سوريا : 740 شركة و1600 علامة تجارية في معرض بيلدكس للبناء والتشييد على مساحة 130 ألف متر مربع
صناعة المفروشات السورية العريقة تتحضر للمنافسة بعد فتح الأسواق أمام الاستيراد
سيرياستيبس - خاص :
بعد ثلاثة أسابيع فقط من سقوط
النظام البائد , عُقد في فندق الفورسيزن بدمشق مؤتمرا صحفيا
للإعلان عن مشاركة تركيا في معرض بيلدكس للبناء والتشيد 2025 بجناح يضم 125
شركة .. جاء هذا الاعلان بمثابة مفاجأة حقيقية في ظروف سياسية لم يكن
الحديث فيها عن إقامة معرض للبناء امراً متوقعا , اليوم وبعد ستة شهور نجح
القائمون على معرض بيلدكس في كسب الرهان بجذب 740 شركة تعرض منتجاتها
ولتتحاور مع شركاء لها للدخول الى السوق السورية تجارة أو
استثماراً فالفرص كبيرة وعملية اعادة الاعمار من مرتبة 400 مليار دولار
وفقا لما اعلنه وزير الاقتصاد والصناعة السوري . ويقام المعرض في مدينة المعارض
بدمشق على مساحة 130 ألف متر مربع ليكون بذلك أكبر واهم معرض من
نوعه في سوريا والمنطقة
أغلب
الشركات المشاركة
في بيلدكس تتطلع لتسويق منتجاتها في الأسواق السورية , إلا أنّ قسماً
مهماً مهنا يخطط لبناء مصانع ومعامل والدخول في
تنفيذ مشاريع بنى تحتية وإعمار وتطويرعقاري في سوريا لتلبية الاحتياجات
الكبيرة حسب وصف "ماهر عبد الواحد " نائب المدير التنفيذي لشركة كابلات
الرياض
السعودية التي تشارك في معرض بيلدكس للبناء والتشييد بين 20
شركة سعودية تشكل بمجملها خطوة لاستكشاف السوق
السورية
يقول "عبد الواحد " في تصريح : أن هناك استعداد واضح من قبل العديد من الشركات السعودية للعمل والاستثمار في السوق السورية , كاشفا عن
عدة اجتماعات عقدت في وزارة الاستثمار السعودية لدعم التوجه للاستثمار في
سوريا , و من المقرر أن يقوم وفد من وزارة الاستثمار السعودية بزيارة الى
دمشق الاسبوع القادم لبحث فرص التعاون والاستثمار ومشاركة الشركات
السعودية في عملية اعادة الاعمار
موضحا ً أن الاستثمارات السعودية ستتركز في القطاعات التي تمتلك فيها خبرة وتفوق مثل صناعة الكابلات والاغذية والطاقة والبناء , وشركة " كابلات الرياض " تفكرفي دخول السوق السورية إما انطلاقا من السعودية اي
تصدير منتجاتها , او عبر إقامة مصنع لها في سورية كاشفا عن وجود خطة لدى الشركة لبناء معمل في دمشق بانتظار صدور قانون
الاستثمار لجديد التي تم إبلاغنا انه سيكون جاهزاً خلال وقت قريب
عبدالواحد
وصف معرض" بيلدكس " بالمعرض المهم والذي يضاهي وربما يتفوق على المعارض
المشابهة حتى في اكثر الدول تقدماً مبديا إعجابه بالتنظيم وطريقة العرض
والعصرنه في تقديم الشركات لمنتجاتها , وقال لعله حدث مهم جدا بعد 14 عام من
الحرب وبعد ستة اشهر فقط على استلام الادارة الجديدة في البلاد والتي تفعل
اشياء مفاجئة وبشكل سريع كاتفاق الطاقة الذي أعلن عنه لانتاج 5 غيغا من
الكهرباء
وقال : أعتقد أن كل من شارك في
المعرض لديه يقين بأن
العمل في سوريا يمضي الى آفاق رحبة وينتظرون اعادة ترتيب مناخ العمل
والاستثمار والقطاع المصرفي والمالي , ليعلنوا عن شكل دخولهم الى سوريا ,
إماعن طريق تنفيذ مشاريع واقامة مصانع ومنشآت حيوية أوعن طريق توريد
مستلزمات اعادة
الإعمار أو إقامة مصانع ومعامل , فالسوق السوري مهيأ وقادرعلى استيعاب
استثمارات واسعة ومتنوعة فيه نظرا لحاجته الكبيرة ولسنوات طويلة قادمة ,
مؤكداً أنَّ حجم إعادة
الإعمار التي تحتاجها سوريا تبدو فرصة اقتصادية لإقامة مصانع فيها ,
وأعتقد أنَّ خيار الكثير من الشركات سيكون
بالتوجه الى إقامة مصانع وهو ماتفكر به شركة "كابلات الرياض " ليضاف الى
معاملها في المنطقة حيث لدى "كابلات الرياض " معملين واحد في الإمارات وآخر
في
العراق بالاصافىة الى 12 معملاً في السعودية بحجم أعمال بلغ 3 مليارات
دولار
عام 2024 وهي تعد رابع شركة من نوعها على مستوى العالم والأولى في الشرق
الاوسط وتصل متجاتها الى أوروبا وشرق آسيا وإفريقيا بالإضافة الى الشرق
الأوسط
"عبد الواحد " أكد ثقته
بالسوريين وبقدرتهم على إحداث الفرق والانتقال الى مستقبلهم , وقال
يجب ان نعطي السلطات الجديدة الوقت الكافي لتهيأة البلاد للمرحلة القادمة
مؤكداً أنّ الظروف الأمنية ستذهب الى تحسن لتغدو حالات فردية سريعاً ما
سيتم لفظها .
بناء أحياء واسعة في 6 أشهر
رجل
الأعمال السوري المغترب في الامارات " ياسر أسعد " قرر العودة الى سوريا
كوكيل لشركة سعودية متخصصة بأعمال ومواد البناء قال : أن معرض " بيلدكس " بالحضور الكبير الذي شهده عبر
مشاركة 740 شركة وبحضور عشرات الآلاف من المهتمين يشكل عتبة مهمة لاستكشاف
السوق السورية وامكانياتها عن قرب استعدادا لبدء العمل فيها .
مشيراً
في حديثه : أن سوريا اليوم أرض خصبة لاستقبال مختلف المنتجات والبضائع
التي تحتاجها في عملية الاعمار , وأضاف : لكن أتوقع أن الشركات الكبرى
والمهمة هي التي ستتمكن من تثبيت أقدامها لأنّ رؤية الاعمار في سوريا ستكون
وفق المعايير العالمية وبالتالي فإن الجودة والمتانية والاستدامة ستكون
الفيصل في عملية إعادة البناء
مشيراً
الى الاهتمام السعودي بالعمل في سوريا وهناك استثمارات مهمة قادمة ليس
كتسويق منتجات فقط بل لتنفيذ المشاريع وإقامة المصانع والمعامل التي تلبي
محتلف الاحتياجات لافتاً الى أن شركة "رابدول " التي يمثلها في سوريا
مستعدة وقادرة على تنفيذ مشاريع مسبقة الصنع متكاملة من مدن اسكان ومصانع
ومنشآت ومدارس ومستوصفات وغيرها . وما تحتاجه الشركة لتفيذ مشاريع هوفقط وجود البنية التحتية وبحسب
إمكانيات الشركة المتوفرة لدينا نستطيع إعمارأحياء سكنية واسعة في سوريا بفترة
قصيرة لاتتجاوز6 أشهر . منوهاُ أن شركة "رابدول " التي تلتزم في عملها رؤية المملكة 2030 , نفذت مشاريع هامة في العديد من الدول
كالسعودية وعمان وجنوب أفريقيا، وهي اليوم تستعد لتنفيذ مشاريع داخل سوريا
أسعد
أكد على : دور رجال الأعمال السوريين المهم جداً في هذه المرحلة , فهم
يشكلون القاطرة التي تجرالاستثمارات الخارجية العربية والأجنبية , مشيرا
إلى أنّ عدد مهم من السوريين المقيمين في الخارج عادوا ويتجهزون للعودة
للقيام بأعمال خاصة بهم أو كشركاء ووكلاء لشركات خارجية وهؤلاء يشكلون
نقطة ارتكاز مهمة للاستثمارات القادمة الى البلاد كما أنّهم سيساهمون في
عودة الكثير من الخبرات الفنية السورية في الخارج , مؤكداً أنّ سوريا
تمتلك فعلا فرصة عودة جزء مهم من كفاءاتها وخبراتها التي غادرت خلال سنوات
الحرب وحتى قبلها , فالكثيرين يرغبون بالعودة الى بلدهم وما المانع من
عودتهم اذا كانت فرص العمل فيها ستصبح جيدة .
مؤكداً
أن نقطة انطلاق إعادة الإعمار تبدأ من مشاريع البنى التحتية والطاقة وكلما
استطاعت الحكومة تهيأة البنى التحتية كلما استطاعت جذب الاموال
لمشاريع التطوير العقاري وبناء المدن وغيرها, وقال كل الشركات تنظر صدور
قوانين الاستثمار الجديدة ليدخلوا ويبدأوا العمل خاصة بعد ازالة العقوبات
والبدء بالاصلاحات المصرفية والمالية المطلوبة , آملاً أن تتمكن البلاد من
تجاوز الظروف الأمنية واستعادة الاستقرار والتفرغ لبناء سوريا الجديدة
التي حان الوقت لتُبنى وتُعمر .
المفروشات السورية تتهيأ للمنافسة القادمة
سيدة الأعمال وصاحبة مصنع "راجحا ميكا الرائد لصناعة
المفروشات العصرية في سوريا "ربا عبود " قالت : أن
المنتجين السوريين اليوم يعملون بشكل حثيث وباجتهاد من أجل الحفاظ على
قدراتهم التنافسية في السوق السورية التي أصبحت مفتوحة اليوم بعد التحول
نحو اقتصاد السوق الحر , وقالت أن هناك أعباء مازال الصناعي والمنتج السوري
يتكبدها مثل ارتفاع أسعار الطاقة , ولكن في الوقت نفسه "وأتحدث هنا عن
صناعة المفروشات " استطاعوا إحياء هذه الصناعة التي تنقسم بين منتج تقليدي
يتصف بالجمالية وذاكرة التراث وبين العصرنة والحداثة , وهناك من استطاع
المزاوجة بين الأمرين معاً , و تتميز المفروشات السورية بجودتها وقربها من
ذوق المستهلك بمختلف اتجاهاته وامكانياته .
وقالت
في السابق قبل الحرب ومع السماح بالاستيراد استطاعت المفروشات السورية من
اثبات وجودها نتيجة دخول منتجات مستوردة سيئة وأقل جودة , ومن المعروف أن
السوريين يتعاملون مع المفروشات كسلع معمرة لذلك يحرصون على اختيار مفروشات
عالية الجودة لمنازلهم , كاشفة عن التحضير لمعرض مهم ستشهده مدينة "سقبا "
في ريف دمشق التي تسمى مدينة المفروشات في سوريا , وسيكون بمثابة الإعلان
عن نهوض صناعة المفروشات حيث يوجد في سوريا 20 الف نجار حرفي متخصصون
بصناعة مختلف أنواع المفروشات من تراثية وموزاييك وابواب واثاث منزلي ,
عبود تحدثت عن وجود مصانع مفروشات مهمة في سوريا قادرة على تجهيز المنشآت من فنادق ومكاتب وغيرها برؤى عصرية تناسب مختلف الاذواق
مشيرة
في حديثها الى أنّ المطلوب من الصناعيين السوريين اليوم هو امتلاك القدرة
على البقاء والمنافسة في وجه المنافسة ودخول المنتجات المستوردة مؤكدة
ضرورة التوسع في برامج التدريب والتأهيل خاصة وأن السوق سيكون بحاجة الى
اليد العاملة المدربة والمؤهلة
وختمت حديثها بالقول أن معرض "بيلكدس " شكل فرصة أمام المنتج السوري ليقدم نفسه كمنافس قوي أمام المنتج القادم من الخارج , داعية الحكومة السورية في ختام حديثها الى تطبيق سياسات حمائية للصناعة
المحلية ولو لفترة من الزمن حتى تمكن من الثبات والاستمرار خاصة وانها
ستتعرض لمنافسة جديدة خاصة من تركيا مع تطبيق اقتصاد السوق الحر
تركيا تبحث عن أسوق لتصريف منتجاتها
غيلان باشا مشارك تركي قال أنّ
المشاركة التركية الواسعة "أكثر من 120 شركة " جاءت نتيجة اليقين بالفرص التي ستخلقها
السوق السورية امام المنتجات التركية خاصة مع وجود فائض إنتاج يبحث عن
أسواق للتصدير , موضحاً أنّ الشركات التركية لاتبحث عن ضالتها في الأسواق
السورية فقط بل انها تتطلع لتكون سوريا معبراً للوصول الى الأسواق الاخرى
في الخليج والعراق
وقال كان من
المهم وبعد أسابيع قليلة من سقوط النظام السوري الاعلان عن المشاركة
التركية الواسعة في "بيلدكس " فالكثير من الشركات التركية تجاوزت مرحلة
التحضير وبدأت فعلا بالدخول الى الاسواق السورية حيث زادت الصادرات التركية
من مواد البناء بشكل كبير, آملأ ان يكون لتركيا مكانة مهمة في مرحلة اعادة
اعمار سوريا وان تكون الشريك الاقتصادي والتجاري والاستثماري الأول
مرآة لتحرير سوريا اقتصادياً
من
جهته بين مديرالشركة العربية للمعارض الجهة المنظمة لمعرض بيلدكس "علاء
هلال " قال , أن هذا الحضور الكبير لشركات البناء والتشييد والهندسة مع معدلات
زيارة يومية بمئات الآلاف يشكل مرآة لتحرير سوريا اقتصاديا وانطلاقها نحو
البناء والإعمار بعد حرب 14 عام .
وقال
: تتزاحم اللقاءات بين المشاركين بحثا عن فرص مشتركة للعمل والكل جاء
ليحصل على نتيجة وعلى عمل واعتقد أنّه سيتمخض عن المعرض الاعلان عن
استثمارات ومشاريع كبرى , السعوديون مثلا يميلون لإقامة مشاريع ومصانع في
سوريا , ايضا الاتراك والسوريون العائدون وهناك عين أوربية مهمة على
السوق السورية هذا الى جانب كم الفرص الكبير للسوريين الذي يمكن أن يكون من نتائج المعرض المباشرة
مشيراً إلى أنّ المعرض سجل هذا العام مشاركة غير مسبوقة من حيث عدد
الشركات، حيث بلغ عددها أكثر من 740 شركة من 28 دولة، منها 112 شركة تركية
و20 شركة سعودية و10 شركات صينية، بالإضافة إلى حضور لافت من الشركات
الأردنية. وأشار إلى ان المعرض يُعد منصة محورية لعرض أحدث التقنيات والمواد في مجال
البناء والإعمار، ويقدم فرصاً استثمارية وتجارية واسعة للمشاركين والزوار،
كما يتيح فرصاً للتعاون بين الشركات السورية والعربية والأجنبية. واوضح هلال أن "بيلدكس " يضم هذا العام 1600 علامة تجارية من مختلف
القطاعات المرتبطة بالبناء والدورة الحالية تأتي في وقت
حيوي لدعم إعادة الإعمار والاستثمار في سوريا خاصة بعد تعليق العقوبات.
فهل
تكسب سوريا رهان الفرص الكبيرة التي تملكها وتتمكن من بناء الجسور القوية
لتعبر عليها نحو المستقبل الذي تستحقه , كل ذلك رهن التطورات السياسة
والأمنية والاقتصادية والتشريعية ..