كتب أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :
بعد أن بدأت كتابة هذا المقال ارتأيت التريث قليلا لمتابعة ما أمكن من المؤتمر الصحفي لوزيري الخارجية السوري و السعودي ، علي استطيع دهن خبز السندويشة عالية القيمة الغذائية ، بشيء من الدسم ، أو الحلو ، فقد نشفت حلوقنا من حديث رفع العقوبات ، وما ينتظرنا من انطلاقة اقتصادية مباركة .. وريثما يحين موعد المؤتمر الصحفي الذي نوهت عنه قصدت صرافات المصارف المتاحة لتفقد الحالة الممكنة لعامة الشعب -أنا منهم - في أسبوع العيد ، فإن لم يكن من منحة .. هي رواتبنا. معاشاتنا الشهرية .. بحثت في كل الصرافات المتاحة ، و عدت خائبا يشاركني خيبتي كل من جاء يلتمس القليل من راتب او معاش ... فلم نجد في الصرافات ليرة واحدة .. ولم يطالعني في السوق أي ملمح يبشر بأن ثمة عيدا قادم ..!!
عدت ارصد المؤتمر الصحفي ..
وطالما مازال لدي وقت كاف سأوجه رسالة قصيرة مستعجلة للسيدين وزير المالية و حاكم مصرف سورية المركزي .. أقول لهما ببراءة : هل صحيح أن السيولة في طرح الليرة السورية أصبح قضية على تلك الدرجة من التعقيد ..؟!
طيب يا سادة .. أين هي أوراق النقد السورية ..؟ كانت تكفي .. وكانت الصرافات غالبا مليئة .. و كان الطلب عليها وعلى الليرة أشد من اليوم .. كانت متطلبات الدولة من العملة المحلية للرواتب و التعويضات و السرقة و الفساد أكثر منها اليوم بكثير ..أين تختفي ..؟! .. السيد الحاكم لا بدّ أن لديكم ما يوضح .. !! و كذا معالي السيد الوزير .. الله وكيلكما مللنا مواقع التواصل ، و قنوات الإعلام الخاصة ، وبوستات محترفي الكذب و الدعايات التي يظنون انفسهم عبرها يقدمون أوراقهم خدما لمن لا يحتاجهم في ادارة البلاد !!
بهذه الحالة النفسية استقبلت المؤتمر الصحفي .. و كان بجد مؤتمرا مليئا بالآمال و عظائم الامور .. يسعد الروح لكنه لا يبل الريق لا بدسم ولا بسكر .. بل يضعنا في أجواء أفراح ما بعد العقوبات .. والأمل و الانتظار .. و هكذا استطيع أن أعود إلى مقالي ..بما يتيسر له من فرصة الظهور . الانطلاقة تحتاج أولا و قبل كل شيء ، الأمن والآمان .. لا مال و لا مستثمر . لا ابراج و لا ناطحات سحاب .. لا سنغافورة و لا حتى الصومال الشقيق سيراسلنا ان لم تكن راية الأمن و الآمان قد نشرت أفياءها .. أبدا .. صحيح أن الأمان و الأمن يجدان ظرفهما الأنسب . و نحن ننشيء مواقع استثمار لافتة .. لكن يقولون : رأس المال جبان .. وهو مال و مصالح لن يقدم لنا او للعمل عندنا إلا و اصحابه مطمئنين عليه .. ولا سبيل برأيي لاندفاعة استثمارات بعد زوال العقوبات تقوم على أساس الاعانات و الهبات .. أبدا .. بل المصالح ..
صحيح أيضا أنّ هناك خطوات أفضل و اطول على خط الأمن و الأمان في سورية .. لكنها بطيئة و سطحية و مترددة .. في كامل هذه الاقنومة .. هي مهمة الدولة ليس إلا .. رغم أنني أعتقد جازما إننا لن نتوه و نضل الطربق على هذا المسار ، الا اننا لم نر بعد أي مشاريع جدية على الأرض تملأ الصدور ببعض النشوة .. أو قبل ذلك تملأ الروح بالآمال العراض ..
نحن دون أي ريب نعيش ذيول ارباكات الحكومة السابقة في الانطلاق ... وهو ما لم تتجاوزه بعد الحكومة القائمة رغم جهودها الطببة بجد .. ولا سيما في العمل خارج الحدود ..
لقد ودعنا عمل الحكومة السابقة بحمل من اليأس بما يجعلنا ننتظر من الحكومة القائمة أولا ، ما يمكن ان نلمسه باليد ..
ولا يعتبن أحداً على ناطر ينتظر ولادة الأمل ..
اليوم أصبح من الضروري بالتأكيد أن يلمس المواطن شيئاً حقيقياً .. أخشى أن إجابه من أحد بأن علينا المزيد من الانتظار .. نحن ننتظر لكن .. يجب أن نعرف ماذا ننتظر .. و إلى متى .. ؟
As-abboud@gmail.com