دمشق - خاص لسيرياستيبس :
شيء غريب يمكن ملاحظته في تحرك الغرف للدفاع عن التجار المهربين وأولئك
الذين تقوم أعمالهم على التهريب وبشكل مخيف وبات يشكل خطرا حقيقيا على
الاقتصاد الوطني وعلى صحة وسلامة الناس .. وكأن المهربات عندما تصل الى
المستودعات والمتاجر والمولات تصبح مُقدسة وعملا تجاريا شريفا وباب رزق
يستوجب غضب الله إن مسته الجمارك وبالتالي وجب عدم الاقتراب منها و بل
الاقتراب منها كما سمعنا من تصريحات أعضاء الغرف في الايام الماضية سيساهم
في ضرب الاقتصاد والتسبب بهجرة رؤوس الأموال ..
فعلا لم نعد نفهم كيف يركبون مصالحهم ومعادلاتهم .. وكيف اخترعوا معادلة أن
تكون مصادرة المهربات ضرباً للاقتصاد ومهربة لرؤوس الأموال وفي الحقيقة كل
هذه الأموال تسهيلات دوارة وقروض ؟
كيف ستذهبون بأموالكم .. والى أين .. هل ستذهبون الى تركيا فتمنحكم
التسهيلات و تجيز لكم بيع المهربات لشعبها علانية والتسبب في انهيار
صناعتها ...
اذا كان الامر كذلك ننصحكم بالذهاب لأن الحملة على التهريب
وليست على التجار فالمهرب ليذهب والتاجر الحقيقي سيبقى وليس مضطرا للذهاب
الى أي مكان .
وهنا لابد أن نتجرأ ونتحدى كل الغرف أن تكون واحدة منها فقط تحدثت أو أشارت أو انتقدت تاجراً واحدا يعمل بالتهريب أو أن تكون قد دلت على مستودع
او متجر حتى مول واحد يتاجر بالمهربات وكلنا يعلم أنه لاتوجد غرفة واحدة
لاتعلم أسماء التجار الذين يتاجرون بالمهربات ..
في الحقيقة وطالما أنها لم تتقدم بشكوى واحدة عن مستودع او متجر للمهربات
فإن الغرف تتبع سياسة التكتم على المهربين .. وتحميهم وتتبنى مصالحهم وما
يزيد من الأمر سوءا هو صمت ممثلي الدولة في هذه الغرف فكما نعلم كل غرفة
تتمثل عن الدولة
ب 6 أعضاء ومع ذلك لانرى لهم أثر ولاصوت بل إنهم سرعان ما يمشون في فلك
التجار ويختارون الغياب اللهم الا اذا كانت هناك مصالح للتجار يطلب منهم
تبنيها والدفاع عنها ؟
لذلك نتمى من وزير التجارة الداخلية ان يجتمع بكل ممثلي الدولة في الغرف
ويسألهم عما فعلوه لخدمة العمل التجاري في البلاد وإن كانوا قد عملوا في
سبيل خلق حالة صحية من التشاركية بين الدولة والغرف التي لاتتوقف عن التعهد
بالعمل على حماية مصالح البلاد والنهوض بالواقع التجاري والاقتصادي
ومكافحة التهريب والتهرب الضريبي ؟
في الحقيقة لايبدو دور الغرف مطمئنا للمرحلة القادمة , مرحلة نتطلع إليها
بعين التشاركية والولاء لمصالح البلد بغية النهوض ونفض غبار الحرب عبر دعم
الانتاج محاربة التهريب والتهرب الضريبي والتمكن من مقاومة العقوبات
والحصار .
وبينما تعلي كل من غرفتي دمشق وحلب الصوت وينوص صوت غرفة تجارة الريف
المجاورة "للدحداح " مدافعة عن المهربين في وجه الجمارك التي تقوم بمهمة
واضحة وهي مكافحة التهريب " مع الإشارة هنا أنه كلما كانت الجمارك مقصرة
فغالبا بالتواطؤ مع التجار " يبدو من المستغرب وقوف الغرف الى جانب
المهربين والاستماتة في الدفاع عن تجار المهربات في وجه الجمارك
وحتى تأتونا بشكوى واحدة من الغرف على مهربين او مستودع او سوق يعج
بالمهربات نتمنى ان تتركوا الأمر لمخبري الجمارك فكما يبدو لديهم القدرة
على اكتشاف اسواق ومستودعات التهريب بسهولة بالغة ؟
أخيرا فإن دوريات الجمارك هي لتنظيف الأسواق من المهربات وليس قطعاً للأرزاق لأن
التهريب والمتاجرة بالمهربات هي ممنوعة بالقانون اولا وتسبب الأذى للناس
والإنتاج المحلي ؟
|
طباعة هذا المقال
أرسل إلى صديق
.gif){kind=logo}
