتى
الأجنبي الجيد قولاً واحداً أغلى وبكثير من المنتج الوطني في حين أنّه قد لايبدو أفضل من المنتج الوطني الذي  يُصنع  في المعامل المحترمة التي تساير الموضة وتأخذ بعوامل الجودة  , والأسواق خير شاهد , وهناك ماركات لألبسة سورية استطاعت أنّ تُصدر وتفتح متاجر لها في العديد من الأسواق العربية كالامارات والعراق.

ارتفاع تكاليف الانتاج أرهق مصانع النسيج

المصانع السورية تعرضت لأزمات كانت كفيلة بهدها وتوقفها  وهجرتها مع كل ماتحمله الكلمة من معنى , فما تعرضت له خلال السنوات الماضية كان قاسياً جداً واليوم وبينما تحررت من بعض المعيقات , وجدت نفسها أمام واقع جديد ليس لصالحها مع استمرار معاناتها مع ارتفاع أسعار الاقمشة وعدم استجابة تجار الاقمشة لانخفاض الاسعار , أيضا ارتفاع اسعار الاكسسوارات  وضعف القوة الشرائية , والاهم أنّ كل المصانع  تعاني من ارتفاع أسعار الطاقة وتذبذب سعر الصرف "وتسعيرات للدولار من تحت الطاولة "  وصعوبة التحويلات والمشاكل المرتبطة بتقييد الكاش وغيرها من الأسباب بما فيها  , واستغلال الحلقات الوسيطة أي تجار نصف الجملة الذين لاحدود لأطماعهم ويصرون على أرباح خيالية تفوق مرابح الصناعي الذي تعب وصنع وشغل مكنات وعمال , وكل ذلك  على حساب  تاجر المفرق والمستهلك ؟

لايجوز تعريض معمل سوري واحد للإغلاق 

 هناك من يقول أنه كان أمام الصناعيين فرصة ثمينة لتطوير صناعتهم في السنوات الماضية  في ظل أسواق محمية لهم ولكن ماهي الفرصة التي كانت تحتم عليهم دفع تكاليف إضافية كانت تصل الى 40 % واحيانا تصل الى 60% اكثر مع ارتفاع تكاليف كل مدخلات الانتاج بلا استثناءومع وجود تكاليف اضافية " مرعبة " ولايمكن تخطيها ؟
 
ومع ذلك والحق يقال استطاع صناع النسيج في سوريا تحديداً ان ينهضوا بصناعتهم ويعيدو فتح معاملهم وبعضهم درب وأهل  العمال واستعان بمصممين محترفين ونهضوا بمستوى الجودة  ,فالجودة لها تكاليف ,  طبعا كان هناك صناعيين أصروا على تدني الجودة  ولكن علينا ان نعترف أنّ لدى سورية اليوم معامل مهمة في حلب ودمشق وحتى حمص وانتاجها جيد جدا ويضاهي الاجنبي جودة وتصميماً ,  واستطاعت تخفيض اسعارها استجابة لانخفاض التكاليف ولكن مازالت هناك تكاليف فوق طاقتها  ويجب التعامل معها الى حين تمكين الصناعيين من النهوض بانتاجهم , فهؤلاء الصناعيين اليوم لايصنعون فقط للسوق المحلية هم يصنعون ايضا لأغراض التصدير  , وكلنا يعلم ان سوريا لديها قدرات مهمة على تصدير الألبسة فكيف نُعرضها لقسوة التهريب والاستيراد , والسؤال ألم يكن من واجب الحكومة الاسراع الى تطويق الأمر قبل أن يتحول الى كوارث اغلاق وتسريح ؟  
لايجوز تعريض معمل سوري واحد للإغلاق ,  لأنّ من يفك معمله ويرحل لن يعودة وعماله سينضمون الى صفوف العاطلين عن العمل و الجميع يُدرك ويتوقع   المشاكل التي يمكن أن يتسبب فيها فقدان العمل ؟
اليوم يتحتم على الحكومة أن تمتلك رؤيا متكاملة للصناعة الوطنية في كل قطاعاتها , وفي صناعة النسيج التي تتعرض اليوم لهجوم المستورد الذي بدأ يدخل يجب تنفيذ ساسات حمائية  تُعين الصناعي السوري ويستثمرها لتطوير منتجه ورفع قدراته التنافسية والتصديرية " اليوم نحن بأمس الحاجة الى رفع قيم صادراتنا التي تحقق قيم مضافة عالية "  والنسيج من أهم القطاعات التي يمكن أن يكون لسوريا ميزة تصديرية وحضور مهم في الأسواق الخارجية . 
  السياسات الحمائية   تبدأ من فرض رسوم جمركية مدروسة على المستوردات  وتخفيض ودعم تكاليف الانتاج الى حين تمكين المصانع وتأمين وصولها الى المرحلة التي تستطيع فيها استيعاب أية متغيرات لا أن تكون ضحية لها .
 

  الأجنبي الجيد مرتفع الثمن وليس بمتناول الناس
 
البضائع  والألبسة التي تدخل الاسواق السورية جلها غير مراقب بدليل أنّ المحلات التي تتمكن من استيراد وتهريب  بضائع جيدة تبدوأسعارها محلقة جداً  , وهاهي المحلات أمامكم موجودة لتتعرفوا على فرق الأسعار فليس كل مستورد رخيص " الرخيص رديء " أما الجيد فهو مرتفع الثمن وأضعاف المنتج المحلي  ولايناسب الا قلة من الناس 
على سبيل المثال في أحد محلات الأجنبي  بدمشق يباع البطال ب 200 دولار والحذاء ب150 دولار والحقيبة  وبحجة انها "كوبي اورجنال ون  " تباع ب 100 و200 دولار
هذه أسعار المستورد الأجنبي الجيد , أما الرخيص الذي  يقال لنا أنه أجنبي فأغلبه نخب ثاني وثالث او تصافي محلات وأحيانا تصنيع وتقليد  محلي او في لبنان يتم وضع " ليبل " مزور عليه لإيهام الزبائن أنه أجنبي مستورد  , وكلنا يعرف أن لعبة  " اليبل  " التجار السوريون هم من اخترعوها عندما كانوا يهربون ويوهمون الجمارك بأنها محلية وليست مستوردة ؟ اليوم انعكست الآية صاروا يزورون المحلي على أنّه أجنبي ؟

لاتحولوا سوريا الى سوق مستهلك .." فنلبس مما لاننسج " , سوريا لديها تجربة مهمة في "الانتاج " وتمتلك امكانيات مهمة للدخول الى الأسواق بمنتجات راقية وعالية الجودة  , انقذوا صناعة النسيج بمنحها فرصة طبيعية للنمو ..فرصة تبدأ بتمكينها ورعايتها ريثما تقوى 

هامش : بدأت تظهر في دمشق اعلانات لمنتج يُضنع في مصر بل انع يتكلم مصري يخطط صاحبه الصناعي السوري المعروف لتكون سوريا سوقا لمنتجاته وليس مكانا ليصنع فيه ويشغل العمال ويصدر من سوريا .اليوم يعطى فرصة منافسة المنتج الوطني الذي يكابد ويناضل ويشغل اهل البلد علما ان مصر تمنع استيراد الالبسة السورية ؟؟
هامش 2 : مع ضرورة تبني سياسات جمائية مدروسة تحتضن صناعة النسيج المحلية وتقويها وتحولها الى قطاع يدر فرص العمل ويقوي القيمة الشرائية ويؤمن القطع الاجنبي نتيجة التصدير ,, فإنّ أضعف الإيمان أن لايُسمح باستيراد الألبسة من دول تمنع استيراد الالبسة السورية حماية لصناعتها      
 


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق

 
 

سورس_كود



islamic_bank_1


Baraka16


Orient 2022



معرض حلب


ChamWings_Banner


الصفحة الرئيسية
مال و مصارف
صنع في سورية
أسواق
أعمال واستثمار
زراعـة
سيارات
سياحة
معارض
نفط و طاقة
سوريا والعالم
محليات
مجتمع و ثـقافة
آراء ودراسات
رياضة
خدمات
عملات
بورصات
الطقس