كتب أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :
فيما يخص زيارة الرئيس الشرع لباريس .. لا يمكن ان تكون إلا جيدة ..؟ جيدة من حيث كونها تمت .. و قبل الدخول في النفاصيل ، ما ظهر منها وما خفي .. زيارة مسؤول سوري بهذا الحجم للعاصمة الاوربية ، لعلها الاهم ، ولو كانت برلين هي الاقوى ..وقد شكل هذا التباين سببا لعديد الحروب بينهما ، وصولا إلى الحرب العالمية الثانية ..
على كل حال لا تكتسب الزيارة اهميتها من أهمية فرنسا و حسب .. حتى ولو كانت حملت معها موافقة الولايات المتحدة الاميركية .. بل من حرج الواقع السوري و خطورته .. و هشاشته .. والزيارة اعطت لسوريا عدة فرص اعتبارية ، من ناحية سياسية اولا . و تبعا لها من ناحية اقتصادية ولا ريب .. و بينهما حالة الامن و الامان فيها .. و في المنطقة .. وربما العالم بالضرورة.
من ناحية المبدأ و لمجرد أن الزيارة حصلت .. هي دون شك احدثت نتائجا يظهر بعضها .. و لا يظهر البعض الأخر .. ومهما كان مستوى التفاؤل .. و هو دون شك تفاؤل مشروع .. ظلت الرؤوس حتى اللحظة مستديرة لتتلمس شئا عمليا صريحا .. و يستمر الترقب ..على الصعيد الاقتصادي .. كان وعدا فرنسيا علنيا بالسعي لرفع العقوبات عن سوريا وهو المدماك الذي تعمل له سوريا بكل ما تملكه من امكانات .. وقد شهد الاسبوعان الاخيران انطلاقة عمل في هذا الاتجاه بين واشنطن و نيويورك .. ولا شك انه كان هناك تقدم حقيقي ولم تكن هناك خطوات ملموسة .. و الامر ليس .. ولن يكون على هذه السهولة ..
في حديثه للاعلام السوري " سانا " اشار السيد وزير الاقتصاد و الصناعة الدكتور محمد نضال الشعار إلى الضرورة الملحة لرفع العقوبات من اجل المضي في خطة اصلاح جذرية للاقتصاد السوري ، مقدرا بصعوبة الوصول الى الرفع الكامل لهذه العقوبات و امكانية التخفيف منها بما يسهل ان تبدأ سورية بناء،نموذجها الاقتصادي الذي يقول عنه وزير الاقتصاد : انه يلائم سورية الجديدة .. ويعطي اعتبارات اولية للمشروعات الصغيرة
والمتوسطة التي يمكن ان تشكل خلايا اقتصادية غير موجودة بالمطلق .. واعدة و غير فاسدة .. و تحدث عن مجالس الاعمال التي سيبدأ تأسيسها قريبا ابتداء من المجالس المشتركة مع الدول العربية ..
في حديثه اشار السيد الوزير إاى موضوع ما يثار عن خصخصة .. و نفى أن تكون سورية تعمل في ظل اقتصاد اشتراكي ..!! بل هو اقتصاد عشوائي .. اقتصاد مفصل لمصالح معينة طابعها الفساد .. و رأى ان هناك مشاريع و شركات يمكنها أن تستمر .. و أخرى يمكن التصرف تجاهها تأجيرا أو بيعا أو مشاركة ..
في الاطار العام و ربطا بكل هذه الجهود المبذولة و بقراءة الواقع الناجم عنها .. يمكن ان نصل الى استنتاج انه : على الرغم من أهمية كل هذه الجهود .. لا بد من أن تكون العناية المباشرة و الأولية لواقع الحال الاقتصادي محليا .. فما زالت الفرص تقول : من هنا يمكن أن نبدأ .. ولو كنا نعمل لبدايات أخرى يجب ألا تنسينا واقع الحال القابل للتطور ..
على صعيد الحياة اليومية ، و شؤونها و متطلباتها .. استمر الحال دون تغييرات حقيقية تذكر ..سعر العملة .. يحوم سعر الدولار حول ال ١٢٠٠٠ ليرة لكل دولار .. وما زال التغيبر في اسعار السلع و الخدمات السوقية بطيئاً نسبياً و نحو الصعود.. و على الصرافات ما زال المشهد ذاته تقريبا .. غاب إلى حد ما الحديث عن تطبيق الشام كاش ... و حضر مكانه حكاية ال٢٩ مليون دولار التي وافقت اميركا العظمى لقطر الغنية ان تساعد الموظف السوري ليحصل على أتعس راتب في العالم .. و ضمن عدد من الشروط .. ؟؟!!
As.abboud@gmail .com